عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-13, 15:06 رقم المشاركة : 5
خالد السوسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية خالد السوسي

 

إحصائية العضو








خالد السوسي غير متواجد حالياً


وسام المنظم في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام المنظم مسابقة الأستاذ الرمضانية

مسابقة كان خلقه القران1

وسام المرتبة الأولى في مسابقة المصطلحات

وسام المرتبة الأولى في مسابقة ألغاز رمضان

وسام المشاركة في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام المركز الأول في مسابقة استوقفتني آية

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: انطلاقة دورة إتقان جزء عم






تفسير الجزء الثاني من سورة النبأ للشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى




أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه


‏{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا‏}‏


يفصل الله بين الخلائق بحكمه الذي لا يجور وتوقد نار جهنم التي أرصدها الله وأعدها للطاغين، وجعلها مثوى لهم ومآبا، وأنهم يلبثون فيها أحقابا كثيرة و ‏{‏الحقب‏}‏ على ما قاله كثير من المفسرين‏:‏ ثمانون سنة‏.‏

وهم إذا وردوها ‏{‏لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا‏}‏ أي‏:‏ لا ما يبرد جلودهم، ولا ما يدفع ظمأهم‏.‏

‏{‏إِلَّا حَمِيمًا‏}‏ أي‏:‏ ماء حارا، يشوي وجوههم، ويقطع أمعاءهم، ‏

{‏وَغَسَّاقًا‏}‏ وهو‏:‏ صديد أهل النار، الذي هو في غاية النتن، وكراهة المذاق، وإنما استحقوا هذه العقوبات الفظيعة جزاء لهم ووفاقا على ما عملوا من الأعمال الموصلة إليها، لم يظلمهم الله، ولكن ظلموا أنفسهم، ولهذا ذكر أعمالهم، التي استحقوا بها هذا الجزاء، فقال‏:‏

‏{‏إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا‏}‏ أي‏:‏ لا يؤمنون بالبعث، ولا أن الله يجازي الخلق بالخير والشر، فلذلك أهملوا العمل للآخرة‏.‏

‏{‏وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا‏}‏ أي‏:‏ كذبوا بها تكذيبا واضحا صريحا وجاءتهم البينات فعاندوها‏.‏

‏{‏وَكُلُّ شَيْءٍ‏}‏ من قليل وكثير، وخير وشر ‏

{‏أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا‏}‏ أي‏:‏ كتبناه في اللوح المحفوظ، فلا يخشى المجرمون أنا عذبناهم بذنوب لم يعملوها، ولا يحسبوا أنه يضيع من أعمالهم شيء، أو ينسى منها مثقال ذرة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا‏}‏

‏{‏فَذُوقُوا‏}‏ أيها المكذبون هذا العذاب الأليم والخزي الدائم ‏

{‏فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا‏}‏ وكل وقت وحين يزداد عذابهم

‏[‏وهذه الآية أشد الآيات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها‏]



‏‏{‏إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا‏}

لما ذكر حال المجرمين ذكر مآل المتقين فقال‏:‏

‏{‏إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا‏}‏ أي‏:‏ الذين اتقوا سخط ربهم، بالتمسك بطاعته، والانكفاف عما يكرهه فلهم مفاز ومنجي، وبعد عن النار‏.‏

وفي ذلك المفاز لهم ‏{‏حَدَائِقَ‏}‏ وهي البساتين الجامعة لأصناف الأشجار الزاهية، في الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار، وخص الأعناب لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق‏.‏

ولهم فيها زوجات على مطالب النفوس ‏{‏كَوَاعِبَ‏}‏ وهي‏:‏ النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن، وقوتهن ونضارتهن ‏.‏


‏{‏والأَتْرَاب‏}‏ اللاتي على سن واحد متقارب، ومن عادة الأتراب أن يكن متآلفات متعاشرات، وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة، في أعدل سن الشباب ‏.‏

‏{‏وَكَأْسًا دِهَاقًا‏}‏ أي‏:‏ مملوءة من رحيق، لذة للشاربين،

‏{‏لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا‏}‏ أي‏:‏ كلاما لا فائدة فيه ‏{‏وَلَا كِذَّابًا‏}‏ أي‏:‏ إثما‏.‏
كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا‏}‏
وإنما أعطاهم الله هذا الثواب الجزيل ‏[‏من فضله وإحسانه‏]‏‏.‏

‏{‏جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ‏}‏ لهم ‏{‏عَطَاءً حِسَابًا‏}‏ أي‏:‏ بسبب أعمالهم التي وفقهم الله لها، وجعلها ثمنا لجنته ونعيمها ‏.‏




‏ ‏{‏رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا‏}

أي‏:‏ الذي أعطاهم هذه العطايا هو ربهم ‏{‏رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏ الذي خلقها ودبرها ‏{‏الرَّحْمَنِ‏}‏ الذي رحمته وسعت كل شيء، فرباهم ورحمهم، ولطف بهم، حتى أدركوا ما أدركوا‏.‏

ثم ذكر عظمته وملكه العظيم يوم القيامة، وأن جميع الخلق كلهم ذلك اليوم ساكتون لا يتكلمون و ‏{‏لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا‏}‏ إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، فلا يتكلم أحد إلا بهذين الشرطين‏:

‏ أن يأذن الله له في الكلام، وأن يكون ما تكلم به صوابا،

لأن ‏{‏ذَلِكَ الْيَوْمُ‏}‏ هو ‏{‏الْحَقُّ‏}‏ الذي لا يروج فيه الباطل، ولا ينفع فيه الكذب،

وفي ذلك اليوم ‏{‏يَقُومُ الرُّوحُ‏}‏ وهو جبريل عليه السلام، الذي هو أشرف الملائكة ‏{‏وَالْمَلَائِكَةِ‏}‏ ‏[‏أيضا يقوم الجميع‏]‏ ‏{‏صَفًّا‏}‏ خاضعين لله ‏{‏لَا يَتَكَلَّمُونَ‏}‏ إلا بما أذن لهم الله به ‏.‏

فلما رغب ورهب، وبشر وأنذر، قال‏:‏ ‏{‏فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا‏}‏ أي‏:‏ عملا، وقدم صدق يرجع إليه يوم القيامة‏.‏

‏{‏إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا‏}‏ لأنه قد أزف مقبلا، وكل ما هو آت فهو قريب‏.‏

‏{‏يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ‏}‏ أي‏:‏ هذا الذي يهمه ويفزع إليه، فلينظر في هذه الدنيا إليه ، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ‏}‏ الآيات‏.‏

فإن وجد خيرا فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ولهذا كان الكفار يتمنون الموت من شدة الحسرة والندم‏.‏
نسأل الله أن يعافينا من الكفر والشر كله، إنه جواد كريم‏.‏

تم تفسير سورة عم، والحمد لله رب العالمين‏








التوقيع


جميع من عاش في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفل بالمولد
فلم نحتفل نحن ؟ هل نحن أعلم و أفقه منهم ؟
و لماذا غاب هذا الخير عنهم وعلمه من جاء بعدهم ؟
و لماذا لا يتحدث الناس عن يوم وفاته الذي كان يوم 12 ربيع الأول ؟
أغلب الناس الذين يحتفلون لسان حالهم :
بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون
بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون
من كان مستنا فليستن بمن سبق...
اللهم أمتنا على السنة..


آخر تعديل خالد السوسي يوم 2010-08-23 في 11:19.