عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-11, 18:45 رقم المشاركة : 5
HL2010
أستـــــاذ(ة) جديد
 
الصورة الرمزية HL2010

 

إحصائية العضو







HL2010 غير متواجد حالياً


افتراضي رد: برنامج رمضاني بسيط لكنه مفيد


بسم الله الرحمن الرحيم
يا أخي الكريم
إليك الرد الوسطي المعتدل

الحزب الراتب" أو "الرتبة".. أسماء لأعراف قرآنية استحكمت في نفوس المغاربة، هذه الأعراف تخطت حدود المكان، سواء في البوادي أو المدن أو "المداشر"، وطبعت أجواء المساجد والزوايا والجمعيات. وقد جرى العمل بالقراءة الجماعية للقرآن في المغرب منذ القرن العاشر الهجري، بعد أن أوقف الشيخ الصوفي عبد الله الهبطي وقفا للقراءة الجماعية بنغمة واحدة، وخصصت لها أوقات معلومة، فقد تكون بعد صلاة الصبح أو بعد صلاة المغرب، أو قبيل صعود الخطيب إلى المنبر من يوم الجمعة.
ورغم ما يقال من أن مذهب مالك -رحمه الله وهو المذهب الرسمي للدولة- يكرهها فإن القراءة الجماعية كرست افتراقا مذهبيا في النظر إلى شرعيتها.. كما جعلت كل إشارة تحاول النيل من هذه الشرعية إتيانا بدين جديد عن المغاربة!! وهذا ما حرصت الوزارة الوصية على الشأن الديني بالمغرب على تثبيته، وإلزام الأئمة والخطباء والوعاظ بالعض عليه بالنواجذ، كـ"خصوصية مغربية في التدين".

تقنين وزاري

وبهدف تقنين مجال فقه العبادات بأحكام أساسية تتوافق مع التوجهات الرسمية بالمغرب، أصدرت الوزارة المسئولة دليلا للإمام والخطيب والواعظ يساعدهم على تمثل الاختيارات الجديدة في إصلاح الشأن الديني وفق ما جرى العمل به في المغرب.
وفي ركن "نماذج من الشعائر الدينية التي جرى بها العمل: تأصيل وتخريج" من دليل الإمام والخطيب والواعظ، دافعت الوزارة عن مشروعية القراءة الجماعية قائلة: "الأصل في مشروعية القراءة جماعة لما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا".
وتابع الدليل: "والائتلاف على القرآن والاختلاف فيه، مما لا يتصور حدوثه في التلاوة الفردية، وجمهور العلماء على جوازها واستحبابها"، وذكر الدليل بعد ذلك أن ترتيب هذا العمل جرى به منذ عصور، كما قال صاحب "العمل الفاسي" عبد الرحمن الفاسي:
والذكر مع قراءة الأحزاب *** جماعة شاع مدى الأحقاب
قال شارحه الشيخ عبد الصمد كنون: "وقد جرى العمل ببلدنا بين يدي العلماء، والأمر فيه خفيف، وجرى الأمر عليه في المغرب كله، وفي المشرق كما بلغنا ولا نكير". وقد كانت لهم في ذلك مقاصد معتبرة: منها تعاهد القرآن حسبما جاء فيه من الترغيب في الأحاديث، ومنها تسميع كتاب الله لمن يريد سماعه من عوام المسلمين، إذ لا يقدر العامي على تلاوته فيجد بذلك سبيلا إلى سماعه، ومنها التماس الفضل المذكور في الحديث إذ لم يخصص وقتا دون وقت.
وبعد ذكر "دليل الإمام والخطيب والواعظ" للمقاصد الثلاثة للقراءة جماعة، التفت إلى بيان تأصيل المشروعية، وأشار إلى أن: "مسألة قراءة الحزب تئول إلى أمرين: أولهما القراءة جماعة، وثانيهما: ترتيب الحزب في الصباح والمساء في المساجد".
أما القراءة جماعة فالقائلون بجوازها واستحبابها كثيرون ولهم أدلة قوية، قال النووي في المجموع: "فرع، لا كراهة في قراءة الجماعة مجتمعين، بل هي مستحبة، وكذا الإدارة...".
أما ترتيب الحزب فمبني على الجواز الأصلي، إذ ليس في الشرع دليل على منعه في هذين الوقتين، وترتيبه فيهما لا يعتقد أحد أنه فرض أو سنة، لا من العامة ولا من غيرهم.
ولتشجيع الاستمرار على تلاوة الحزب خصصت الوزارة تعويضا ماديا للأئمة المواظبين عليه في المساجد -وخاصة يوم الجمعة- يضاف إلى أجرتهم الشهرية.

تمايز وافتراق مذهبي

وعن رؤية هذه القراءة لدى التيارات الإسلامية في المغرب، فإن هناك خلافا وتمايزا خفيا بين تلك التيارات، خاصة بين أصحاب الاتجاه السلفي والاتجاه الصوفي.
فالتيار الأول يرى أن القراءة الجماعية للقرآن الكريم لم تثبت من النبي صلى الله عليه وسلم و"تركها هو الأصل، وفعل ما لم يفعله النبي عليه الصلاة والسلام بدعة"، ويستدلون على رأيهم بعدة أحاديث منها أن الرسول الكريم أمر أبي بن كعب أن يقرأ عليه القرآن، أو قوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه أحمد: "لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"، كما أنه أثر عن الصحابة أنهم كانوا يقرؤون القرآن ويحسب السامع أصواتهم طنين النحل.
لذلك فإن الشيخ محمد المغراوي، المشرف العام لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش (ذات اتجاه سلفي) يعتبر "تلاوة القرآن الكريم جماعة من أشهر البدع التي يتداولها المغاربة والتي لا حظّ لها من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم كما أنه لم يسلم من الاعتقاد بمشروعيتها إلا قلة من العارفين بأصول التجويد وكذلك أصول الدين".
ويقول المغراوي في استفتاءين، نشرهما موقع الجمعية على الإنترنت: "السنة قول وفعل وتقرير، وقراءة القرآن جماعة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في نص صحيح صريح لا من قوله ولا من فعله ولا من تقريره، فهو فعل محدث أنكره مالك رحمه الله وقال: لم يكن من الأمر الأول. ولا شك في بدعيته".
ثم ينتقل إلى ذكر سيئات القراءة الجماعية، ويشير: "القراءة الجماعية فيها سيئات كثيرة ومحاذير جمة، يكفي في واحدة منها أن تمنع من أجلها. وغالب الذين يفعلون ذلك هم الجهلة المرتزقة وباعة القرآن، وأما أهل الدين والاستقامة فلا يَجْرُؤُون على فعل هذه البدع المنكرة، فهي من أنكر البدع التي انتشرت في بعض البلاد، فهي مفسدة للقرآن، وتختلط فيها الأصوات وتُقَطَّع فيها الكلمات والحروف، وفيه تشبه بالنصارى في تراتيلهم في كنائسهم، وفيها جهر البعض على البعض بالقرآن، وهو منهي عنه في السنة الصحيحة.. إلى غير ذلك من المفاسد والسيئات، أما الحديث الذي يستدل به هؤلاء على هذه البدعة فليس لهم فيه دليل؛ قال المناوي في بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "يتدارسون كتاب الله": "أي يشتركون في قراءة بعضهم على بعض، وكثرة درسه، ويتعهدونه خوف النسيان".
أما التيار الثاني (الصوفي) فهو يتبناها ويعتبرها وردا ضروريا لمريديه، مع اختلاف بين الزوايا المغربية من ناصرية وبودشيشية وتيجانية في ترتيبها مع أوراد الأذكار.
فالشيخ أحمد بناصر، شيخ الزاوية الناصرية، يوصي مريدي الزاوية بالتزام الورد القرآني جماعة، وهو من أولويات الأذكار، تليه سلسلة الأوراد الأخرى منها "اللطيف"، "لا إله إلا الله"، أو "اسم الجلالة". أما الزوايا البودشيشية فهي ترى أن قراءة القرآن جماعة لا حرج فيها، ولكنها تجعل الأوراد والأذكار سابقة عن الورد القرآني، أي أنها تأتي بعد تلاوة أوراد "دليل الخيرات".
أما الزاوية التيجانية، فهي ترى أن الإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام جالب للخيرات، ولا يقع صاحبها في إثم التفريط فيها، بخلاف نسيان القرآن الكريم بعد حفظه، والذي يترتب عليه إثم كبير، وينال صاحبه وعيد الله تعالى، وهو ما يجعل أتباع الزاوية يلزمون الصلاة على النبي فقط"، حسب ما صرح به أحد أتباعها والذي يعمل موظفا بقطاع البريد بالرباط.
ويعلق الدكتور محمد أبو صلاح، أستاذ الحديث والسيرة بكلية الآداب بالمحمدية، على هذا التمايز بين الاتجاهين بأن: "البعض رأى في القراءة الجماعية أنها عبادة محضة، وهي لم تثبت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والواجب فيها الاتباع، وهو قول مرجوح".
ويتابع: "أما البعض الآخر فرأى مقاصدها في حفظ القرآن ودوام سماعه، فأجازوا ذلك لتعليم الناس وتعويدهم على القراءة السليمة، وشغلهم عن اللغو في المسجد، وهو الراجح لدي، كما سمعت بعض أهل العلم يبينه (محمد موسى الشريف، الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم).
ويضيف أبو صلاح شارحا: فمن نظر إلى كونها عبادة منع، ومن نظر إلى الفوائد المتوخاة منها ومقاصدها أجاز، وتقريب هذا التمايز لدى الفريقين ينطلق من القاعدة الشرعية القائلة بأن "الأمور بمقاصدها"، والناس إذا لم نشغلهم بالحق اشتغلوا بالباطل، وكم سمعنا من طلاب -بل وأساتذة- يخطئون في قراءة بعض آيات القرآن، ولو ألفوا سماع القرآن منذ صغرهم في بيوت الله لما وقعوا فيما وقعوا فيه.

تباين شعبي

وعلى مستوى الجمهور المتعامل مع تلك القراءة، فإن هناك تباينا في الرؤية.. فمثلا مصطفى الناصري وهو كاتب مهتم بالشأن الدعوي والتربوي من الدار البيضاء، يعتبر قراءة القرآن جماعة "سنة مغربية محمودة، ومن فضلها أنها تثبت المحفوظ في الصدور، وهي أيضا بمثابة مدرسة لتعليم القرآن للأطفال، فحضورهم حلقات القرآن يمكنهم من العيش في روضاته"، ويدعو الجميع إلى ملازمتها، "لأنها الأساس لتعلم القراءة السليمة، فكل من لم يقرأ بها لا يمكن أن يتقن قراءة القرآن قراءة سليمة".
ويرى الناصري أن "كل من يعتبرها بدعة سيضيع على الناس فضلا كبيرا، خاصة إذا لم يتيسر للفرد قراءة ورده اليومي فرديا، ولذا فهي نافلة لا تخلو من فائدة، ويجب عدم حرمان الناس منها".
ويؤكد على أن القراءة "لتكون قراءة سنية يجب أن تكون متأنية، تحرص على تطبيق القواعد، وقد حضرت في مدن الشمال بالمغرب (طنجة وتطوان...) ووجدت أنهم يحافظون على الجزء الأكبر من القواعد في القراءة. كما يجب اجتناب بعض طرق القراءة الشاذة، حيث يتم التصايح بين الأفراد، وهي قراءة تخل بمعاني القرآن، ولا يتحصل معها معنى التدبر، وهذا غير مقبول".
كذلك فإن حسن العمري، وهو موظف متقاعد من التعليم العمومي ويسكن مدينة سلا القريبة من العاصمة المغربية، يبدو فخورا ومجدا وهو يشارك الفقيه القراءة الجماعية بعد صلاة المغرب، إذ يهرع كل يوم بعد التسليم من الصلاة والدعاء إلى الخزانة الخاصة بالمصاحف للإتيان بها إلى حضرة الفقيه أو الإمام الراتب، حيث يتم توزيعها على الراغبين مع تحديد صفحة الحزب المراد تلاوته، وبعد الانتهاء من تلاوة الحزب الراتب، يحرص على إرجاع المصاحف للخزانة والحفاظ على ترتيبها.
أماعلي رشيد، وهو يصلي بالمسجد ذاته مع حسن العمري، فهو يتحفظ على القراءة الجماعية، لأنها لا تنضبط بقواعد التلاوة والتدبر. ويفسر عدم مواظبته على قراءة الحزب وتفضيل قراءة ورده اليومي في المنزل لما رأى من سلوكيات بعض القارئين الذين اعتادوا القراءة بدون تدبر: "لم أعد أقرأ في المسجد، فمرة قال لي أحدهم: خذ المصاحف للخزانة؟! كأنه يأمر طفلا صغيرا، كما أنه بعد الانتهاء من القراءة يعود إلى لهوه ومزاحه مع الحاضرين، وكأن ما قرأناه ليس بكلام الله الذي لو أنزل على جبل لرأيناه خاشعا، كما أخبرنا الله تعالى ".
عبدلاوي لخلافة عن اسلام اونلين






آخر تعديل HL2010 يوم 2010-08-11 في 18:47.
    رد مع اقتباس