منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بداية لن أضع فتاوى رغم ان هذا ما طلبتموه اخي الفاضل خالد،
لكنني سأنحى منحى آخر.و اتقبل اي تصحيح أو تعقيب أو نصيحة.
صحيح ان الله سبحانه و تعالى قال *واسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون*
لكن من هم اهل الذكر؟؟
وهل كل من يفتي نعمل بفتواه؟؟
اظن انه كثيرة هي الفتاوى التي ردت أو التي تراجع عنها أصحابها ولا مجال هنا لذكرها.
واذا كان الزواج من موظفة غير جائز فمن باب اولى ان تكون وظيفتها حراما.
واذا افترضنا أن يكون هناك تقصير من الزوجة الموظفة،فهل نضمن الا يكون هناك تقصير من ربة البيت؟؟؟
مع احترامي للطرفين ولكن كما ان هناك ربات بيوت يعتنين بازواجهن و اطفالهن هناك كذلك موظفات منافسات لهن بحيث يعتنين بازواجهن و اطفالهن بشكل جيد اضافة الى ان منهن من يتفهمن عودة الزوج الى البيت و هو تعب.
وكما ان هناك موظفات مهملات لازواجهن واطفالهن هناك ربات بيوت منافسات لهن في الاهمال بحيث ان همهن هو سيرة فلان و علان والموضة والخرجات ومنهن تتمتعن بجلوسهن في البيت و ينتظرن مصروف اخر الشهر للعبث به كيفما شئن لانهن لم يعرقن في تحصيله وكأن الزوج بنك فقط.
واشير هنا الى ان الزوج له دور مهم في رسم مسار اسرته اضافة الى ان المسالة تتعلق بمدى وعي كلا الطرفين ومدى احترامهما لمسائل الدين.
لهذا فالحكم بأفضلية الزواج من موظفة او من ربة بيت هي مسألة نسبية ومن أفتى بتحريم او كراهة الزواج من موظفة فانه يظلمها فلكل أمر ضوابطه الشرعية التي يجب احترامها.
فلا بد من الرجوع الى المعيار الديني الامثل*تنكح المرأة لاربع: لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك*
فعندما تعلم الزوجة ما لها وما عليها،وتكون خالصة النية في ارضاء ربها بارضاء زوجها و يكون الزوج مقدرا و متفهما،يكون الامر اكثر يسرا.
*************
على أي اردت الاجابة عن موضوعكم من منطلق انني كنت قد أنجزت عرضا حول عمل المرأة في عصرنا و سأورد هنا مقتطفات منه مع مصادرها ربما تفيدكم.
وفي الحقيقة كنت قد عزمت وضع موضوع عمل المرأة في منتدى النقاش بعد قراءتي لموضوع الاخت ام احمد فرج الله كربها لكنكم سبقتم بطرح موضوعكم هذا
من كتاب*وظيفة المرأة المسلمة في عالم اليوم*/الطبعة الاولى:1411/1991 للاستاذةخولة عبد اللطيف العتيقي،ورد ما يلي:

لقد جوز اهل الشرع خروج المراة للعمل اذا كانت هناك حاجة لذلك،حاجة مادية او اجتماعية مستشهدين في ذلك بالمراة في العصر الاسلامي الاول ،عصر الرسول صلى الله عليه و سلم وعصر من تبعه من الخلفاء الراشدين،فلقد كانت المراة تعمل حسب حاجات المجتمع البسيطة في ذلك الوقت،......*
*************
ومن كتاب *المرأة بين طغيان النظام الغربي و لطائف التشريع الرباني*للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي:

.......غير ان الله الزم الرجال بآداب سلوكية واجتماعية فاقتضى ذلك ان تكون اعمالهم التي يمارسونها خاضعة لتلك الضوابط والاداب ومنها :انه لا يجوز له ان يباشر من الاعمال ما قد يزجه في خلوة محرمة او يعرضه للفتنة من جراء اختلاطه بنساء غير ملتزمات بضوابط الحشمة.
وألزم النساء ايضا بآداب و ضوابط فكان عليهن الا يخرجن في اعمالهن التي يمارسنها على شيء من تلك الاحكام والاداب.منها:الحشمة/عدم الخلوة بالرجال الاجانب.
فاذا انتفى هذا فللمراة ان تمارس اي وظيفة من الوظائف المشروعة بذاتها،المباحة في اصلها.
غير ان الوظيفة عندما تتزاحم بحكم المتطلبات الاسرية و الاجتماعية،فلا مناص من اتباع ما يقتضيه سلم الاولويات في تفضيل الاهم فما دونه.الضروريات ثم الحاجيات ثم التحسينات
ان المرأة المتزوجة التي أنجبت اطفالا ،يلاحقها المجتمع بطائفة من الاعمال الكثيرة التي لا تقدر في الاغلب على النهوض بها كلها،فهي ملاحقة برعاية زوجها و توفير مقومات اسعاده،ورعاية اطفالها وتربيتهم ،كما انها بحكم ثقافتها و اختصاصها العلمي الذي تتمتع به مدعوة الى ان تساهم في خدمة مجتمعها من خلال وظيفة تعليمية ،وقد تكون ذات نشاط اجتماعي فهي مدعوة بحكم مزيتها هذه الى ان تبذل من نشاطها هذا ما تساهم به في رغاية مجتمعها و حل بعض مشكلاته.
و ان الوقت لا يسعفها للنهوض بسائر هذه الوظائف وهي كلها جيدة و مفيدة ،فما الحل؟؟
ليس ثمة حل منطقي سليم،الا اللجوء الى ما تقتضيه رعاية سلم الاولويات....فاذا لم تتمكن الزوجة الام من الجمع بين مهام الاسرة و الانشطة الثقافية والاجتماعية....فان عليها ان توفر وقتها للنهوض بالضروري الذي هو رعاية اسرتها.
.........لا يعني هذا انه-اي الشارع- حرم عليها الوظائف و الاعمال الاخرى خارج المنزل بل ان باب الوظائف والاعمال المختلفة يظل مفتوحا امامها كما هو مفتوح امام الرجل ولكن ضرورة البدء بالاهم فما دونه واجب تنسيقي يخاطب به المنطق الفكري والاجتماعي كلا من المراة والرجل على السواء.
وجاء في كتاب *عمل المرأة و اختلاطها و دورها في بناء المجتمع*للدكتور نور الدين عتر الطبعة الاولى1322/2001 ما يلي:
......فاذا ارادت المراة ان تعمل ،وجاءت تستفتي ،نقول لها:يجب ان نقسم العمل الذي تريدين القيام به الى قسمين وهذا التقسيم مهم لتبيين دور المراة القوي في المجتمع و لتصحيح خطأ من يظنون منع المرأة من العمل مطلقا:
1*الاعمال التي تمس الحاجة فيها الى المرأة خاصة:التوليد،الطب البدني العام للنساء،تدريب على مهن يمكن ان تعمل فيها المرأة دون اختلاط معالجات،اسعافات،....وهذا النوع من العمل واجب على المرأة وجوبا كفائيا.
2*اعمال يقوم بها الرجال ولا تتوقف فيها الحاجة الى النساء:كالتجارة والعمل في مصانه الغزل والنسيج....
كما جاء في المصدر السابق للاستاذة خولة عبد اللطيف :
*..... فمجال التعليم يجب ان تقتحمه المرأة المسلمة عن اعتقاد كامل بأنها تستجيب لواجب ديني..........ولنا في الصحابيات اسوة حسنةفقد كان لهن اثر كبير و عظيم في حفظ السنن و تبليغها،لا يقل عن أثر الصحابة
.....وظيفتها كطبيبة و خصوصا طب النساء والاطفال،من الميادين اللازمة التي تستطيع ان تعمل بها المراة المسلمة لحاجة المجتمع اليهافكثير من النساء يتحرجن من التكشف على الرجال و يتحرجن من ذلك....
....وظيفتها كداعية:وان كان هذا يحتاج علما للدخول عن طريقه الى نفوس الناس،الا انه يستطيعه كثير من النساء ممن يملكن القدرة على الاقناع والكلام بالموعظة الحسنة ممن أفاء الله عليهن ببعض العلم الشرعي وممن فتح الله على بصائرهن بشيء من الذكاء.

و أخيرا أورد باختصار بعض ضوابط خروج المرأة للعمل:
1*شروط متعلقة بالمرأة
-الحجاب:وهو اصل في غاية الاهمية يحفظ كرامة المرأة و يصونها.
-الاذن:وهو ضروري،ان يأذن الرجل لزوجته بالخروج للعمل او الاب او الولي
-عدم الاختلاط و الخلوة
2*شروط متعلقة بالعمل:
-ان يكون مشروعا اي مباحا شرعا
-ان يكون متفقا مع طبيعة المراة وكرامتها.
-اتفاق العمل و تناسقه مع واجبها في المنزل.

والله أعلم،كانت هذه مقتطفات من العرض ان شاء الله تكون لها فائدة
واستسمحكم على الاطالة
يسر الله اموركم و فرج همومكم و جعلكم من اهل الجنة