عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-03, 17:59 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي المسألة التعليمية من جديد محمد العربي المساري


المسألة التعليمية من جديد


محمد العربي المساري
العلم : 03 - 08 - 2010
كان واضحا أن جلالة الملك تعرض في خطاب العرش، لموضوع التعليم بعبارات قوية. فقد نفر صراحة من التناول الديماغوجي للموضوع، ودعا إلى اتخاذ قرارات شجاعة وحذر من التمادي في العراقيل التي حالت دون تفعيل الإصلاحات البناءة و تنذر بجعل رصيدنا البشري عائقا للتنمية.
هذه العبارات المركزة هي رؤوس أقلام قضية مصيرية طالما كانت على مر السنين محور أخذ ورد، من مناظرة المعمورة إلى لقاء إيفران. وانتهى الأمر بميثاق وطني، هو الآن في طور التطبيق. وكان قد أشرف على صياغته مستشار ملكي. وصودق عليه في هالة من الجدية. وتقرر أن يكون هو المرجع في كل ما تقدم عليه السلطة الحكومية المختصة. و صدر بشأنه مخطط استعجالي لمعالجة جوانب ظهرت ضرورة التعامل معها فورا.
إذن يمكن أن نفهم من التنبيه الملكي أن الأمر بات يتطلب مراجعة لنتمكن من تحقيق الغرض من تلك الوثيقة المرجعية. وهذه المراجعة يمكن أن تؤدي إلى التدقيق في بعض الجوانب وصولا إلى تسريع الوتيرة في بعض الجوانب، أو لتصحيح التوجه في جوانب أخرى.
وبما أنه ليست لدينا إلا رؤوس أقلام فهناك تخمينات شتى. وكل صاحب دعوة يحاول أن يجر الماء إلى طاحونته. ولإنهاء البلبلة يحسن أن تصدر عن سلطة يمكن أن تخضع للمساءلة أمام البرلمان، ورقة عمل تبين أسباب النزول.
ومن الآن هناك من يريد أن يختزل الإشكاليات المتشابكة التي وردت في الخطاب الملكي في جانب واحد هو لغة التلقين، من اجل مزيد من الفرنسية. وهناك ما يربط المسألة بما يتردد عن الدارجة ونكات أخرى من هذا القبيل.
وهذا بعيد عن أن يتلاءم مع الجدية التي عالج بها الخطاب الملكي موضوعا خطيرا وحدد هدفا واضحا هو أن تتحقق الملاءمة بين التعليم وبين متطلبات الاقتصاد العصري. ولكي نرتفع إلى المستوى المطلوب يجب فتح نقاش يشارك فيه العارفون، ويتناول مختلف جوانب إشكالية التعليم بمنهجية سليمة. ولابد أن يقوم الإعلام بدوره في التنوير.
إنه في كل مرة ينبعث من يحرف النقاش عن مواضعه، ويتم صرف عن الأنظار عن المشاكل الحقيقية، فقط من أجل إحكام سيطرة اللغة الفرنسية بطريقة تكرس باضطراد الانتقال من ثنائية لغوية، إلى هيمنة منفردة للفرنسية وحدها. حتى كان المطلوب من أجل التكيف مع الاقتصاد العصري مرادفه الوحيد هو أن تصبح البلاد كلها مثل شارع فال ولد عمير بالرباط.
إن الخبرة المغربية التي أنجزت كل ما نراه من منشآت، وطبقت كل ما تقدم من سياسات، هي التي تكونت في حظيرة نظامنا التعليمي الحالي، الذي ينتج كل سنة، وخاصة التعليم العمومي، الأوائل الذين يفوزون بأعلى الدرجات في مباريات الالتحاق بالمدارس العليا في الخارج. وهذا لا يرضينا، بل يجب أن ترتفع المردودية، ويتقلص الهدر، لنقترب بسرعة من النتائج التي نتطلع إليها.
31 يوليو2010





    رد مع اقتباس