الجامعة المغربية شهدت خلال العشرية الأخيرة تطورا كبيرا على مستويات عدة (مسؤول) الرباط 28-07-2010 أكد رئيس جامعة محمد الخامس أكدال السيد حفيظ بوطالب الجوطي أن الجامعة المغربية شهدت خلال العشرية الأخيرة تطورا كبيرا على عدة مستويات انطلقت مع الشروع في تنفيذ مخطط الإصلاح الجامعي الذي صادق عليه البرلمان بالإجماع سنة 2000 . واستشهد السيد الجوطي ، الذي حل مساء أمس الثلاثاء ضيفا على برنامج "حوار" الذي تبثه القناة التلفزية الأولى، في هذا الصدد بالعديد من المؤشرات التي تبرهن على تحديث قطاع التعليم العالي من ضمنها على الخصوص إدخال مفهوم الجودة والتقويم، وتنفيذ برامج تعاقدية مع الدولة، والاستجابة للحاجيات المتزايدة من الأطر العليا التي ستسهر على تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى مثل مشروع انبثاق (إميرجونس). وأضاف أن هذا التطور يعكسه أيضا إحداث مصالح خاصة بالجامعات من أجل متابعة إدماج الخريجين في الحياة العملية، وهيكلة البحث العلمي من خلال إحداث المختبرات وتكوين فرق البحث المتخصصة، فضلا عن رصد موارد مالية هامة لتمويل مشاريع البحث العلمي، الشيء الذي جعل المغرب يحتل مرتبة جد متقدمة في هذا المجال على صعيد القارة الأفريقية. واستعرض السيد الجوطي ، من جهة أخرى ، المزايا المتعددة التي فتحها التطور الكبير في مجال تنويع ومضاعفة عدد مسالك التكوين بالنسبة للطلبة الجامعيين، الذين أصبح بمستطاعهم الاختيار بين 140 مسلكا تكوينيا، بعدما كان هذا العدد محصورا في 40 سلكا قبل الإصلاح الجامعي، وهذا ما ساعد بالتالي على تيسير عملية إدماج الخريجين في سوق الشغل . وأبرز في هذا السياق التطور الحاصل على مستوى المردودية الداخلية للإصلاح الجامعي والمتمثلة في كون الطالب الجامعي أصبح يمضي في المتوسط أربع سنوات ونصف للحصول على الإجازة، بعدما كانت هذه الفترة قبل تنفيذ الإصلاح الجامعي تصل إلى 2 ر9 سنة من التحصيل العلمي. أما على مستوى المردودية الخارجية للإصلاح، فقال السيد الجوطي إن 40 في المائة من الخريجين الحاصلين على شهادة الماستر يدمجون في سوق الشغل بعد مضي 6 أشهر على تخرجهم، فيما يتوجه 30 في المائة منهم نحو استكمال مسارهم التكويني على مستوى سلك الدكتوراه، لتبقى نسبة 30 في المائة فقط من الخريجين غير مدمجة في الحياة العملية. ودعا رئيس جامعة محمد الخامس ` أكدال إلى وضع إطار قانوني للبحث العلمي حتى يتمكن المغرب من مسايرة الثروة المعرفية التي يشهدها العالم، كما شدد على ضرورة تبني سياسة ناجعة في ما يتعلق بالاهتمام بالموارد البشرية العاملة في مجال التعليم الجامعي والبحث العلمي. على صعيد آخر، اعتبر السيد حفيظ بوطالب الجوطي ، وهو مسؤول سابق في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، أن المشهد السياسي الوطني غني بتجارب الأحزاب الوطنية، مسجلا في الوقت ذاته حاجة هذا المشهد إلى "نوع من المصداقية" وإلى "التخليق"، حيث قال في هذا الإطار إن المغاربة مطالبون ب"مساءلة أنفسهم إزاء مستقبل البلاد". ولاحظ أن هناك قصورا من طرف الأحزاب الوطنية في تأطير فئتي النساء والشباب، معتبرا أن مستوى تواجد المرأة المغربية في الحياة السياسية "لا يشرف المغرب" بصفته بلدا كان سباقا إلى فتح المجال أمام مشاركة النساء في الحياة السياسية، كما دعا في السياق ذاته إلى ضرورة اهتمام الوطنية بالنخب المحلية.