-الدور التقليدية:
تتميز الدور التقليدية بالإقليم بتنوع هندستها وطريقة بنائها. وتختلف باختلاف المنطقة التي تتواجد فيها والمستوى المادي لسكانها. ومن المباني التقليدية في الإقليم تلك التي تسمى تبويحياتين. وهي عبارة عن منازل واسعة سكنها كبار التجار والأعوان. تحاط بساحة وسورخارجيين وتبنى من دار سفلية وأخرى علوية. يتكون المبنى من فناء مربع محاط برواق مزين بأقواس وأسقف ذات زخارف وألوان متعددة ، وتتوسط الجدران غرف ذات أبواب صغيرة ، ويشكل التراب المدكوك والحجر مواد البناء الأساسية للمنازل التقليدية .
بعض الدور التقليدية بمنطقة إسافن
- الأضرحة والزوايا والمدارس العتيقة:
ينتشر في الإقليم عدد كبير من الأضرحة والزوايا المبنية على شكل قباب ، شيدها سكان القرى تخليدا لذكرى رجالاتهم من الصوفيين ، وهي متشابهة في كل أنحاء الإقليم من حيث خصائصها الهندسية ، إذ تتخذ شكل غرف مربعة ذات سقوف مستديرة ، وتحلى أحيانا بنقوش وزخارف تدل على ما وصل إليه إنسان المنطقة من مهارة في فن العمارة كما تزين من الداخل بخطوط وأشكال هندسية ملونة باللونين الأسود والأرجواني. وإضافة إلى الدور الديني المتمثل في نشر تعاليم الإسلام بالمنطقة اضطلعت الزوايا بأدوار تعليمية أخرى جعلت منهـا مدارس يحج إليها الطلاب من كل صوب. وقد شمل دور الزوايا ومدارسها نشر علوم القرآن والسنة والفقه والأدب والنحو. و قد قوي دورهـا الاجتماعي عندما وفرت المأوى لطلاب العلم الوافدين إليهـا من مناطق بعيدة ، وشكلت مكانا لالتقاء سكان القبائل في المواسم والمناسبات الدينية. فازدهرت الحركة العلمية بزوايا ومدارس الإقليم العتيقة ، وبلغ بعضها درجة كبرى من الشهرة وذيوع الصيت، وأنتجت رجالات وشخصيات علمية مرموقة أمثال عبد الله بن ياسين الذي وضع أسس قيام دولة المرابطين والشيخ التمنارتي وأحفاده ومحمد بن مبارك الأقاوي وحفيده سيدي عبد الله بن مبارك وعلماء آل حسين بطاطا وعلماء الأسر اليعقوبية بإمي نتاتلت إلخ. ومن أبرز هذه الزوايا نذكر:
- زاوية بن حساين ومدرستها العتيقة بأكادير الهناء بلدية طاطا.
- زاوية الشيخ ماء العينين وسيدي علي بوجبيرة بجماعة أم الكردان.
- المدرسة العتيقة بتكموت (بجوار ضريح سيدي دانيال).
- زاوية سيدي محمدبن إبراهيم التمنارتي بتمنارت.
- مدرسة وزاوية مغيميمة وبنموسى التابعة لجماعة تسينت.
- زاوية مواس والصرب بالتليت.
- زاوية سيدي عبد النبي بألكوم.
- مدرسة وزاوية سيدي محمد بن يعقوب.
-زاوية سيدي عبد الله بن مبارك.
-مدرسة موشدير العتيقة بإسافن.
مدرسة موشدير العتيقة بإسافن
قباب بأقا
-الصوامع:
مما زاد في غنى التراث المعماري لإقليم طاطا اشتماله على صومعتين قديمتين ذواتي بناء متميز وهـمـا:
صومعة الرحالة
تعد من المعالم الشاهدة على براعة السكان في مجال العمارة ، وتوجد في وسط مسجد دوار الرحالة (إرحالن) التابع لجماعة سيدي عبد الله بن مبارك دائرة أقا. يبلغ ارتفاعها حوالي 25 مترا و يشبه شكل بنائها ونقوشها إلى حد كبير صومعة الكتبية بمراكش، استخدم في بنائها الطوب المطبوخ. وقد اختلف الرواة في نسب تاريخ بنائها إلى الفترة الموحدية أو السعدية.
صومعة القصبة
توجد هذه الصومعة بدوار القصبة (قصبة سيدي عبد الله بن مبارك)في وسط مسجد عتيق -يسمى بيت الله- لم يبق منه إلا الأطلال بمنطقة تسمى أكادير أومغار (أي حصن شيخ القبيلة). جزء مهم من الصومعة لا زال تابتا و طريقة بنائها ومعالم ما تبقى منها يوحي بقدم تاريخها خاصة وأنها تشبه كثيرا صومعة حسان الموحدية. المواد التي استخدمت في البناء تتكون من الطين المطبوخ والحجر.
خاتمة
إن التراث الثقافي بإقليم طاطا تراث غني ومتنوع ، ولعل أهم ما يميزه عن باقي جهات المملكة ، تمكنه من الصمود أمام تحديات العولمة ، والتطور التكنولوجي وحفاظه إلى حد كبير على أصالته وهويته.
ومن نقاط القوة الأخرى التي تميز هذا التراث مكوناته العديدة المتمثلة في المآثر التاريخية المتنوعة ، كالنقوش الصخرية بأعدادها الكبيرة ، والقصبات بأسوارها وأبراجها الطينية ، وأطلال المخازن الجماعية بأدوارها الاقتصادية والاجتماعية القديمة والمساجد والمآذن والزوايا بهندستها المتميزة ، والمنازل التقليدية الفخمة منها والبسيطة من دون إغفال المدن الأثرية والعادات التقليدية والفنون الشعبية والمهارات اليدوية المتوارثة أبا عن جد على مدى مئات السنين.
يضاف إلى هذا الزخم التراثي تنوع من نوع آخر يجسده اختلاف التضاريس وتعدد المناظر الطبيعية والأجناس واللغات ، إضافة إلى غنى تاريخي مليء بالأحداث المثيرة والمؤثرة ليس على مستوى الإقليم فحسب ولكن في باقي أركان المغرب.
يكون بذلك إقليم طاطا قد ضم مظاهر حضارية من النادر إيجادها مجتمعة في رقعة جغرافية واحدة.
إلا أنه يجب علينا بالمقابل الاعتراف بخطر زوال هذا التراث إذا ما استمر غياب الوعي الحقيقي بقيمته وإذا ما استمر السكان في تدميرهم الممنهج لما خلفه لها الأجداد.