الموضوع: سَرقة أدَبية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-19, 14:29 رقم المشاركة : 3
محمد الورزازي المحمدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية محمد الورزازي المحمدي

 

إحصائية العضو








محمد الورزازي المحمدي غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الأول في المسابقة الأدبية

افتراضي رد: سَرقة أدَبية


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شامة المغربي مشاهدة المشاركة




سَرقة أدَبية
... فحدَّث نفسه بقوله: ... وأنا على يقين بأن أمري لن ينكشف بين الكتاب والقراء، وما علي إلا أن أبذل كل ما في وسعي لأطمس أي أثر من شأنه أن يكون سببا في افتضاحي بينهم، وحتماً سيحالفني التوفيق في سعيي الذي لن أجد له شاكراً على أي حال سواي ومن هم على شاكلتي يقتفون ما أقتفي...
أرخى سدول السَّطو على ما ليسَ له، وهانَ عليه أن يمدَّ يده غاصباً إلى مَا لم يبذل من أجل تحقيقه جهداً، وسوَّلت له نفسه سرقة ما لم ينفق في سبيله وقتاً، فانكبَّ ناهماً على ما بين يديْه بالنسخ واللصق، وهو لا يحفل بمَا يمتصه من دمَاء الكتاب، ولا يُلقي بالاً إلى عنوانه، ولا يهتم حتى باسم صاحبه، فالوقت من ذهَب، حدَّث بهَا نفسه، وفي عرفه ما خاب من نهَب...
أتى بسطوه على الكتاب برمته، وانتقى له بعد فراغه من رصِّ فقراته وفصوله عنواناً رناناً طلباً لشهرته، ثم أسرع به إلى دار النشر مزهوا بفرحته، وترك لمديرها واسع النظر في تصميم الغلاف وصورته وشكله، ومنحه في ذات الوقت كامل الإختيار في زخرفة اسمه الشخصي الثلاثي حفاظاً على سمعته، وخول له إعمال الرأي وتمام التصرف في إخراج وتنميق أولى طبعاته...
أصبح الكتاب بعد أيَّام مطبوعاً، وموزعاً، ومعروضاً في واجهة المكتبات بأبهى حلة، وأضحى حديثا يجري على ألسن الأدباء والنقاد والقراء على حد سواء، ومثلا سائرا في معارض الكتب، وغدا محورا تعقد من أجله الندوات واللقاءات، وظلَّ لزمن غير قصير يشغل في الصحف والمجلات بدل الصَّفحة صفحات، وصار الذي ادعى تأليفه ضيفاً معززاً مكرماً يتهافت عليه أصحاب البرامج الثقافية الإذاعية والتلفزية، ثم اعتاد روَّاد المكتبات الأوفياء، كلما مروا بهَا، أن يقفوا ملياً أمام كل واجهة، ويلقوا نظرة إعجاب وتقدير على اسمه المخطوط بحروف عربية جميلة على غلاف الكتاب، وأن يمعنوا النظر في العنوان، وهم يقرءُون دون عجلة من أمرهم: سَرقة أدَبية...

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
السندباد




لا شك أن الظاهرة المطروحة في النص ( السرقات الأدبية ) من الظواهر التي استشرت بشكل ملفت للانتباه في الساحة الإبداعية بصفة عامة .. وإثارتها ، في صيغة قصة قصيرة الإبداع دليل ذيوعها على نطاق واسع ..
لكنني أعتقد أن الصحف التي تهلل بلصوص الإبداع ، عن غير بينة ربما ، تستطيع كذلك أن تجعل من السارق مادة إعلامية دسمة .. وعلى من ادعى البينة والدليل على من أنكر درءا لأي التباسات .. وإذا اقتضى أمر حماية حقوق الكتاب والمؤلفين اللجوء إلى القضاء فلن يضير ذلك بقدر ماسيفيد الطرفين ..
مودتي .





التوقيع

ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه
( أبو الطيب المتنبي )
***********

آخر تعديل الزرقاء يوم 2011-08-22 في 18:59.
 
    رد مع اقتباس