تظهر هذه المشكلة لسببين.. إما أن ما يقع بين يديك من كتب بينك وبينها فجوة فكرية كبيرة الأمر الذي يسبب الملل... أو أنك قرأت الكثير من الكتب الرائعة وصار من الصعب ايجاد المزيد منها...! وهنا عليك تحديد موقفك بالضبط..!

عموما أكثر الكتب اثارة للفكر هي الكتب التي اشتهرت عالميا.. فهي حقا كتب تثيرك رغما عن كل شيء..! وسلسلة "عالم المعرفة" كفيلة بعدد لا بأس به من هذه الكتب التي اشتهرت عالميا..!

فمثلا البحث في قضية "ذروة النفط" والتي تشكل أكبر خطر على البشرية ابتداء من العام القادم ستجعلك تبحث في هذ القضية بشكل غير مسبوق... وطبعا لن تجد كتب بالعربية وتضطر في البحث عن الكتب والمقالات الاجنبية..!

أيضا من المهم جدا التنويع في المواضيع ... فعندما كنت أزور مكتبة البلدية ... كنت دائما أزور قسم جديد في كل مرة حتى انوع في الكتب التي كنت استعيرها..! واذكر مرة انني زرت قسم اللغة العربية ووقع نظري على كتاب "لغة آدم" للمؤلف/محمد ذوق... وهو كتيب بالمناسبة وبعد قراءته بقيت في حالة صدمة لمدة شهر..! فهذا الكاتب اثبت بطريقة علمية أن اصل كل لغات العالم هي اللغة العربية..!

أيضا عليك أن تكون صاحب قضية أو بالاحرى صاحب عدة قضية... وبصبح الأمر وكأنك تتابع ملف هذه القضايا...! فهذا الأمر يعطي الكثير من الدافعية لمزيد من القراءة..!

فأنا شخصيا اهتم جدا بقضية ذروة النفط peak oil وايضا مهتم بقضية لماذا شعوب تنجح في الديمقراطية وشعوب تفشل.. أيضا تهمني قضية أهمية القراءة، وأيضا قضية الفوضى الجنسية التي تجتاح العالم.. وأيضا تطور العلم والمعرفة... إلى جابب الكثير من قضايا الفلسفة والتاريخ.. والخط الزمني لتطور العلم وووو القائمة ربما ليس لها نهاية... كل هذه القضايا الهامة تدفعني بشدة للاهتمام بأي كتب تتعلق بها...! فكل قضية تشرع الابواب لقضايا مهمة اخرى..!

وعندما تتشبع بالكثير والكثير من الكتب ستجد نفسك تكتب وتكتب وتكتب إلى المالانهاية...! فعندما يتراكم كم كبير من المعرفة المتنوعة تبدأ هذه المعرفة (مع قليل من الجهد في التفكير) في التركب لتشكل مركبات فكرية أرقى من السابقة...!

وعندما تتشكل أفكار جديدة فإنك سوف تبحث فيما إذا تشكلت هذه الأفكار عند آخرين وتبدأ في البحث والقراءة... فأنا على سبيل المثال اكتشفت القوانين الكلية.. وهذا الأمر اضطرني إلى البحث عن اناس آخرين ربما حاولوا اكتشاف القوانين الكلية... الأمر الذي جعلني اقرأ كم هائل من كتب الفلسفة للتحقق من الامر.. فالقوانين الكلية هو من أهم مباحث الفلسفة..! وعليه فقد كانت قراءاتي في الفلسفة لها دوافع اخرى غير اهمية وضرورة القراءة...!

أيضا العيش في مجتمع لا يقرأ هو أمر لا يشجع على القراءة..! فعندما يكون من حولك قراء فإنك ستجد نفسك قارئ بنهم... فمستوى التفاعل الفكري يلعب دور هام في القضية..! ويصبح الأمر أشبه بالمنافسة اللذيذة..! والمباهاة "الشريفة" بأفضل الأفكار...!

فالحالة الجماعية يجب أخذها بعين الاعتبار..! فتأثيرها كبير على الفرد.. فالفرد في نهاية الأمر عرضة للضغوط الجماعية بشكل أو بآخر..! فتطور المستوى الفكري خاصتك يكون في افضل حالاته عندما تعيش في مجتمع مثقف.. فالمجتمع المثقف يساعد الفرد كثيرا في رفع مستواه الفكري الامر الذي يخفف من حجم الفجوة التي بينك وبين الكتب التي تنوي قراءتها...! فالثقافة هي حالة جماعية أصلا...!

ولهذا علينا دائما العمل على "اقناع" مجتمعاتنا بضرورة القراءة..!:

منقول