عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-16, 06:44 رقم المشاركة : 1
mustapham
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية mustapham

 

إحصائية العضو








mustapham غير متواجد حالياً


وسام المراقب المتميز

افتراضي البرنامج الاستعجالي للتربية والتعليم :ملاحظات أولية



لا يكاد التعليم في المغرب يخرج من أزمة حتى يدخل في اشد منها، فعبر التاريخ الحديث لبلادنا ظلت قضية التربية والتعليم لبناء المجتمع الذي نريده.. تشكل محط جدل و تجاذب حول الاختيارات و التوجهات التربوية منذ الاستقلال، عرف حقل التربية و التعليم ما يقارب عشر اصلاحات- جلها لم يكتمل- اوصلت المغرب ليتبوء المرتبة الاخيرة مغاربيا و عربيا ، اي في نفس الصف مع اقطار تعيش وضعية تفكك الدولة المركزية ( كالصومال و دجيبوتي وعراق ما بعد صدام). و ها نحن اليوم مجددا امام مشروع برنامج استعجالي ،طرح من جانب واحد، دون اشراك الفاعلين الرئيسين (الاطر التعليمية) في صياغته ، وهذا من شانه ان يشكل عائقا امام تبنيه و امام الانخراط الفعلي و الواعي في تنفيذه و التعبئة له، كما سيحول ذلك ايضا دون بناء برنامج حقيقي و واقعي ، و يقوض شروط نجاحه و تحمل المسؤولية تجاهه. كما تم كذلك تجاهل النقابات التعليمية اثناء اعداده وطرحه،على اعتبار ان الوطن ،في سياق التحولات والتحديات الداخلية والخارجية المطروحة علينا ،في حاجة الى ثقافة وسياسة الاشراك الحقيقي و التشاور الفعلي. لان الامر يتعلق بقضية ترهن حاضر ومستقبل المغرب لعقود،و تتعلق بمصير اجيال كاملة. ماهي مضامين و مرتكزات هذه الخطة الاستعجالية؟ لقد تم وضع هذه الخطة دون تقييم لعشرية الاصلاح، حيث لم يتم الوقوف بدقة على ما انجز وما لم ينجز،ولم تبين الاسباب الحقيقية لذلك ومن المسؤول عنه....
ان المغرب اليوم في حاجة فعلا الى اصلاح استعجالي شامل، لكن وفق اي مضمون و اي تصور؟و على اي اسس تربوية و قواعد اجتماعية؟ فالبحث الجماعي عن المضمون التربوي و التعليمي الجيد لبلدنا،و عن السبل و الاليات المؤطرة للتنفيذ والتفعيل ، من شانه ان يخلق مدرسة عمومية جيدة ، ضامنة لتكافؤ الفرص و التوزيع العادل للمعرفة ، على اعتبار ان قطاع التعليم قطاع اجتماعي بامتياز ، وقطاع منتج ، و رافعة من الرافعات الاساسية للتنمية الشاملة، و بناء الانسان. المدرسة العمومية تؤطر اكثر من93t53; من ابناء المغربة.و تستحق كل الدعم و الاصلاح الشامل، حتى لا تخضع التربية و التعليم الى عملية التسليع.
1-ايجابيات الخطة: من بين الايجابيات الوارد في الخطة الاستعجالية نورد ما يلي:
-تاهيل المؤسسات العمومية.
-الزامية التعليم ال سن 15 سنة. محاربة ظاهرة الانقطاع المبكر عن المدرسة.الاهتمام بجودة المدرسة
-تجهيز المؤسسات التعليمية وصيانتها.
-انصاف الاطفال ذوي الحاجات الخاصة.
-ربط المؤسسات بشبكات الكرباء و الماء الصالح للشرب.
-الدعم الاجتماعي.
-توفير النقل المدرسي.
2-التمويل و التفويت: ان طريقة صياغة المشروع ،و الوسائل المقترحة لانجاحه،و الافكار الموجهة للمنظومة التربوية ببلادنا التي يقترحها، ..كل هذا يضعنا امام اختيارات جديدة و حاسمة، تجعلنا نقول اننا لسنا امام برنامج استعجالي ، بل امام مخطط استراتيجي سيحدد مسار و مستقبل التعليم بالمغرب على المدى البعيد، فهو يتضمن قواعد و ضوابط و توجهات جديدة ،لاعادة بناء المنظومة برمتها بناء جديدا.،هذه الاسس و القواعد، تمهد الطيق لتفويته للقطاع الخاص، على خلفية ان التعليم قطاع مكلف و مرهق للمزانية، وبالتالي وجب التخلص منه تدريجيا و خوصصته. فقد جاء في الخطة ما يلي:" النهوض بالعرض التربوي الخصوصي بغية التخفيف من العبء المالي للدولة،في تمويل المنظومة..."بل يذهب المشروع اكثر من ذلك الى : "اقرار تدابير تحفيزية تمكن من تسهيل استثمار الخواص في قطاع التعليم"(وضع اليات اقتناء الاراضي بشروط تفضيلية، ...و تفويض تدبير مؤسسات عمومية قائمة:تفويت البنيات و التجهيزات و الحاق الاطر التربوية بالتعليم الخاص ، و تقديم اعانات محتملة لتسيير مؤسساته حسب التعريفة المتبناة في كل مؤسسة مثلا..)" ص.79/ص83. هكذا يتضح اننا امام مبادرة ترمي الى "بيع" المدرسة و الدرسين" الى القطاع الخاص، وليس بالطبع اي خواص، ف في نفس الصفحة و نفس اليساق يبين ماذا يقصد بالخواص:"تطوير نموذج جديد و متكامل للعرض التربوي الخاص،ينتظم حول متدخلين خواص ،من حجم كبير، باستطاعتهم تغطية مجموع التراب الوطني ، و يشتغلون في مجموعات مدرسيةمعترف بها..." ص83.
وهكذا يقترح البرنلمج الاستعجالي اطارا عاما للمتدخلين الجدد من الخواص للاشتغال في مجموعات مدرسية على المستوى الوطني. وهنا نحيل الى مبادرة المليون محفظة ،و الغرض المبيت من ورائها، ومن هم الذين "نفذوها" و (مولوها: مع الربح طبعا)، ومن هي المجموعة الاقتصادية التي ينتمون اليها:- مرجان و ميطو : اونا...- و الغريب ان هذه المجموعات المالية الجديدة،ستشتغل منذ البداية دون اسثمار ولا هم يحزنون، بل ستجد امامها كل الدعم من الدولة،و بادوات الدولة،(تجهيزات الدولة-اطر الدولة-عقار الدولة-تفويت المؤسسات القائمة-اعفاءات ضريبية...) فهل هذا برنامج استعجالي ،ام بالاحرى استراتيجية اخرى لنظام تعليمي.
ففي الصفحة 12 يشرع البرنامج:"لتدخل الدولة الحاسم في ضمان التعليم الاولي بشراكة مع الجماعات المحلية في العالم القروي( لعدم جاذبية هذه المناطق) اما الوسط الحضري "سيعتمد تطوير التعليم الاولي على المتدخلين من الخواص، و لهذه الغاية ، سيتم اتخاذ العديد من اجراءات ا لدعم و ا لتحفيز ، قصد تطوير العرض التربوي الخصوصي في التعليم الاولي..." هناك عنصر آخر مثير للانتباه، و الهادف الى اعفاء الدولة مما تبقى المن مسؤولياتها و من وظيفتها الدستورية في ضمان التعليم كحق غير قابل للنقاش،و هو انشاء ما اطلق عليه بالوكالات الوطنية للتعليم. ففي الصفحة 67، يشير البرنامج الى " انشاء العديد من الوكالات: -وكلة وطنية لتدبير البنايات و الصيانة. -وكالة النهوض بالتعليم الاولي. -وكالة التجديد و البحث التربوي....الخ هذه الوكالات ستحل محل المراكز و المديريات الوطنية و سيتكلف بتسييرها اناس مقربون طبعا من الجيل الجديد.سيوكل اليها مهمة تدبير الشان التعليمي، وبذلك يفقد مجال التربية و التعليم قيمته التضامنية ودوره الوطني.


المصدر: موقع وجدة سيتي





التوقيع


هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب

    رد مع اقتباس