عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-13, 22:31 رقم المشاركة : 1
أحمد أمين المغربي
مراقب عام
 
الصورة الرمزية أحمد أمين المغربي

 

إحصائية العضو







أحمد أمين المغربي غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الأولى في المسابقة الرمضانية الكبرى

وسام المركز الثاني في مسابقة الشخصيات

افتراضي تيميتار ورسالة الجمهور : الإصرار على الخصوصية


حفيظ المسكاوي
Wednesday, July 14, 2010
حضرت فعاليات مهرجان تيميتار بمدينة أكادير الذي أسرفت فيه ميزانية ضخمة، ولن نناقش هنا فكرة إهدار المال العام مادام الشعب راضيا بذلك كما يبدو من خلال الحشود الهائلة من الناس القادمين من مختلف مناطق الجهة، بل سنتطرق إلى موضوع التفاعل مع الخصوصية الفنية في هذا المهرجان الذي شاركت فيه فرق أمازيغية على الهامش تكريما كما قالت مديرة المهرجان وفي هذا القول نوع من تقليل الشأن الفني لهذه الفرق فإنما هو التكريم والمنة لا الحظوة والتقدير! ولولا اعتبارات سياحية ما كان لهم هذا التفضل والتكرم !
لقد شاركت فعاليات أمازيغية : أحواش واد تمنار، وأحواش تنزولين، و"إزنزارن" وفرقة علي شهاد والرايس الحسين الطاوس وأودادن، وكان تفاعل الجمهور مع هذه الفعاليات المعبرة عن الخصوصية الفنية والثقافية حماسيا تطبعه البهجة والحبور إذ ترى الشباب والصبيان ذكرانا وإناثا يرقصون فرحين ! لقد رقص الجميع مصفقين لعلي شهاد وشنفت مسامعهم بأنغام "البانجو" واحتشدوا أمام "إزنزارن" الذين غابوا فترة طويلة عن الجمهور وتذكروا الأيام الخوالي والكلمات الرائعة التي أعادت الكبار إلى أيام الطرب والزهو بالحياة ! رقصوا رقصة أحواش وهللوا للطاوس..وبالمقابل كانوا هامدين جامدين مع فنانة غرباء لايفهم كلامهم وإيقاع موسيقاهم ضجيج يصم الآذان ويلوث الذهن ! حتى لقد قال المطرب البريطاني : ماذا حدث يا أكادير ؟ تعبيرا عن خيبة أمله من الجمهور الذي لم يكن مكترثا بضجيجه !
لقد جاء فنانون ليسوا بشيء يذكر على المستوى العالمي خلاف ما زعمته مديرة المهرجان فاطمة عمور من أنهم نجوم بكل معنى الكلمة ! لقد ذكرت فنانا بريطانيا- يدعى :Alistair Campbell أو Aliاختصارا وليس علي كما سمته – وهو الذي كان حظ ألبوميه الأول والأخير السقوط والفشل والخيبة. والمهم من كل ذلك هو عدم اكتراث الجمهور بفنهم بالقدر الذي تفاعلوا وابتهجوا بالفنانة الأمازيغ..قد يقول قائل إن الشعب في مهرجان موازين تفاعل مع ذلك المأبون الشاذ وامتدح فنه، ونجيب على ذلك بأنه لولا تلكم الضجة التي أثيرت من إسلاميي اللامبا لما اهتم الناس ولما اكترثوا بشخص غريب لا يفهم كلامه ولا متعة في فنه ! إن المتعة تستمد من فن قريب معبر عن الخصوصية والغريب البعيد مجهول لا متعة ترجى منه إلا لمن انسلخ عن الخصوصية ! ومحل هذه الفكرة هو موضوع الجمال والجمالية في الفن ، إذ الجمال هو إحساس بمتعة نفسية والإحساس بالمتعة لن يكون إلا من القريب المخبر لا البعيد المجهول.
إن المسألة ليست إرضاء أذواق الجماهير التي بلغت الرسالة وهي : نريد الإستمتاع بفن يعبر عن خصوصيتنا، ولا هي الإنفتاح على الفن العالمي- ولست أدري لماذا نحن وحدنا من يجب أن ينفتح على الفن العالمي ولم لا يستدعى علي شهاد وأودادن أو إزنزارن إلى بريطانيا أو أمريكا ليرى الغربيون فننا أيضا أليس الأمر انفتاحا قسريا ؟- بل ينبغي أن نربط الأمر بالسياق الإيديولوجي والمناخ السائد ونطرح التساؤل : من الذي يستفيد من إقامة هذه المهرجانات وتمييعها ضدا على أذواق الجمهور ؟ إنها إرادة الحفاظ على الشخير العام والمغانم السياسية والإقتصادية المترتبة على تحقيق ذلك، هناك رأسمالية تحيط بكل شيء وتحدد أولويات الناس وتربطهم بالأحلام والأوهام ! لن يكون أحد من العقلاء ضد الفن المنضبط ولا ضد الإنفتاح على ثقافات العالم لاستمداد آيات الله في الإختلاف، ولكن ضد قلب الأولويات وتقديم ما حقه التأخير، ونحن لا زلنا في تخلف يعجز اللسان عن وصفه..أعتقد أنه لابد من الوقوف ضد نوع من الفن يؤخذ له الناس عنوة ليحقق البعض المصالح، يريد الناس رؤية الفن الوطني المعبر عن هويتنا الفنية إنها رسالة وليست المسألة في احتشاد الناس أو عدمه لأنهم لو أخبروا بأن قرد الشامبانزي سيكون من فعاليات مهرجان ما يطلق صرخاته سيحتشدون ولكن المسألة في إرادة الجهة الوصية في المحافظة على الخصوصية وتشجيع الفن المحلي حقا من حقوق الفنانين المغاربة عربا وأمازيغ لا منة ولا تكرما من أحد.


هيسبريس.






التوقيع

    رد مع اقتباس