الموضوع: أين أذهب ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-07-10, 14:43 رقم المشاركة : 1
مريم الوادي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية مريم الوادي

 

إحصائية العضو







مريم الوادي غير متواجد حالياً


وسام المراقبة المتميزة

c5 أين أذهب ..


من روائع نزار قباني



لم أعد داريا .. إلى أين أذهب
كل يوم أحسُ أنك أقرب
كل يوم .. يصير وجهك جزءاً
من حياتي .. ويصبحُ العمُـر أخضب
وتصير الأشكالُ أجمل شكلا
وتصيرُ الأشياء أحنى وأطيب
قد تسربت في مسامات جلدي
مثلما قطرة الندى تتسرب
إعتيادي على غيابك صعبٌ
وإعتيادي على حضورك أصعب
كم أنا كم أنا أحبك حتى
أن نفسي من نفسها تتعجب
يسكن الشعرُ في حدائق عينيك
فلولا عيناك لا شعرَ يُـكتب
منذ أحببتك الشموس استدارت
والسماواتُ صرن أنقى وأرحب
منذ أحببتُك البحارُ جميعا
أصبحت من مياه عينيك تشرب
حبك البربري أكبر مني
فلماذا على ذراعيك أتصلب؟
خطأي .. أنّـني تصورت نفسي
ملكا , يا صديقي ليس يُـغلب
وتصرفت مثل طفلٍ صغير
يشتهي أن يطول أبعد كوكب
سامحني إذا تماديتُ في الحلمِ
وألبستك الحريرَ المقصب
أتمنى لو كنت بؤبؤ عيني
أتراني طلبت ماليس يُـطلب؟
أخبرني من أنت؟ إن شعوري
كشعور الذي يطارد أرنب
أنت أحلى خرافةٍ في حياتي
والذي يتبع الخرافات يتعب

***********************
نزار قباني ( 1923 دمشق - 1998 لندن)
تخرج نزار قباني من كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.
وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 .
نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.






    رد مع اقتباس