عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-09, 12:57 رقم المشاركة : 1
MoSt@Fa
الإدارة الـتـقـنــيـة
 
الصورة الرمزية MoSt@Fa

 

إحصائية العضو







MoSt@Fa غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة استوقفتني آية

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

افتراضي انتقاء نواب وزارة التربية الوطنية يجب أن يكون موضوع إجماع هيئة المراقبة


انتقاء نواب وزارة التربية الوطنية يجب أن يكون موضوع إجماع هيئة المراقبة





لقد ارتكبت الوزارة الوصية عن الشأن التربوي خطأ وخيم العواقب عندما أسندت مهمة انتقاء نوابها إلى مديري الأكاديميات نزولا عند رغبتهم ، وخلافا لرغبات شرائح عريضة من أطر الوزارة وعلى رأسها شريحة هيئة المراقبة على اختلاف تخصصاتها ، وهي الفئة التي دأبت الوزارة على إسناد مهام التدبير المركزي والجهوي والمحلي لها. فكان من المفروض أن تعرض الترشيحات لشغل مناصب النيابات والأكاديميات والمديريات والمفتشيات العامة ومفتشيات تنسيق التفتيش على هيئة المراقبة بكل فعالياتها من أجل تزكيتها أولا وقبل أن يتقدم المرشحون لهذه المناصب بمشاريعهم أمام لجان الانتقاء . وإذا كانت ثقافتنا الدينية تعتمد مبدأ : " لا يؤم الرجل القوم وهم له كارهون " فأولى أن يطبق هذا المبدأ على شأن دنيوي كما طبق على شأن ديني وهو أجل وأخطر ، علما بأن ديننا الحنيف هو ممارسة نظيفة للحياة ولا يفرق فيه بين دين ودنيا.
ولست أفهم كيف يوكل مثلا لهيئة المراقبة بانتقاء من يقوم بمهمة التنسيق الجهوي ، ولا يوكل لها بنفس المهمة عندما يتعلق الأمر بانتقاء نواب الوزارة مثلا أو غيرهم علما بأن فرض انتقاءات من شأنه أن يؤثر على الأداء إذ قد يوضع المرء في غير منصبه لعدة اعتبارات لا تخفى على رجال ونساء هيئة المراقبة وهي مما لا يعتد به فيلحق المصلحة العامة ضرر جسيم له مضاعفات لعقود من السنين. وكان من المفرض أيضا أن ينهج نهج التعليم العالي في انتقاء رؤساء الشعب بإجماع من يعنيهم الأمر عوض ركوب نهج المحسوبية والزبونية لوضع من يعنيهم الأمر أمام الأمر الواقع بانتقاءات تفتقر إلى الحكمة وبعد النظر ، كما تفتقر إلى الخبرة بالساحة التربوية وما فيها ومن فيها. إن النيابات ليست عبارة عن حقول تجربة ولا هي رؤوس أيتام يتعلم فيها الحجام ، بل لا بد من الرجل الأنسب في المكان المناسب . ومن المؤسف حقا أن يعجز البعض عن أداء مهام دون تدبير الشأن النيابي ويشهد على نفسه بذلك بواسطة استقالة ومع ذلك يغامر من يرشحه لمنصب النيابة بمصير نيابة لمجرد أنه شخص قده ومقاسه وفق مزاج من رشحه. ومن المدهش ألا يمر على البعض الآخر حول كامل في مهمة ، ولا يعرف له كوع من بوع في مهمته فيرشح لمنصب أكبر مسؤولية ، وهي مغامرة غير محمودة العواقب في حق هذه المسؤولية. والأغرب أن يتخطى بعضهم درجة معهودة في اصطفاء من يضطلع بمثل هذه المسؤوليات فلا يكون بينه وبينها نسب ولا صلة فيبخسها قدرها عندما تؤول إليه لتصير هدفا يطمع فيه كل من هب ودب من الطامعين لمجرد أن بعضهم ابتذل هذه المسؤوليات لحاجة في نفس يعقوب كما يقال. إن نقدي لطريقة انتقاء من ينتدب لتدبير الشأن التربوي محليا وجهويا ومركزيا لا يعني أنني أطمع في هذه المناصب ـ وأسأل الله العافية من الطمع فهو عند الأكياس العقلاء طاعون قاتل ـ وإنما أذود عن المنظومة التربوية في فترة مرورها بانعاش مركز تعكسه لسان حاله الخطط الاستعجالية التي تنهجها سياسة الوزارة الوصية. ولقد باتت مؤشرات استهداف المنظومة التربوية في بعض الجهات واضحة وضوح شمس الضحى وإلا فما معنى إبعاد بعض المسؤولين الذين لم يرغبوا في التخلي عن مناصبهم من أجل جلب غيرهم ؟. وكيف ينقل البعض من مواقع ولما يستوفوا إنجاز مشاريعهم وخططهم الإصلاحية بها في حين ينقل البعض للتمويه على سوء تدبيرهم في مواقع أخرى وقد زكمت رائحة فشلهم وما ترتب عنها من فساد كل الأنوف ؟ وكيف يطوح بالبعض في مواقع بعد أن سادها فساد كبير ؟ إن هذه المؤشرات تؤكد وتجزم بأن المزاجية هي سيد الموقف في بعض الجهات بعلم الوزارة المسبق أو بغير علمها أو في غيابها الكامل بخصوص إجراءات من الخطورة بمكان على مصير المنظومة التربوية. ولست أدري أشر أريد بالمنظومة التربوية ببعض الجهات أم هو ابتلاء من الله ؟
ولقد شاعت أخبار فساد كبير في بعض الجهات حتى أن النعم المحصلة من المال العام الخاص بالمنظومة التربوية ظهرت على العابثين به، وفضحتهم عنوة ، ونطقت بما جنت أيديهم ، وهم يظنون أنهم خلف حجب لا يعلم أمرهم إلا الله ، ولو أفادهم شيء مما يتلى عليهم من الذكر الحكيم لما فاتهم أن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ، والرؤية ـ والله أعلم ـ تكون في العاجل والآجل لأنها بيد الخالق الذي يمهل ولا يهمل ، وسيعلم الذين نصبوا لمال المنظومة التربوية أي منقلب ينقلبون ..


محمد شركي
وجدة سيتي
08/09/2009






التوقيع



||| سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم |||

    رد مع اقتباس