عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-25, 08:56 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

a9 قراءة واقعية وبعيدة عن التسويق الإعلامي في نتائج البكالوريا/محمد شركي


قراءة واقعية وبعيدة عن التسويق الإعلامي في نتائج البكالوريا

24/06/2010





خلافا للندوات الصحفية الخاصة بنتائج امتحانات البكالوريا سواء على الصعيد المركزي أم على الأصعدة الجهوية والمحلية لا بد من قراءة واقعية للنتائج خلاف القراءات الإشهارية المخصصة للتسويق لحاجات في نفوس اليعاقيب ، وما أكثر يعاقيب وزارتنا خصوصا مع الدخول فيما يسمى مخطط الإصلاح الاستعجالي الذي تميز عن عشرية الإصلاح بصبيب أمواله اللافت للنظر . فلا بد أن يقول من أصاب من هذا الصبيب إن نتائج اليوم أفضل من نتائج الأمس لأن نتائج اليوم كان معها الصبيب ، والصبيب يفعل الأعاجيب في اليعاقيب . فإذا كانت نسبة النجاح على سبيل المثال في أكاديمية الجهة الشرقية بتجنب حساب الكسور هي : 42 في المائة فلا يجب أن نطرب لذلك مع وجود نسبة الرسوب التي هي 58 في المائة ، فنحن لم نصل بعد إلى درجة تساوي نسبتي النجاح والرسوب ، والتي حين نبلغها لا يجب أن نطرب أو نفخر لأن ذلك سيعني أن نصف رأس المال الذي نراهن عليه هو في حكم الضائع أو الهدر.
وعندما يكون عدد المترشحين في التعليم العمومي هو 15293 في جهتنا الشرقية ولكن يغيب منهم عن الامتحان 698 بنسبة تفوق 4 ونصف في المائة وعدد الأحرار 3892 ولكن يغيب منهم 2081 بنسبة تقارب 54 ني المائة ، فالمعتبر هو عدد الغياب الذي هو هدر على العديد من المستويات إذا ما أخذ في الاعتبار حجم ما أنفق على عدد المتغيبين عن الامتحان. ومن نتائج القراءة الواقعية لنتائج امتحانات البكالوريا أن نحصي الكيف كما نحصي الكم ذلك أن نسبة الحاصلين على ميزة حسن جدا من الناجحين لا تتجاوز 3 في المائة بحساب تنكب الكسور وإلا فهي أقل ، وأن نسبة الحاصلين على ميزة حسن لا تتجاوز 10 في المائة بنفس طرقة الحساب ، وأن نسبة الحاصلين على ميزة مستحسن لا تتجاوز 27 في المائة، وتبقى أعلى نسبة هي نسبة الذين لم يتميزوا وهي حوالي 62 في المائة . وكان من المفروض أن تكون نسبة التميز أكبر من نسبة غير التميز باعتبار ما أنفقت الوزارة على التعليم خلال هذا الموسم عدا ما أنفق الآباء والأولياء على أبنائهم في دروس الدعم التي لم يذكر في التصريحات الرسمية أنها كانت عامل وازن في جهتنا الشرقية ، وهو أمر تؤكده نسبة النجاح في التعليم الخصوصي وهي 62 في المائة و هو تعليم يقوم أساسا على بيداغوجيا الدعم . كما أنه كان من المفروض كما صرح بذلك الميثاق الوطني للتربية والتعليم أن تقارب نسب النجاح 80 أو 90 في المائة لتكون الصفقة التربوية رابحة ، ويتحقق حلم إصلاح التعليم .
فنتائج اليوم في القراءة الواقعية لا تختلف عن نتائج الأمس إلا بنسب ضئيلة جدا في بعض الجهات ، وهي دون نسب الموسم الماضي في جهات أخرى . والدراسة الواقعية للنتائج والبعيد عن الدعاية المتهافتة تكشف النقاب عن حيرة وقلق الآباء والأولياء ذلك أن نسبة الناجحين بدون امتياز هي في حكم الراسبين لأن كل المعاهد والمراكز المستقبلة للحاصلين على شهادة البكالوريا والتي قد يوجد فيها بصيص أمل لا تقبل إلا على الباكالوريا المتميزة حيث يتم الانتقاء على أساس التميز في المعدلات ، وبعد الانتقاء المباريات فلا يلقاها إلا ذو حظ عظيم . وتسد الأبواب في وجوه ما يزيد عن 62 في المائة من غير المتميزين ،والذين يقبلون على التعليم العالي الذي صار في حكم المعطل أو المعوق إذ لا تنفتح نتائجه على آفاق بل هي آفاق مسدودة يشهد الواقع المرير على انسدادها بجيوش العاطلين الذين يعيشون عالة على أهلهم وذويهم ، ويخلقون مشاكل عويصة في أوساطهم الأسرية بعدما أهدروا شبابهم في تعليم لا طائل من ورائه لأنه تعليم غير متميز النتائج
.إن الآباء والأولياء يعانون الأمرين بعد ظهور نتائج الباكالوريا فالذين نجح أبناؤهم بدون تميز لا يقلون حسرة عن الذين فشل أبناؤهم ، وليس من الصدف أن تكون نسبة الفاشلين قريبة من نسبة الناجحين بدون تميز في جهتنا الشرقية . وإن هؤلاء الآباء والأولياء ليقفون حيارى أمام رفض المراكز والمعاهد لأبنائهم نظرا لعملية الانتقاء حسب المعدلات ، والغريب أنها عملية بلا معنى عندما يكون بعدها امتحانات كتابية وحتى شفهية ذلك أن التميز في نتائج امتحانات الباكالوريا لا يعني بالضرورة التميز في امتحانات ولوج المراكز والمعاهد . فلو يتم الاقتصار على المعدلات المتميزة في عملية الانتقاء لكان الأمر مقبولا ، ولكن مع وجود المباريات الكتابية والشفوية فإن الأمر فيه حيف بسبب عدم تكافؤ الفرص ،إذ قد لا يتميز الحاصل على البكالوريا في نتيجة البكالوريا ولكنه يتميز في مباريات ولوج المراكز والمعاهد ، كما يتميز في نتائج التخرج من هذه المراكز والمعاهد ، ولا زلت أذكر خبر جامعة الأخوين التي اشترطت المعدلات المتميزة لولوجها ، ولما سمح لبعض أصحاب المعدلات غير المتميزة بولوجها كانوا أفضل بكثير من المعدلات المتميزة وهي عندي موضع شك نظرا لظروف امتحانات الباكلوريا غير المتكافئة بين الجهات والأقاليم حيث طرق الغش والتدليس متنوعة ، و التي يتنكب الحديث عنها المسؤولون في تصريحاتهم الرسمية التي شعارها العام زين .
مرة أخرى جاءت نتائج نيابة الناظور أكثر من غيرها ومعروفة جيدا ظروف اجتياز امتحانات البكالوريا في هذه النيابة والتي لا يمكن أن تتغير بين عشية وضحاها . وأنا لا أتفق مع تصريح السيد مدير أكاديمية الجهة الشرقية فيما يتعلق بالغش فقصاصات الغش لا زالت كما كانت ، وإذا لم تحرر تقارير الغش فهذا لا يعني أن الغش اختفى بل مواجهته بتجريد المحاولين من قصاصات الغش منتشرة بكثرة مما يدل على الإصرار على الغش ، بل لقد بلغني أن تلاميذ الثانوية التأهيلية الزرقطوني بنيابة جرادة والذين تضامنوا مع مترشح هدد بحرق نفسه إن لم يسمح له بالغش رددوا شعار : "سواء اليوم أو غدا الغش ولا بد " ، وهذا حال لن يختلف عن أحوال باقي المؤسسات الأخرى . وأخيرا أقول إن المنظومة التربوية في حاجة ماسة إلى إصلاح حقيقي لأن النتائج المحصل عليها تؤكد الفشل أكثر مما تدل على النجاح في نظري ، وأول الإصلاح هو الزهد في من كان وراء الفشل من المسؤولين مركزيا وجهويا ومحليا .
فإذا ما كانت الولايات المتحدة قد استغنت عن أجود قائد عسكري لها في أفغانستان لمجرد ارتفاع عدد ضحايا جيوش الناتو في أفغانستان خلال الشهر المنصرم أو هذا الشهر فلا يعقل أن تظل نتائج الباكالوريا دون مستوى 50 في المائة في زمن الخطة الاستعحالية للإصلاح مع صبيبها المالي الهائل ويبقى المسؤولون في أماكنهم لمواصلة مسلسل الفشل الذي تزكم رائحته الأنوف .

محمد شركي
عن وجدة سيتي نت





    رد مع اقتباس