عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-23, 14:53 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

a9 إستراتيجية التقويم من منظور بيداغوجيا الإدماج في أوساط المتعلمين المهددين بالتسرب


إستراتيجية التقويم من منظور بيداغوجيا الإدماج في أوساط المتعلمين المهددين بالتسرب و الهدر المدرسي

قد يبدو العنوان- لأول وهلة- طويلا ،لكن بعد اطلاع القارئ على مضمون الموضوع ، سيستخلص أن العنوان يحمل في طياته مشروعا تربويا ، كنت أنوي عرضه على أنظار السيدة مديرة المركز التربوي لتكوين المفتشين بالتعليم الابتدائي بناء على المباراة التي ستجرى يومي 9 و10 من يوليوز القادم ،و استسلاما لعدة اكراهات و تحديات- أسرية- مادية- التعيين الجديد- فقد فضلت الإفصاح عن هذا المشروع للقارئ و المهتم بشأن حقل التربية والتكوين ، عوض تركه معزولا بين الرفوف.
يأتي هذا الاختيار- أي اختيار المشروع التربوي أعلاه- بناء على ثلاثة عوامل أساسية و هي كالتالي:

1- أن غياب الاهتمام بتعثرات المتعلمين و الصعوبات التي يواجهونها ، تعد مسألة في غاية الخطورة ، لأنها حتما ستنتج آثارا مستقبلية وخيمة ليس على المسار الدراسي للمتعلم و إنما على المنظومة التربوية بشكل عام: أي على تنمية القطاع ككل و ليس على مستوى العملية التعليمية فحسب. وبناء عليه ، فان كل إغفال أو تهاون في هذا الباب، سيتسبب في تعميق مساحة ضعف التحصيل لدى المتعلم من جهة و تفاقم ظاهرة تدني المستوى التي خيمت بكثافة- خلال العقود الأخيرة- على نظامنا التعليمي بشكل لا يقبل الجدل.

2- بما أن إشكال التعثر الدراسي و الاكتظاظ و ظاهرة التكرار و التأخر عن مواعيد الحصص الدراسية نتيجة البعد عن المدرسة ، تساهم بشكل كبير في إنتاج ظاهرة التسرب و الهدر المدرسي التي تعد بحق إحدى المعضلات الكبرى و الاختلالات العويصة التي تواجهها منظومتنا التربوية، فقد حرصت ولاية معالي وزير التربية الوطنية السيد : احمد اخشيشن على محاصرة هذا الوباء السريع الانتشار محاصرة قوية، و هو ما تمثل في عدة مبادرات تربوية حيوية قامت بها وزارته ، و تبنتها باقي الدوائر الخارجية و المتمثلة أساسا في : الأكاديميات الجهوية و المندوبيات الإقليمية، وعلى رأس هذه المبادرات نسجل:
* تعزيز جهود تشجيع إستراتيجية التمدرس سواء في صفوف الذكور أوالاناث.
* إلحاحية الوزارة على تحقيق الانفتاح للمدرسة المغربية على محيطها الخارجي.
* إحداث مؤسسات تعليمية جديدة.
* إحداث أقسام داخلية إضافية.
* توفير و سائل النقل- حافلات ، ودراجات هوائية- لتلاميذ القرى البعيدة عن مؤسساتهم الدراسية.
* خلق مدرسة النجاح الجماعاتية ، التي نأمل أن تكلل جهودها بالنجاح الأكيد.
* إطلاق تسمية جيل النجاح على أول فوج بالأقسام الأولى للموسم الدراسي الحالي: 2009/. 2010
* إنزال دوريات وزارية و أكاديمية و إقليمية تحث على تنشيط فضاءات المؤسسات التعليمية و جعل المتعلم في قلب اهتمامات المنهاج الدراسي.

3- أن المسار البيداغوجي الجديد الذي د شنته وزارة التربية الوطنية ضمن ما يسمى بالمخطط ألاستعجالي ، يفرض إلى حد بعيد القطع نهائيا مع كل الممارسات و الطرائق التربوية التقليدية ، و هو ما تشخص جليا في الانتقال البيداغوجي الذي ستشهده مؤسساتنا السنة القادمة أي الانتقال من التدريس بالأهداف إلى التدريس ببيداغوجيا الإدماج. و بما أن المخطط ألاستعجالي جاء استجابة لمتطلبات و انتظارات المرحلة الراهنة من جهة و معالجة الاختلالات الكبرى التي رصدها المجلس الأعلى للتعليم ، من بينها ظاهرة الهدر المدرسي التي تحتل موقعا حساسا و حاسما في تراجع نظامنا التعليمي بل في انحطاط مكانة الأمة العلمية و التعليمية بكاملها في المحافل الدولية.

نستخلص مما سبق أن إستراتيجية التقويم ضمن الأشكال الثلاثة التي يعرفها الجميع- القبلي- التشخيصي و الإجمالي- أصبحت ضرورة تربوية تصحيحية لحصاد المتعلم الدراسي ، لكن شريطة أن تتم ببيداغوجيا الإدماج أي بالوضعيات المركبة التي تثير في المتعلم الفضول و التحفيز و تخلق لديه الدافعية للبحث عن الحلول الواقعية و المنطقية ، و هو ما يستحيل تحقيقه إلا باستثمار كل الموارد- الداخلية و الخارجية- التي يمتلكها هذا الأخير- المتعلم-. وأعتقد أن هذه التقنية أي تقويم التعلمات السابقة بطريقة الإدماج و تحقيق كفايات ما ، هي بيت القصيد في التحول أو الانتقال البيداغوجي الجديد الذي انصبت الوزارية المعنية عليه و الذي أشرت إليه آنفا. و هي تقنية- كما لا يخفى على الجميع- تختلف كليا- شكلا و مضمونا- عن نظيرتها الماضوية التي كانت سائدة بالمدرسة التقليدية.

ترى إلى أي حد ستشكل إستراتيجية التقويم وفق بيداغوجيا الإدماج أولوية تربوية ملحة في أجندة مدرسة النجاح الجديدة؟

ذ: الحسين وبا
· Tuesday - 22 June 2010
عن المدرس





    رد مع اقتباس