عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-18, 15:05 رقم المشاركة : 1
laachir
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







laachir غير متواجد حالياً


افتراضي أدوار البورجوازية الاوروبية في التحولات الاقتصادية وتعزيزمكانتها الاجتماعية الى حدود


ادوار البورجوازية الأوروبية في التحولات الاقتصادية
وتعزيز مكانتها الاجتماعية إلى حدود القرن الثامن عشر الميلادي


بنعاشير بنحدو
مقدمة ׃
لقد استفادت البورجوازية الأوروبية من أفكار النهضة الأوروبية ومبادئ الإصلاح الديني ومن دعم الدولة لها ، ولعبت بدلك دورا أساسيا في التحولات الاقتصادية ، مما عزز مكانتها الاجتماعية في أوروبا إلى حدود القرن الثامن عشر الميلادي . فكيف استفادت البورجوازية من أفكار النهضة و مبادئ الإصلاح الديني ومن دعم الدولة لها ؟وما أدوارها في التحولات الاقتصادية التي عرفتها أوروبا ؟ وماهي مكانتها الاجتماعية ضمن باقي الفئات الاجتماعية الأخرى ؟
المحور الأول ׃ استفادة البورجوازية من أفكار النهضة الأوروبية ومبادئ الإصلاح الديني .
يمكن إبراز كيفية استفادة البورجوازية من أفكار النهضة الأوروبية ومبادئ الإصلاح الديني في ما يلي ׃
· تبني البورجوازية للأفكار الجديدة التي ظهرت في الميادين الأدبية و العلمية و الفنية والتي تمحورت حول الإنسان وتحريره من قيود الفكر الكنسي ، فالتقت هده الرغبة في التحرر مع رغبة البورجوازية الصاعدة التي كانت تسعى إلى تنمية مشاريعها الاقتصادية و مخططاتها الاستعمارية .
· مساهمة البورجوازية في بناء الجامعات و تشجيع الأعمال الأدبية و الفنية وتكريم الأدباء و الشعراء و الفنانين .
· مساندة البورجوازية للأفكار الدينية الجديدة التي نادى بها كل من مارتن لوثر وجون كالفن والتي دعت إلى تحرير الإنسان من تجاوزات الفكر الكنسي وحثه على العمل و لسعي وراء تحقيق الربح و المنفعة .
· استفادة البورجوازية من دعم الدولة لها ، فتمكنت من تحقيق التراكم الرأسمالي الذي سيشكل القاعدة المادية لتطوير الهياكل الاقتصادية ، حيث التقت المصالح المشتركة بين الدولة و البورجوازية للسيطرة على ممتلكات الاكليروس و الأسياد ، وبدلك ارتبط نجاح البورجوازية ببناء الدولة القومية.
· تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية و إلغاء احتكارات الأسياد و الإقطاعيين ووضعها لقوانين تلاءم أعمال التجار وبالمقابل يتولى التاجر استيراد السلع التي تحتاجها الدولة القومية .
· استفادة البورجوازية من المضاربات المالية ، حيث برزت فئة التجار الكبار و الصيارفة ، مما أدى إلى حدوث تراكم رأسمالي ورواج المعادن الثمينة ، فظهرت أشكال جديدة للصرف و الأداء تمثلت في الأوراق البنكية وجوالات الأداء، فظهرت اسر تحكمت في الحياة الاقتصادية و السياسية مثل أسرة ميديسيس (Médicis( الايطالية وأسرة فيسلر (Wesler) وفوكر (Fugger) الألمانيتين.
· حماية الدولة لمصالح البورجوازية من خلال سن القوانين و القرارات التي تحمي ممتلكات البورجوازية وانتقال أوروبا من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي التجاري بعد نجاح الاكتشافات الجغرافية .
المحور الثاني ׃ أدوار البورجوازية في التحولات الاقتصادية التي عرفتها أوروبا إلى حدود القرن الثامن عشر الميلادي.
لقد ساهمت البورجوازية في حدوث التحولات الاقتصادية من خلال القيام بما يلي ׃
· إنشاء المؤسسات المالية و المصرفية التي ساهمت في خلق رواج تجاري حيث تم توظيف المعادن الثمينة في الأنشطة المصرفية و التجارية .
· خلق شركات تجارية كبرى لضمان تزويد الصناعات الوطنية بالمواد الأولية و تسويق المنتجات الصناعية ، من أهمها شركة الهند الشرقية التي احتكرت تجارة أسيا ، و شركة الهند الغربية التي احتكرت أعمال التجارة في المحيط الأطلسي ، شركة المشرق للتعامل مع الإمبراطورية العثمانية ، وشركة الشرق للاتجار في بحر البلطيق .وكانت هولندا والمملكة المتحدة مناهم الدول الأوروبية المهيمنة على التجارة البعيدة المدى .
· استثمار البورجوازية لجزئ من رأسمالها في القطاع ألفلاحي ، حيث قامت بشراء الأراضي وعملت على حسن تدبيرها و استغلالها ، ففي فرنسا امتلكت أربعة أخماس الأراضي الفلاحية التي كانت تمتلكها الكنيسة و الارستقراطية خلال القرن الثامن عشر الميلادي، وانصب اهتمام كبار الملاكين على البحث عن والوسائل الكفيلة للرفع من الإنتاج والتخفيض من تكاليفه ، فعملوا على تطوير أساليب الإنتاج باستعمال أدوات وطرق جديدة في العمل ألفلاحي ، حيث كانوا وراء ابتكار و استعمال تقنيات عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر ، استعمال المحراث الحديدي محل المحراث الخشبي سنة 1701 م والدي كان من اختراع الانجليزي تول (Jethro tull) ،( 1674- 1743 م ) .
· تطوير الفلاحة انطلاقا من ضيعاتهم وإدخال مزروعات جديدة مثل اللورد تاوشند ( Towshend) ( 1674- 1732 م ، الذي ادخل زراعة الشمندر والكلأ لتطوير الدورة الزراعية في منطقة نورفلك (Norfolk) الانجليزية ، ثم باوكويل (Rebert Bake well ) ( 1725-1795 )م،الذي كان له تأثير على تطوير تربية المواشي اعتمادا على انتقاء السلالات ، وآرثر يونغ (Arthur Young ) الذي عمل على نشر أساليب وتقنيات الفلاحة الجديدة عبر نشرة الحوليات الفلاحية، وتسييج الحقول وإتباع نظام الدورات الزراعية الرباعية وتوسيع الملكيات الزراعية و تكوين الضيعات الفلاحية الكبرى .
· استثمار البورجوازية أموالها أيضا في الأنشطة الصناعية ، حيث عملت على استخدام الاختراعات الجديدة التي ظهرت في قطاع النسيج مثل المكوك الطائر الذي اخترعه جون كاي (John Kay ) سنة 1733 م ، ثم آلة الغزل جيني التي كانت من اختراع هير كرافر (Hear Graves ) ثم المنسج الآلي من اختراع كارترايت (CARTWRIGHT ) ، وفي قطاع التعدين توصل هونت مان من إنتاج صلب نقي من الشوائب وقابل للتطريق ، كما تمكن هنري كورت من الفصل بين الفحم و الحديد أثناء عملية الصهر ، وفي قطاع الطاقة تمكن نيوكمن من صنع مضخة النار ، وتم استخدام الآلة البخارية التي اخترعها جيمس واط ، كما تم تجميع الصناع في معامل قرب المجاري المائية لتسريع عملية الإنتاج ، فنتج عن كل هدا تراكم ثروات و رؤوس الأموال بيد البورجوازية التي تعززت مكانتها الاجتماعية .
المحور الثالث ׃ المكانة الاجتماعية للبورجوازية ضمن باقي الفئات الاجتماعية.
لقد استفادت البورجوازية من التحولات الاقتصادية الجديدة التي عرفتها أوروبا مند القرن الخامس عشر الميلادي والى حدود القرن الثامن عشر الميلادي ، وصبحت تشكل طبقة وسيطة بين الارستقراطية وباقي الفئات الاجتماعية ، وتتكون البورجوازية من التجار الكبار الدين حولوا استثماراتهم من التجارة نحو الصناعة و النشاط البنكي ، ومن البورجوازية المتوسطة التي تضم موظفي الدولة من مختلف القطاعات و المثقفين ، وخلال القرن الثامن عشر الميلادي أصبحت تشعر بقوتها ومكانتها الاقتصادية ، فأخذت تتسرب داخل الارستقراطية عن طريق تقليد نمط عيشها وشراء الألقاب الارستقراطية، وبدأت تدعو إلى تغيير البنية الاجتماعية والى توزيع جديد للسلطة تعبيرا عن رغبتها في المشاركة في الحكم .
وأمام تزايد ادوار البورجوازية الاقتصادية ومكانتها الاجتماعية وتطلعاتها السياسية ، قامت الارستقراطية بردود فعل مختلفة حسب البلدان ، ففي انجلترا قبلت البورجوازية بإعادة تنظيم المجتمع على أساس الثروة، بينما في فرنسا، اتجهت الارستقراطية نحو تدعيم مركزها وإغلاق الباب أمام تسرب البورجوازية بين صفوفها ،باحتكار المناصب العليا في الإدارة و الحكومة و الجيش و الوظائف الدينية،فأعضاء حكومة لويس السادس عشر مثلا ، كلهم كانوا من النبلاء باستثناء وزير المالية نيكر (Necker ).
أما باقي الفئات الاجتماعية وخاصة الفلاحون و العمال فلم يستفيدوا من التطور الاقتصادي ، بل تضرروا من تقلبات أسعار الحبوب، ومن ضغط الضرائب الملكية المباشرة وغير المباشرة، ومن حقوق الارستقراطية العينية و النقدية ، ومن أعشار الكنيسة ، مما أرغمهم على الهجرة إلى المدن و المناطق المنجمية .
خاتمة ׃
لقد تمكنت البورجوازية من تحقيق طموحاتها السياسية بعد نجاح الثورة الفرنسية حيث استولت على السلطة و كونت حكومة بورجوازية .





    رد مع اقتباس