عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-12, 22:05 رقم المشاركة : 10
رشدية جابرية
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية رشدية جابرية

 

إحصائية العضو







رشدية جابرية غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

افتراضي رد: نعود إلى إلى الإسلام أم يأتي الاسلام إلينا


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واصل بن عطاء مشاهدة المشاركة
أما ما يعتبره البعض عودة إلى الإسلام عندما يدعونا إلى تمثل تجربة السلف في فهم للإسلام و تطبيقه فإنه ليس بعودة للإسلام بقدر ما هو دعوة إلى استنساخ تجربة المسلمين و تفاعلهم مع النص الديني المقدس(الوحي) في لحظة زمنية معينة ، تفاعل و تطبيق أملته ظروف و حاجيات مختلفة عن ظروفنا و حاجياتنا و اشكالاتنا المعاصرة
و إن كان شيء مهم يمكن التوقف عنده و الاستفادة منه ، في عهد السلف الأوائل أو حتى الذين جاؤوا بعدهم فليس النتائج و الأحكام و الآراء التي توصلوا إليها في مختلف القضايا و الاشكالات التي عرضت لهم، لأن تلك الآراء و الأحكام مرتبطة بسياقاتها و أسبابها الخاصة بذلك الزمان في الغالب، و إنما ننظر في منهجهم و طريقة تعاطيهم مع النص الديني في في الاستنباط و توليد الاحكام و عرض القضايا و النوازل على ضوء مقررات النصوص و مبادئ الدين .
فالعبرة ليست بالأحكام التي توصلوا إليها بقدر ما هي مرتبطة بالغايات و المقاصد التي تضبط تلك الأحكام ، فالمقصد ثابت و الحكم متحول يدور مدار علته و أسبابه وجودا و عدما
و حتى منهج السلف في التعاطي مع النص الديني و قراءته و فهمه ، مهما بدا منهجا قويما مجردا عن لبوس الزمان و المكان و قادرا على الفعل في كل حين إلا أنه يبقى مع كل ذلك اجتهادا بشريا قابلا للخطأ و الصواب و الاستدراك و النقد و التقويم
و لكن قطعا لا يمكن تجاهل ذلك المجهود الجبار و الابداع الأصيل و القطيعة معه ثم الانطلاق من نقطة الصفر
إن مشكلتنا كمسلمين في هذا الزمان أن الكثيرين منا لا زالوا يخلطون ما بين الوحي و التاريخ ، بين المطلق و النسبي ، بين الثابت و المتحول مما جعلنا متخبطين في تلمس الطريق الصحيح لبناء النهضة و استئناف الإبداع الإسلامي الذي انفرط عقده _للأسف_ منذ زمن ، ليبقى السؤال الأثير : كيف السبيل إلى النهوض لا يزال يفرض نفسه علينا بقوة ما دمنا حتى الآن لا نفكر بالجدية المطلوبة في اجابة حقيقية عنه او ربما لسنا على استعداد لمواجهة التحديات التي تقتضيها تلك الاجابة ، أو أننا نختزل اشكالات عظيمة تحتاج إلى إعمال عقل و جد و كد و تظافر جهود للوصول بشأنها إلى حل في اجابات سطحية بسيطة تعني كل شيء في الوقت الذي لا تعني فيه أي شيء ، اجابات في شكل شعارات براقة تدغدغ العواطف و تثير الحماسة ثم ينفض الجمع بعد ذلك و يعود كل واحد إلى حاله و يبقى واقعنا البئيس حال ما هو عليه.

و للحديث بقية[/size]



بوركت اخي واصل على هذاه المقاربة الموضوعية القيمة. أسطر على التشخيص الصائب .
لي عودة الى الموضوع.





التوقيع

"لا شيء يعتم الرؤية ويوقع في التيه الوجداني والضلال الفكري كالأسئلة المزيفة. الأسئلة المزيفة هي، كأسئلة الأطفال، أسئلة تطرح مشاكل مزيفة يعيشها الوعي على أنها مشاكل حقيقية"
محمد عابد الجابري
    رد مع اقتباس