خضيرة على خطى بالاك

السبت 12 يونيو 2010


"لقد جئنا إلى هنا لتحقيق إنجاز كبير، ونحن نريد أن نظهر للعالم أننا نلعب كرة قدم جيدة." هذا التصريح ليس لقائد ألمانيا السابق مايكل بالاك، الغائب عن جنوب أفريقيا 2010 بسبب الإصابة، بل إنها كلمات سامي خضيرة ابن 23 سنة، الذي يطمح للتعريف بنفسه كما يجب خلال هذا العرس العالمي.

ورغم أنه لعب خمس مرات فقط للمنتخب، فقد أظهر لاعب وسط الميدان الدفاعي، الذي يحترف في صفوف نادي شتوتجارت الألماني، وعياً كبيراً بالمسؤولية الملقاة على عاتقه. وقد قدم عروضاً رائعة خلال المباريات التحضيرية، نالت استحسان المدرب الألماني يواكيم لوف وأكدت صحة اختياره. ويجب على اللاعب، الذي ينحدر من أب تونسي وأم ألمانية، أن يقوم بأدوار قيادية كما يملي عليه موقعه في وسط الملعب، وسيكون عليه أن كذلك يغطي الفراغ الكبير الذي تركه بالاك.

وسيكون خضيرة محط الأنظار عندما تواجه كتيبة المدرب لوف منتخب أستراليا في أولى مبارياتها في المجموعة الرابعة، وعلّق ابن مدينة شتوتجارت، الذي يعلم ما يجب عمله سواء في الملعب أو خارجه، في حوار حصري مع FIFA على المباراة التي ستحتضنها مدينة ديربان بقوله: "المنتخب الأسترالي لديه دفاع قوي ومتماسك، كما أنه يتميز بروح قتالية عالية. وإذا لعبنا ضده بإيقاع بطيء سنواجه الكثير من المشاكل. يجب علينا أن نتحلى بالحذر وألا نقلل من شأن الأستراليين."

"كل لاعب يحاول القيام بواجبه"ويعتبر دور خضيرة جوهرياً في منظومة لعب المنتخب الألماني، فبفضل قدراته الفنية العالية ورؤيته الشاملة للملعب يتم الرجوع إليه لضبط الإيقاع وتنظيم الصفوف، فهو يلعب إلى جانب باستيان شفانشتايجر في محور خط الوسط. ويتلاءم هذا الموقع مع مواصفات هذا اللاعب النشيط، الذي ساهم بشكل فعال في فوز فريقه شتوتجارت بلقب الدوري الألماني خلال موسمه الإحترافي الأول 2006/2007. وأوضح خضيرة ذو الثقافة التكتيكية العالية قائلاً: "لا أحبذ أن أتكلم عن نفسي، لكني أستمتع كثيراً ببناء اللعب وأرى نفسي كجسر يربط بين خطي الهجوم والدفاع."

وأكد لوف قبل أيام أن فريقه سيبسط سيطرته على المباراة "بأسلوب لعب نشيط" وسيخطف النقاط الثلاث من الفريق الأسترالي، ولكن هل ستكون المهمة صعبة في غياب بالاك؟ إن خضيرة يؤمن بأن الفريق الألماني سيظهر بوجه جديد وسيستطيع تجاوز المحنة، حيث قال: "أثّر غياب بالاك في الفريق كثيراً، ولكن مواصلة التفكير في هذا الأمر لا يجدي في شيء. وأعتقد أنني وباستي (شفاينشتايجر) قدمنا عرضاً جيداً أمام البوسنة والهرسك" (مشيراً إلى تلك المباراة التحضيرية التي فازت بها ألمانيا 3-1 قبيل رحلة جنوب أفريقيا.)

ثم واصل قائلاً: "كل واحد منا يحاول تأدية واجبه، وبطبيعة الحال لا يمكن تعويض بالاك بسهولة، خصوصاً بسبب شخصيته الفذة. لكني مقتنع بأننا قادرون على اللعب بكل حماس وبذلك يمكننا أن نغطي الفراغ الذي تركه."

خضيرة مستعد للمباراةوبالإضافة إلى أن خضيرة سيلعب إلى جانب زميله في الفريق في موقع خط الوسط الدفاعي خلال مباراة أستراليا، فإن نجم شتوتجارت يتفاهم بشكل جيد مع لاعب وسط آخر يشترك معه في الكثير من الأشياء. إنه مسعود أوزيل الذي ينحدر هو الآخر من أصل أجنبي واختار، مثل خضيرة، تمثيل البلد الذي نشأ فيه. وسيقوم أوزيل بدور لاعب وسط الهجوم المبدع، إذ سيعول على مساعدة خضيرة للدفع به إلى الأمام بتزويده بأكبر عدد من الكرات. ويسعى أوزيل للتألق بصحبة زميله خضيرة الذي يكبره بسنتين ليحققا النجاح الألماني المنتظر.

وقال خضيرة عن زميله في الفريق: "يتميز مسعود بمؤهلات عالية، فقد انتظر المنتخب الألماني طويلاً ليحظى بلاعب مثله، وأي فريق يحتاج للاعب يحب الإستحواذ على الكرة في الهجوم. وأعتقد أن بإمكانه أن يلعب دوراً أساسياً في فريقنا." وسيكون أوزيل إلى جانب كل من خضيرة وشفاينشتايجر هم صناع اللعب، كما ينتظر أن يقدم باستمرار الحلول على رأس مثلث وسط الميدان الذي يتألف من هؤلاء اللاعبين الثلاثة.

ومن المؤكد أن ألمانيا ستظهر بوجه مختلف خلال هذه البطولة، وذلك بفضل نجوم شباب مثل خضيرة وأوزيل الذين ضخوا دماء جديدة في الفريق. وستكشف لنا المباراة الأولى أمام أستراليا مدى قدرة هذا الفريق على اٌستمرار حتى نهاية الطريق في المنافسات، ويمتلئ خضيرة بهجة ووهجاً في انتظار المواجهة الأولى، وهو ما تجلى في قوله: "ما هي الأشياء التي ستسعدني كثيراً؟ سيسعدني كثيراً أن ألعب كرة القدم تحت أنظار العالم كله!"