رويدا واثق من إمكانيات كتيبته

السبت 12 يونيو 2010


بغض النظر عن النتائج التي ستحققها هندوراس في جنوب أفريقيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فإنها حققت الأهم بمجرد وصولها إلى النهائيات، حسب قول المدرب رينالدو رويدا.

ومن خلال الوصول إلى كأس العالم FIFA للمرة الثانية في تاريخ البطولة، أهدى أبطال أمريكا الوسطى تأهلاً غالياً إلى مواطنيهم السنة الماضية في غمرة اضطرابات سياسية عصفت بالبلاد. واليوم يأمل المدرب الكولومبي للفريق أن يحقق لاعبوه نتائج أفضل رغم صعوبة المهمة الملقاة على عاتقهم بالنظر إلى خصومهم الأشداء في المجموعة الثامنة.

واستحضر هذا المدرب ذكريات مشوار التأهل للمرة الأولى إلى عروس البطولات منذ عام 1982، حيث أكد ابن الثالثة والخمسين لموقع FIFA.com أن ذلك "الفريق قدّم بهذا الإنجاز دفعة معنوية كبيرة ساعدت البلاد. كانت العائلات تحتشد لمتابعة مباريات الفريق حاملة علماً واحداً، بينما كان الجميع يرتدي قميص المنتخب، وكان هذا أمراً إيجابياً للإعلاء من الروح الوطنية في البلاد."

هذا وقد ضمنت هندوراس التأهل إلى جنوب أفريقيا بطريقة مثيرة في اليوم الأخير من تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي. حيث فشلت كوستاريكا في الحفاظ على تقدمها بهدفين دون رد أمام المنتخب الأمريكي، وهو ما سمح لكتيبة كاتراتشوس بأن تقتنص المركز الثالث على قائمة الترتيب بفضل فارق الأهداف بعد أن تغلبت في اليوم نفسه بهدف نظيف على السلفادور.

يُذكر أن تشكيلة المنتخب تضمّ لاعبين سبق لهم أن لعبوا في أهم الدوريات الأوروبية. حيث احترف كلٌّ من ماينور فيجيروا وويلسون بالاسيوس وهندري توماس في الدوري الإنجليزي الممتاز، بينما تذوّق دافيد سوازو وإيدجار ألفاريز طعم المجد في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. لكن بالنسبة إلى رويدا، فإن عامل القوة الرئيسي في الفريق يكمن في "روح الصداقة والأخوة بين اللاعبين." وأضاف قائلاً: "نملك مجموعة جيدة جداً من اللاعبين، وتسلك نظاماً ممتازاً وهي متجاوبة بشكل كبير."









نتائج متواضعة
رغم كل العوامل الإيجابية التي تحدث عنها رويدا، إلا أن منتخبه خرج بنتائج متواضعة من المباريات الإستعدادية لكأس العالم منذ بداية السنة الحالية. فلم يتمكن سوى من انتزاع فوز واحد بثلاثة أهداف لهدف أمام الولايات المتحدة الأمريكية في يناير/كانون الثاني. وبعد خسارتين متتاليتين أمام تركيا وفنزويلا، أنهت هندوراس تحضيراتها بثلاثة لقاءات ودية في النمسا، مسجلة تعادلين مع بيلاروسيا وأذربيجان، قبل أن تسقط مجدداً بثلاثة أهداف نظيفة أمام رومانيا في الخامس من يونيو/حزيران الحالي. لكن مدرب الكتيبة الهندوراسية لا يزال واثقاً من قدرات عناصره، وبخاصة بعد المعسكر التدريبي المطوّل في النمسا. حيث أكد أن "لمنتخب خاض خمس مباريات أمام خصوم أشدّاء. وكانت تلك المواجهات في غاية الأهمية. كما أن تدريباتنا خلال الأيام الخمسة والعشرين الأخيرة انعكست بشكل إيجابي على الفريق من حيث التناغم والانسجام بين المجموعة كاملة."

يُذكر أن هندوراس خرجت من مشاركتها السابقة في كأس العالم FIFA 1982 بتعادلين وخسارة. وكان من أبرز محطات تلك المشاركة الإيقاع بأسبانيا صاحبة الأرض والجمهور في فخ التعادل. لكن تكرار هذه النتيجة في النسخة الحالية من كأس العالم أمام المنتخب الأسباني بطل أوروبا لن يكون بالأمر السهل على الإطلاق. وقبل تلك المواجهة الصعبة بكل المقاييس، سيكون على هندوراس مواجهة تشيلي يوم الأربعاء المقبل، أما ختام مشوارها في الدور الأول فسيجمعها مع المنتخب السويسري.

وعن خصوم مرحلة المجموعات، قال رويدا: "سيكون علينا مقارعة ثلاثة منتخبات قوية جداً لديها سجلٌ حافلٌ في عالم كرة القدم وخبرة عريضة في هذه البطولة. وتلعب هذه الفرق الثلاثة بأساليب مختلفة وفق مدارس كروية متمايزة. حيث يشنّ منتخب تشيلي هجماته بتصميم وزخم كبيرين، كما أنه يتمتع بروح جماعية عالية. أما أسبانيا، فتعيش الآن ذروة تألقها الكروي بعد سنوات من التدريب والعمل الشاق الذي أوصلها إلى ما هي عليه الآن. بينما يتبنى المنتخب السويسري مقاربة كروية جديدة وقوية تركز على الهجوم."

وتبدو المهمة عسيرة أمام هندوراس، لكن رويدا يتطلع رغم ذلك إلى اقتناص المركز الثاني في المجموعة بفضل اللياقة البدنية للاعبيه وروحهم القتالية الاستثنائية. وختم حديثه بالقول: "إن تشكيلة المنتخب متنوعة للغاية وتلعب بأسلوب جيد. فلنأمل أن ينصب تركيز اللاعبين على المباريات المقبلة لنحصل على ما نبتغيه. وبالنظر إلى الفرص التي سنحت أمامنا لتطوير مهاراتنا خلال فترة الإستعداد، إلى جانب اللاعبين المتميزين والخبرة التي اكتسبناها، فلا شكّ أننا سنخوض كل مباراة بعزم وتصميم كبيرين بغية الوصول إلى الدور التالي."