عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-10, 23:41 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

new1 أيها التلاميذ .....الصيف ضيعتم اللبن....


أيها التلاميذ .....الصيف ضيعتم اللبن....

09/06/2010





حضر الامتحان ,وحضر الحصاد للبيان ,غنم من زرع , وخاب من خدع .قضى التلاميذ أياما وأياما,حاضرين غائبين ولاعبين مبتهجين.قضوا أوقاتهم بين المرح والفرح ,من الدراسة مستهزئين,وباللامبالاة متمتعين,سخروا من هذا ,ولقبوا ذلك.استمتعوا بوقتهم وجعلوه فراغا يتبع فراغ,ولهو يتبعه زهو. مرت الأيام , ولم ينتبهوا يوما أنها ليست من الدوام.يوما استفاقوا على موعد الامتحان وعنده يعز المرء أو يهان. دقت ساعة الصفر , ودخلوا قاعة الحسم خاوي الوفاض وحاملين كل ما يمكن أن ينقد سنتهم من ورق صغير محرز ومميز,ومن هواتف نقالة قادرة على فك معضلتهم حسب زعمهم,ومن أصدقاء السوء ممن تجندوا خارج المؤسسة بدعوى تمرير الأجوبة عبر وسائل خاصة قد لا ينتبه إليها المراقب حسب اعتقادهم.
رن جرس البداية ,ووزعت الأوراق لتتنوع الأذواق , قليل منهم فرحون متفائلون مستبشرون ,وكثير منهم حائرون عن الركب تائهون.انتظروا ساعة الفرج ,لكن الظلام بقي دامس والنهار طامس,لم يرن الهاتف ولم يتوفق الواقف,طال انتظارهم وخاب رجاؤهم.شاء حظهم السيئ أن يرن الهاتف مع حلول لجنة المراقبة لتنتزع منه أمله الخائب . بعد استيلائها على هاتفه المزعوم,ونزع ورقته , انه يوم مشئوم. خرج غاضبا خائبا ناقما ,مرة يلحق التهمة بصديقه خارج المؤسسة والذي اختار وقتا غير مناسب , ومرة يندب حظه لتزامن المكالمة مع لجنة المراقبة,ومرة يقول كذا ,ومرة يقول, وهكذا انتهت اللعبة بالفضيحة والكذبة. وممتحن آخر سخر نفس الوسيلة لكن كل ما تلقاه خاطئا,فلو كان صديقه متفوقا لتفوق لنفسه,إنها مزاعم كاذبة ووعود خائبة. خرج كل من توكل على غير الله ,خاوي الوفاض,يتنقل بين أصدقائه ويوجد مبررات واهية لخيبة رجائه. وخرج المجدون مبتهجون , وجوه مشرقة وقلوب متدفقة,حصدوا ما زرعوا ,وجنوا ثمار الشتاء والربيع ,صبروا فنالوا ,وجدوا فكالوا. كم هي النشوة عندما يحس المرء بالمكافئة بعد الجهد الجهيد ؟وكم هي الخيبة عندما يخيب الرجاء لغياب البذل والعطاء العتيد. إليك يا من ضيعت الوقت في الفراغ: - هل تعلم أن السنة ضاعت من عمرك ,أهي سنة بيضاء؟أو هوجاء؟ أو سمراء؟ أو سوداء؟ - هل تعلم أن أصدقاءك في القسم من مجدين قد نالوا .أفرحوا عائلتهم وذويهم.واستراحوا بعد جهد جهيد ليجنوا ثمار الحصيد, وتركوك جالسا على الحديد؟ - هل تعلم أن خيبت أمل أسرتك وأدخلت الحزن على عائلتك؟
- هل تعلم أن رفاق الأمس سيبحثون عن الكليات والمعاهد ,وأنت على جنبات الطرق قاعد؟ - هل تعلم أن أيام اللهو تذكرك بالخيبة, وغياب الضمير,والعبث بالمصير؟ - هل تعلم ان صيفك ظلمة وصيفهم نجمة؟ - هل تعلم أنك جنيت ما زرعت وجنوا ما زرعوا,في الشتاء والربيع كنت تلهو,بينما كان غيرك يقضي الليالي في السهر على الورق ,وفي الصيف خرجت خائبا بائسا غاضبا,بينما خرج غيرك صائبا مبتهجا. إنها الأيام لا ترحم ,من فرط فيها ندم على كل ما فيها,ومن استغل كل وقتيها سعد بما فيها.كن شجاعا وتقبل الخيبة بأمل ,والهزيمة بروح رياضية لاستعادة الركب قبل فوات الأوان.فكم من فشل غافل تحول الى عامل حاصد.الأمل موجود وعلى الرب معقود .لن ينفع الحزن والبكاء والشعور بالإحباط.الحياة مشرقة ضاحكة مبتسمة,من عرف قدرها نال منها قبل ان تنال منه.والله الموفق لمن يعتبر .

محمد المقدم

عن وجدة سيتي نت





    رد مع اقتباس