عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-09, 18:56 رقم المشاركة : 1
محمد الورزازي المحمدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية محمد الورزازي المحمدي

 

إحصائية العضو








محمد الورزازي المحمدي غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الأول في المسابقة الأدبية

important اعتذار بعد إهانة ...


اعتذار بعد إهــــــــــانة ...

حين يُصاب المرء بجنون ما ، من أنواع الجنون المبثوثة في القلوب ، هنا وهناك ، يمكن أن يرتكب أبشع الحماقات دون أدنى تفكير في المآلات ..!
وحين يصيب شرر حماقاتك من لا يستحق منك إلا التبجيل والاحترام يتضاعف الإحساس بالألم والمرارة .. وحينئذ يكون اعتذارك عبثيا ، حتى وإن تناسى المصاب الألم الذي استقر في كيانه لحظة الإهانة ، وأصاب فيه ما أصاب ، وأحدث فيه من ثقوب ما أحدث .. آنئذ تفقد كل مصداقية ..
مالذي سيغيره اعتذارك مما ألحقته بغيرك من أذى نفسي فاق كل توقعاته ؟! أنى للاعتذار أن يعالج جرح نفس أبية نقية عفيفة ، وضعت كرامتها أمانة بين يديك فخنتها ..!
وحين يتكرر منك الزلل فذاك مؤشر - لا يحتاج فهم أبعاده إلى كبير ذكاء - على غياب توازن لديك ، بين مستوى تفكيرك ومستوى إيمانك ونزاهتك الأخلاقية ؛ أي ما يفترض أن يكون أسَّ سلوكك مع الآخرين ، وليس هواك وأنانيتك ونزواتك ..
هكذا ينتظر منك من يثق بحكمكتك وسداد تفكيرك ومواقفك أن تحميه من أبسط نظرة ريبة ، أو إساءة ، من أي كانت ، فإذا بالإهانة تصدر منك .. أليست تلك نهاية للتوقعات ونهاية النهايات ؟!
وهل يكب الناس في أتون التعاسة والأسى والمعاناة إلا حصاد ألسنة لا تعير للظاها بالا ، فتصيب من تصيب ، حتى وإن كانت لا تقصد التسديد الذي قد يصيب الأفئدة بجراح لن تندمل ؟
أي لسان هذا الذي يهين المحبوب ؟! أي تهور أهوج هذا الذي يجعل من أخلص لك ووفى بوعوده حيالك ، يعيد حساباته ، ويعيد تدقيق النظر في قناعاته تجاهك ؟
فلتتأمل المفارقات التالية :
- لقد جعلت من الجمال قبحا وبشاعة ..
- كنت ممن بصموا بدء النهار جمالا ، وفي نهايته أطعت أنانيتك فألقت بك على الهامش ..
- بعد أن كنت من المتصدرين لأحداث يومك ، وبحركة أو كلمة .. غير محسوبة صرت في طليعة لائحة غير المصنفين ..
أيها المتهور صاحب اللسان الطويل الذي لا يُؤمن جانبه ،عقابك ، على فعلتك ، أن تكون قاضيا عادلا في الحكم على نفسك وعلى أفعاعلك بما يتناسب وحجم فداحة الأخطاء التي ارتكبتها فألقت بك في معمعان مطرح النفايات ، وعلى أقل تقدير ، على هامشه .. فكن مقسطا في حكمك .. ولك أن تراعي كل ظروف التخفيف ...
بقلم : محمد الورزازي المحمدي





التوقيع

ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه
( أبو الطيب المتنبي )
***********

آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2010-06-09 في 20:17.
    رد مع اقتباس