عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-04-26, 11:53 رقم المشاركة : 1
MBARK
أستـــــاذ(ة) مشارك
إحصائية العضو







MBARK غير متواجد حالياً


افتراضي رجال التعليم...ورجال التعليم...أي واقع؟ وأية آفاق؟.....


إن نساء، ورجال التعليم، عينة من المجتمع تتحمل مسؤولية العمل المستمر على امتلاك المعرفة المتجددة، وعلى تبليغ تلك المعرفة، في تنوعها، وفي تجددها، إلى الأجيال الصاعدة، انطلاقا من مناهج معينة، وبرامج معينة، من خلال المؤسسات التعليمية، التي يتم إعدادها لهذا الغرض، والتي تكون رهن إشارة أبناء الشعب. ولأن تلك المؤسسات تكون في ملك الشعب، فإن نساء، ورجال التعليم، وتبعا لذلك، يجب أن يكونوا أيضا في خدمة أبناء الشعب.

وهذا التصور يفرضه الواقع، وتفرضه الطبيعة، وتفرضه المرحلة، ويفرضه المستقبل. وهو ما يقتضي صيرورة نساء، ورجال التعليم طبقة اجتماعية تتحمل مسئولية إعداد أبناء الشعب لتحمل المسئولية المستقبلية، في تنوعها، وفي تطورها، سواء تعلق الأمر بالمسئولية الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو المدنية، أو السياسية.

ولأن نساء، ورجال التعليم، يفترض فيهم العمل على امتلاك المعرفة المتجددة، والمتطورة باستمرار، فإنهم يشكلون في نفس الوقت قناة مرور تلك المعرفة، عبر صيرورة معقدة، إلى أبناء الشعب، أي شعب. وهو ما يقتضي تشكيل شخصيات نموذجية، ونوعية، ومثالية، لما يجب أن تكون عليه الشخصية الفردية، أو الجماعية.

ومن أجل أن نصل إلى خلاصات هادفة في الموضوع، سنتاول مفهوم قطاع التعليم، ومفهوم نساء، ورجال التعليم، والعلاقة بين رجال التعليم، ونساء التعليم، واللهث وراء المال أمام أعين المقيمين على تطبيق القانون، ورجال، ونساء التعليم، والممارسة الانتهازية في العلاقة بين الجنسين، ورجال، ونساء التعليم والكذب على الأسر، ورجال، ونساء التعليم وممارسة الابتزاز على التلاميذ، ورجال، ونساء التعليم والمساهمة في تخريب المؤسسة العمومية، ورجال ونساء التعليم ودعم خوصصة القطاع.

ومن أجل أن نضع رجال، ونساء التعليم في المكان الذي يستحقونه، فإننا يجب ان نميز بين نوعين من رجال التعليم ونسائه:

النوع الأول: رجال ونساء التعليم الحاملون للرسالة التربوية، الذين يحرصون على تبليغها، وبكل أمانة، إلى المعنيين بها.

والنوع الثاني: رجال، ونساء التعليم الذين لا رسالة تربوية لهم، بقدر ما يعتبرون التعليم مجرد مهنة يجب ان تقود إلى الإثراء السريع.

ولأن الاختيارات اللا ديمقراطية، واللاشعبية، المتبعة من قبل الدولة، تهدف إلى تشجيع خوصصة التعليم، ومن بابه الواسع، فإن النوع الأول يتراجع إلى الوراء، ليصير النوع الثاني مستأسدا، ومسيطرا في نفس الوقت، على وجدان الآباء، والأمهات، والتلاميذ في نفس الوقت، مما يؤدي بالضرورة إلى تحويل التعليم إلى مجرد بضاعة مفروضة يشتريها الآباء لأبنائهم، من أناس لا حق لهم في بيعها.

فهل يحافظ رجال، ونساء التعليم، على اعتبار التعليم رسالة تربوية؟

أم انهم سوف يساهمون في تبضيعه إلى ما لا نهاية؟

مفهوم قطاع التعليم:

وانطلاقا مما رأيناه في هذا التقديم، نصل إلى تحديد المجال الإجتماعي الذي يصنف فيه نساء، ورجال التعليم.

ومن المعلوم، أن أي مجتمع من المجتمعان البشرية، ومهما كانت هذه المجتمعات متقدمة، أو متخلفة، يكون محكوما بالجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. ونساء، وجال التعليم يصنفون ضمن الجانب الاجتماعي، الذي يتكون من مجموعة من القطاعات، التي يعتبر من بينها قطاع التعليم.

ومفهوم القطاع يستند إلى جزء من المجال الاجتماعي، بمؤسساته، وببرامجه، وبالعاملين فيه، وبالأهداف التي يسعى إلى تحقيقها على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد.

ونظرا لدور هذا القطاع في عملية تجدد المجتمع، فإن نساء، ورجال التعليم، يعتبرون مكونا أساسايا، ومحركا رئيسيا، لهذا القطاع؛ لأنهم هم المعنيون بالعمل في المؤسسات، وبإعداد الأجيال الصاعدة في مختلف الأسلاك، وبتحقيق الأهداف القريبة، والمتوسطة، والبعيدة، الأمر الذي يجعل مفهم القطاع ينسحب عليهم مباشرة، ودون باقي المكونات الأخرى.

ومن هذا المنطلق، نستطيع القول بأن مفهوم القطاع هو مفهوم ينسحب على مجوع العاملين في المجال الإجتماعي التعليمي في مختلف اسلاكه، سواء كانوا مسئولين عن التسيير الإداري، أو عن المراقبة، أو التوجيه، أو الاقتصاد، أو الحراسة، أو كانوا عاملين داخل الأقسام في مختلف الأسلاك التعليمية.

وتبعا لما رأيناه في كلامنا قطاع التعليم، فإن نساء، ورجال التعليم، هم كل المعنيين بأجرة العملية التربوية، في شموليتها، بسبب علاقتهم المباشرة، وغير المباشرة، بالتلميذات، والتلاميذ، في حجرة الدرس.

وهؤلاء المعنيون بالعملية التربوية ذات الطبيعة التعليمية / التعلمة، تتجسد مهمتهم في الإعداد المستمر والمتنامي للأجيال الصاعدة، والمتجددة على مدار الأمواج البشرية المتوالية، وهم الذين يفترض فيهم:

1) التتبع المستمر لما يستجد في المجالات المعرفية المختلفة.

2) التمثل المستمر لما يتم التوصل اليه في علوم التربية الحديثة.

3) الضبط المستمر للعملية التربوية / التعليمية / التعلمية، عن طريق ضبط الطرق العامة، والخاصة، والتفنن في تصريفها، كل في مجاله، وفي مستوى عمله، وكل في مجال اختصاصه.

4) التتبع المستمر لوسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئية.

5) الانخراط في مختلف التنظيمات التربوية، والجمعوية، والنقابية، والحقوقية، لعلاقتها بمجال العمل التربوي التعليمي / التعلمي.

6) الانخراط في النقابات المبدئية، من أجل العمل على تحسين أوضاعه المادية، والمعنوية، وتحسين شروط العمل، وحماية المكتسبات.

7) الانخراط في الأحزاب السياسية الديمقراطية، والتقدمية، من أجل المساهمة في النضال، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الإجتماعية.

8) المساهمة في مختلف الأشكال النضالية، التي تخوضها الجماهير الشعبية الكادحة، نظرا للعلاقة الجدلية القائمة بين نساء، ورجال التعليم، وبين الجماهير المذكورة.

9) المساهمة في تسيير الشان العام، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

10) إنتاج الفكر في تنوعه، وفي تطوره، لإغناء الحركة الفكرية في مجالاتها المختلفة.

11) تنشيط الوسائل الثقافية المختلفة، التي تساهم في إغناء القيم الثاقفية المتنوعة.

12) التشبع بالقيم الثقافية الإيجابية، التي تجعل نساء، ورجال التعليم قدوة للأجيال الصاعدة.

وهذا الافتراض قد يكون متوافرا في نساء، ورجال العليم، وقد لا يكون متوافرا. وتوافره لا يدل إلا على مسألة واحدة، وهي أن نساء، ورجال التعليم، يحملون رسالة تربوية متناسبة مع الزمان، والمكان، ومتفاعلة مع الواقع المتحول في ابعاده المختلفة. وعدم توافره لا يدل إلا على مسالة واحدة، أيضا، وهي أنهم لا يحملون أية رسالة، ولا يبلغونها. وفي الحالتين معا، فالرسالة التربوية، كما هي موصوفة، لا يحملها إلا المقتنعون بها. وهؤلاء لا يمكن أن يصيروا إلا فاعلين في الواقع التربوي / التعليمي / التعلمي بشكل إيجابي. وهؤلاء الذين عرفهم تاريخ التعليم المرتبط بتاريخ البشرية هم الذين قال فيهم حافظ ابراهيم:

قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم ان يكون رسولا.

وهذا على خلاف الذين لا يحملون الرسالة التربوي / التعليمية / التعلمية، الذين يعتبر الاشتغال في مجال التعليم بالنسبة اليهم، مجرد وسيلة لاكتساب المال، سواء من خلال العمل في مؤسسسة معينة، أو من خلال بيع الحصص الإضافية إلى الأسر التي تدفع إليهم المقابل المنتزع من قوت يومها، ومن علاج مرضاها، ومن ترفيه أبنائها، من أجل الوصول إلى امتلاك ثروة لا تنتج إلا ممارسة تربوية / تعليمية / تعلمية متخلفة، تقف وراء هذا التخلف المتجدد على مدار الساعة، في مغرب القرن الواحد والعشرين، مما لا يتناسب مع مطلع القرن الواحد والعشرين. ذلك أن التعليم كرسالة تربوية، يقدم المجتمع. والتعليم كمصدر للثروة، لا ينتج الا التخلف.






    رد مع اقتباس