عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-06, 00:06 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

b3 أهمية إكساب المتعلم أنواع الأساليب و الاستراتيجيات المساعدة على التعلم الذاتي


أهمية إكساب المتعلم أنواع الأساليب و الاستراتيجيات المساعدة على التعلم الذاتي
بسم الله الرحمان الرحيم
في أهمية إكساب المتعلم
أنواع الأساليب والاستراتيجيات المساعدة على التعلم الذاتي
( مهارات للمتعلم كأدوات عمل ).

تقديم :
من الحقائق التي تفرض نفسها بشكل بارز حديثا ، والتي يمكن رصدها بالنسبة لوثيرة اكتساب المعارف أو المعرفة لدى الإنسان بشكل عام ، والإنسان المتمدرس بشكل خاص ، ما بين تلك التي تكتسب داخل المدرسة وتلك التي يتم اكتسابها خارجها ، هناك حقيقة الفروق الجوهرية يمكن رصدها على هذا المستوى بالنظر إلى التطور الكبير الذي لحق بيئة التعلم مطلقا ، حيث يمكن أن نذكر منها :
1/ هناك الفارق المتمثل في كون التلميذ (الطفل) بإمكانه اليوم أن يتعلم من الوسط الموجود خارج أسوار المدرسة عشرة أضعاف ما تمكنه منه المدرسة بإمكاناتها الهائلة ، يقول البيولوجي جوليان هكسلي < بأن إيقاع التطور المعرفي والتكنولوجي هو اليوم أسرع 100.000 مرة مما كان عليه الأمر في العصور السابقة > ( ) .
2/ أن هذا الفارق يميل إلى الاتساع بشكل متزايد ومطرد .
3/ أن المدرسة لم تجد بعد الإطار المناسب والفعال الذي يمكنها من مجاراة هذا التطور المعرفي الهائل والمتسارع ، الناتج عن التطورات السريعة لوسائل تكنولوجيا الاتصال والإعلام .
وما دامت المدرسة تصر على تركيز نمط تراكم المعارف والمعلومات بشكل بسيط ، من خلال الاقتصار على تعليم المتعلم كيفية تجميعها ميكانيكيا ، بشكل أصبح متجاوزا نسبيا ، وإهمال تعليمه كيفية تحويل تلك المعارف إلى أعمال وإنتاج ، وبالتالي عدم الدفع به بشكل إيجابي وفعال إلى استكشاف محيطه وبيئته ، انطلاقا واعتمادا على الحصيلة المعرفية ، والرصيد المهاري المتوفر لديه ، سواء المكتسب منه ، أو ما توفره له وسائط الاتصال الجماهيري أو غيرها من الوسائط ؛ إذا استمر الأمر على ما هو عليه ، فإنه قد يُحكم بموت المدرسة في طبعتها التقليدية هاته في يوم من الأيام لا محالة .

حاجة الأجيال الصاعدة إلى أدوات إنتاج المعرفة

انطلاقا مما سبق ، فإن الأجيال الصاعدة في حاجة إلى أسلحة العصر الجديدة ، ومفاهيمه السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، وإلى الآليات التي تمكنهم من الحصول على القدرات اللازمة لتحقيق تكيفهم مع المناخ العالمي الجديد بكل أبعاده ، ولكن دون التفريط في الهوية والقيم السامية ، إذ إن < القيم هي الدعامة التي تقف عليها حضارة كل أمة في وجه الأعاصير الهوجاء التي تهب على العالم في القرن الحديث وما يليه ، وكلما ترسخت قيم الأمة و تجذرت في كيان أبنائها ، كلما استطاعت تلك الأمة الوقوف بثبات في وجه رياح العولمة العاتية الآتية لا محالة > ( ) .
إن الثوابت التي ينبغي إقامتها لبناء تعليم يواكب روح العصر ، ولا يفرط في القيم الروحية والحضارية للمجتمع ، تتحدد في تحقيق انتقال نوعي على مستوى نظرتنا إلى الممارسة التربوية التعليمية داخل الفصول الدراسية وخارجها ، وآليات تنفيذها الميداني ديداكتيكيا وبيداغوجيا وإداريا ، وذلك انطلاقا من كون المعرفة مطلقا ذات أبعاد ثلاث : بعد مكاني ، وبعد زماني ، وبعد إنساني ، وهو ما يقتضي على المستوى الديداكتيكي على الأقل :

1. الانتقال من التعليم إلى التعلم .
2. ومن الحفظ لذاته (من أجل الامتحان) ، إلى الحفظ والفهم المعززين بالخبرة والكفاية والقدرة على الاستثمار في الحياة العملية .
3. ومن المعرفة المجزأة إلى المعرفة المتكاملة .
4. ومن الكم إلى النوع المعرفي الوظيفي .
وبناء على هذا التقسيم أو ذاك ، انطلقت الدراسات العلمية للمعرفة بشكل عام ، وللتعلم بوجه خاص ، وارتفعت الأصوات من هنا وهناك ، داعية إلى ضرورة عمل المدرسين على تمكين المتعلمين من أدوات العمل والمهارات الأساسية ، فضلا عن المعارف والمعلومات كوسيلة ، وهذا ما يفسر توجه الفكر التربوي الحديث نحو العناية بتنمية قدرات المتعلمين عبر كفايات تحدد سلفا ، يتم التعاقد بشأنها بين كل أطراف العملية التعليمية بشكل مسبق ، يعملون جميعا على تحقيقها عبر وضعيات ، رغبة في الوصول إلى الجودة ، التي يتم التأكد منها عن طريق التقييم .

نتائج التعلم الذاتي
كقيمة مضافة أساسية في العصر الحديث

يعد التعلم الذاتي من أهم غايات التدريس بالكفايات كاختيار استراتيجي جديد ، ولن يتأتى تحقيق هذه الغاية إلا بتمكين المتعلم من أدوات ووسائل وآليات عمل وتقنيات ومهارات ، و من تم تدريب المتعلم على أن استدمجها ضمن خبراته ومكتسباته بشكل متكامل بواسطة التعليم والتدريب ، رغبة في الوصول إلى الحد المتوسط الذي يضمن إنجازات ملائمة للمطلوب من وراء ارتياد المتعلم للمدرسة ، وبالتالي ضمان مساهمته في تحقيق التنمية عبر تدخلاته في مختلف مجالات الحياة العملية داخل وخارج المدرسة ، وفي حياته العامة مما تتحقق معه غايات وأهداف إنشاء المدرسة .

وقد ثبت ميدانيا أن عدم امتلاك المتعلمين لتقنيات وأدوات العمل الضرورية ، وانخراطهم في العملية التعليمية من أجل الشهادة ليس إلا ، غالبا ما يؤدي إلى نفورهم من المدرسة والتعلم في نهاية المطاف ، وبالتالي عزوفهم عن المشاركة الفاعلة في الحياة العامة ، فتكون النتيجة الحتمية فشلهم في حياتهم الدراسية في الدنيا فضلا عن خسارتهم في حياتهم الأخرى ، وبالنتيجة المنطقية الانضمام إلى طابور العطالة ، فضلا عن مساهمة مثل هذه الاختيارات في إضعاف الثقة في المؤسسة التعليمية .

من هنا يكتسي اختيار التدريس بالكفايات أهمية لا تنكر ، باعتباره اختيارا يركز على تنمية القدرات المكتسبة لدى المتعلم ، ويعمل على إكسابه قدرات ومهارات جديدة ، كما أنها بيداغوجيا تعاقدية بين المتعلم والمعلم على تحقيق إنجازات معتبرة قابلة للملاحظة والقياس ، انطلاقا من وضعيات تعلمية مناسبة متدرجة ومركبة ، مما يضفي على العملية التعليمية طابعا هادفا ، ويرتفع بها قليلا إلى مستوى أكثر عقلانية ، ويجعل المتعلم في نهاية المجزوءات المقررة قادرا على فعل شيء ذي قيمة ، وعارفا به ، وليس مجرد عارف فحسب .
ولا نرى بأسا في إيجاز القول في المفهوم العام للكفاية فيما يلي :

حول مفهوم الكفاية

إن مفهوم الكفايات مفهوم حربائي ، باعتبار المجالات التي يطبق فيها .
فمن خلال تفحص هذا المفهوم ، والحقل الدلالي الذي يحيل عليه ، إننا نحال على شساعة تنقلنا من المفهوم الضيق للأهداف الإجرائية ، إلى أفق يشمل كل مكونات المنظومة التعليمية التربوية ، فضلا عن كل مكونات الشخصية لدى المتعلم .
وهكذا وكما نتحدث حين التطرق لهذا الموضوع عن الكفايات التي ينبغي للمتعلم أن يكتسبها ويستدمجها ضمن خبراته المعرفية والعملية ، يمكننا الحديث أيضا عن الكفايات التي ينبغي أن يتوفر عليها المدرس كذلك ، حتى يتمكن من تحقيق أعلى درجات التواصل الإيجابي مع المتعلم من جهة ، وتحقيق تعامل نوعي إيجابي مع المحتويات التعليمية في صيغتها الجديدة ، التي تفرض عليه أدوارا جديدة ، تحتم عليه علاوة عن توفره على خبرات ومعارف في مجال تخصصه وفي المجال البيداغوجيا والديداكتيك ، التمكن من مختلف التقنيات التواصلية والتكنولوجية الكفيلة بتيسير عمله ، وبالتالي تيسير سبل التعلم الذاتي لتلامذته من جهة أخرى .
كما يمكن الحديث أيضا عن كفايات الإدارة التربوية الضرورية لإنجاح مهام كل من المدرس والمتعلم على السواء ، باعتبارها كفايات تمس كافة الجوانب المتعلقة بتدبير الحياة المدرسية ، وتتعداها إلى محيطها محليا وجهويا ووطنيا ؛ وأبعد من ذلك ، يمكن الحديث عن كفايات النظام التربوي ككل ، من حيث مدخلاته ، وميكنيزمات اشتغاله، ومناهجه وأساليبه وطرقه ووسائله المرصودة لتحقيق الغايات المسطرة ، وبالتالي تحديد مخرجاته والمواصفات الخبراتية والمعرفية المسطرة للمتخرجين من هذا النظام بشكل عام .
هكذا وبهذه النظرة الشمولية ، يمكن أن نلاحظ أننا حين حديثنا عن الكفايات نلفي أنفسنا في الحقيقة في صلب معالجة مسألة التنمية في أبعادها الإنسانية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، وبالتالي نجد أنفسنا مضطرين إلى الانطلاق من المتعلم بكل أبعاد ومكونات شخصيته ، والعودة إليه باستمرار ، وبعبارة أخرى نجد أنفسنا في صلب معالجة سيكولوجيا التعلم في ارتباطها بالفلسفة العامة المتحكمة في توجيه المتعلم ، للمساهمة في عملية التنمية بشكل طبيعي ومستدام ، ومن المهد إلى اللحد كما يقال .

فحينما ننظر إلى المتعلم ، فإننا إما أن ننظر إليه كفرد ووحدة مستقلة عن الآخرين داخل المجتمع ، أي كوحدة لها خصائصها المميزة ، أو ننظر إليه من حيث تناغمه مع هذا المجتمع وفي إطاره باعتباره درة من مكوناته ، وهنا تثار الإشكالية التي لا زالت تدور حولها أبحاث علماء النفس وسيكولوجيا التعلم إلى اليوم ، ومفادها ؛ إلى أي حد تسمح كل زاوية من زوايا النظر إلى المتعلم ، بالتحكم في نتائج تعلماته ومكتسباته بشكل عام وعلمي نوعا ما ، و توجيهها نحو ما يصب في تحقيق غايات التربية أو النظام التربوي ككل ؟ وبعبارة أخرى ، ما هي المداخل السليمة لتحقيق الانتباه اللازم من المتعلم وهو في وضعية التعلم لاكتساب التعلمات ؛ بل ما طبيعة التعلمات المناسبة لتلميذ الألفية الثالثة بكل مستجداتها ؟ .
وتوخيا لإلقاء بعض الضوء على هذا المجال الهام ، مجال الاستراتيجيات المساعدة على التعلم الذاتي الوثيق الصلة بطرق التدريس ، وتنويرا ، بل تحيينا لمعارف شطر كبير من السادة أساتذة مختلف المواد الدراسية ، كما هو الشأن بالنسبة لمادة التربية الإسلامية ، بخصوص بعض تلك الأساليب التي لهم سابق علم بها لا محالة ، ولكن من باب اقتحام الجديد وتجريبه ، ومن أجل دفع ميداني يسعف في مساعدة كل من المتعلم والمدرس على استخدامها كخبرات في حياتهم الدراسية والعملية داخل الفصول الدراسية الموكولة إليهم ، مع مراعاة مستويات المتعلمين العقلية والعمرية بطبيعة الحال ، على أساس الأخذ بالأصلح منها بالتدريج ، وفق ما تسمح به بيداغوجيا الكفايات ، وصولا إلى تحقيقها وإدماجها ضمن خبرات المتعلم ـ والمدرس ـ كتقنيات وأدوات عمل ؛ نقترح فيما يلي بعضا منها على سبيل الاستئناس والمثال لا الحصر :

أسلوب قياس الشاهد على الغائب

وهو الأسلوب الذي تتوقف عليه العديد من القرارات ، وإصدار الأحكام في العديد من المجالات والتخصصات ، والمقصود به في مجال إكساب المتعلم أدوات عمل ، سواء كان تحليلا ، أو استقراء ، أو استنتاجا أو غير ذلك ، هو تبليغ المتعلم وتمكينه من مهارة استخدامه بنسب معقولة ، من خلال وضعيات (أمثلة عملية مثلا) ، ليس على المستوى المعرفي فحسب ، وإنما على المستوى التطبيقي العملي أيضا .
فهي على المستوى الديداكتيكي ، عملية ذات غايتين :
1 / إكساب المتعلم ( نظريا / الفهم ) أركان القياس المعروفة كأسس لأي عملية قابلة له / قياس شاهد على غائب متى اتحدت العلة فيهما ....
2 / تمرينه على استخدامه من خلال أمثلة ( ) ، وتقويم مدى نجاعة ومهارة المتعلم في استخدامه ، للتأكد من استدماجه ضمن خبراته العملية .
ومن بين المجالات التعليمية التي يمكن اللجوء فيها إلى هذا الأسلوب كأداة، هناك مجال معالجة القضايا الطارئة على الحياة العامة المعاصرة ، مما لم يرد نص صريح على حكمه في الشرع أو القانون الوضعي ، ومنها على سبيل المثال قضايا التلوث المختلفة ، والمفاسد الاجتماعية الأخلاقية والاقتصادية ، وبعض نوازل الشأن المحلي ، والجوانب الأخلاقية المرتبطة بتطور العلم بمختلف فروعه ، وبعض آفات العصر الحديث وغير ذلك .

الأسلوب الاستقرائي

ويمكن استخدامه خلال معالجة الوضعيات التعليمية كأسلوب في التحليل ومن بين أهم خطواته :
• تحديد مشكل ما .
• ملاحظة أجزائه ومكوناته وعلاقاتها .
• التجريد المتدرج انطلاقا من الملاحظة المنظمة .
• الاستنتاج .
• التطبيق .
• التعميم على حالات مماثلة من خلال تكثيف الأمثلة وربطها بالوقائع .
ومن شأن اكتساب التلميذ لهذه الآلية أن يسعفه في تحليل ومعالجة العديد من القضايا التي تثار ضمن مفردات الوحدات الدراسية المقررة ، بأسلوب أقرب إلى العلمية ـ ولكن على أساس تمكينه منها بالتدريج ـ ويسمح له باكتساب ملكة النقد والتحليل كمهارات مرغوب فيها ، وبالتالي القدرة على اقتراح حلول للقضايا المماثلة في الحياة العامة ، وبناء المواقف ، والتعبير عنها ، وما إلى ذلك .

الأسلوب الاستنتاجي

ويعد من بين الأساليب المهمة في الحياة الدراسية لكل متعلم ، كما يعد من بين أهم الخطوات الديداكتيكية خلال تقديم محتويات الوحدات الدراسية في مختلف المواد ، وبالتالي فإنه من الأجدى أخذ المتعلمين به ، وتعويدهم على الاستنتاج كأسلوب عمل بعد مناقشة وتحليل مختلف المسائل ، وهي خبرة ضرورية من الخبرات المساعدة على تكوين الفكر النقدي لديهم ، كما يمكن أن تشكل مجالا للتعاون والتكامل بين العديد من المواد الدراسية .

الأسلوب التحليلي :

ويمكن أن يتضمن جملة من المهارات المتنوعة التي ينبغي العمل على إكسابها للمتعلمين ، ليس دفعة واحدة ، ولكن بالتدريج ، وحسب المناسبة ، نذكر منها :
اكتساب أساليب البرهنة والاستدلال :
تعتمد العديد من المواد الدراسية على أساليب البرهنة والاستدلال على مختلف القضايا والإشكالات التي تطرحها في سياق وضعيات تعليمية محددة ، تتساوى في ذلك المواد العلمية والأدبية ، كالرياضيات والعلوم ، أو اللغة العربية والتربية الإسلامية والاجتماعيات ، مع اختلافات نوعية في طبيعة المجالات التي نطلب فيها من المتعلمين استدلالا أو برهنة .
فإذا كانت المواد العلمية تتطلب تطبيقا لقواعد علمية معينة قدمت للمتعلمين بشكل مسبق ، فإن الأمر قد يختلف نسبيا عنه في المواد الأدبية ، كالتربية الإسلامية التي تتطلب الاستدلال بنصوص شرعية أو فكرية على حكم ما أو قضايا أو وقائع معينة ، مما يستدعي تدريب الطالب على أساليب استدلال قد تمايز غيرها ، ومع ذلك يبقى هذا الأسلوب مرغوبا فيه بشكل عام كقدرات ينبغي للمتعلم التوفر عليها ، والتمكن منها .

اكتساب مهارة إنجاز الملفات والحقائب الديداكتيكية
وهي من أهم المهارات التي ينبغي توجيه وتدريب المتعلمين عليها ، وهي عملية مرنة ، ومطاوعة للعديد من دروس الوحدات في مختلف المواد الدراسية، بما في ذلك مادة التربية الإسلامية التي تضمن منهاجها الجديد بعد الإصلاح حصصا للأنشطة ، تشكل في منهاج الثانوي التأهيلي حوالي% 40 ، ومن شأن الاستجابة إيجابيا معها أن يسهم في إكساب المتعلمين قدرا محترما من هذه المهارة الهامة على مستوى الحياة العملية للمتعلمين .

اكتساب مهارة تلخيص نصوص والتعليق... :

وهي مهارة تشترك في صياغتها مواد متعددة أيضا ، وعلى رأسها المواد الأدبية ، ويبقى وجودها ومدى نجاعتها رهن بالفرص التي تتيحها المحتويات الدراسية والوضعيات التعليمية التي تؤطرها في كل مادة على حدة ، لكنها تبقى في النهاية مهارة أساسية للمتعلم على كل حال ، تساعده في التعامل مع القضايا والمستجدات في حياته العلمية والعملية .

استثمار المعارف المكتسبة في مواد دراسية أخرى

وذلك سواء في مرحلة معالجة نصوص الانطلاق على الخصوص ، باستثمار قواعد اللغة العربية ، مثل الميزان الصرفي ، أو بعض قواعد البلاغة كالطي والنشر ، والمقابلة ، والتشبيه ....كما يمكن استثمار تلك المعارف والخبرات أثناء معالجة المعطيات التي تقدم عبر محتويات الدروس المتنوعة ذات الصلة .
كما تسمح العديد من المعطيات العلمية التي يأخذها المتعلم ضمن المواد العلمية على وجه الخصوص بالاستثمار العملي بشكل متقاطع بين المواد الأدبية والتكنولوجية وحتى الشرعية ، وذلك على مستوى العديد من المواضيع والحقول المعرفية ، وهذا يقتضي من المدرس إلمام عاما بمكونات منهاج مختلف المواد الدراسية ، وتنسيقا وثيقا بين مدرسي مختلف تلك المواد لإبراز مختلف التقاطعات الموجودة بالفعل بينها ، مما يساعد على حسن استثمارها ميدانيا داخل الفصول الدراسية مع التلاميذ .

اكتساب خطوات التفكير العلمي

وهي الخطوات التي يمكن أن تؤطر الوضعيات التعليمية بشكل عام ، وتساعد على إيجاد الحلول المناسبة لها ضمن خطوات الدرس ومراحله الأساسية المتعارف عليها ، كما يمكنها أن تستثمر في معالجة العديد من القضايا

وأهم خطوات التفكير العلمي الشهيرة :
• تحديد مشكلة لها علاقة بدرس أو موضوع معين .
• صياغة الفرضيات الممكنة .
• فحص تلك الفرضيات وتمحيصها .
• الوصول إلى استنتاجات وتصنيفها .
• التطبيق .
• بحث إمكانيات التعميم .

اكتساب أساليب وشكليات البحث العلمي
(التوثيق والاقتباس)

كثيرا ما يقوم المدرس بتكليف التلاميذ بإنجاز بحوث حول بعض المواضيع ذات الارتباط بوحدات دراسية مقررة ، لكن الملاحظ على تلك البحوث بشكل عام ، هو خلوها من أبسط تقنيات التوثيق التي تشير إلى مختلف المصادر والمراجع التي يستعين بها التلاميذ في تلك البحوث ، وحتى ندربهم على تقدير الأمانة العلمية في النقل ومختلف عمليات التقميش ، فإنه يبقى من الأساسي تمكينهم من تلك التقنيات بشكل متدرج ـ حسب المستويات العمرية والعقلية ـ حتى تصبح من بين خبراتهم العملية في حياتهم الدراسية كلها ، بما في ذلك الحياة الجامعية والدراسات العليا .

وبصفة عامة ، فإن كل الأدوات والوسائل القمينة بإشعار المتعلم بجدوى ما يقوم به من أنشطة داخل المدرسة وخارجها ، ويجعله يحس بنشوة إزاء إنجازاته الشخصية جراء تطبيق ما يتلقاه داخل أسوار مؤسسته أو خارجها، يبقى من الأمور التي ينبغي إكسابها له بطرق سلسة مقنعة ، وبوسائل أقرب إلى واقعه ، وبالتدريج حسب طبيعة السلك التعليمي المستهدف ؛ على أن سيتحضر المدرس وهو بصدد تقديم مفردات الوحدات المقررة الأنواع الخمسة الشهيرة للكفايات ( ) أثناء العمل على تحقيق الكفايات النوعية العامة والخاصة ، وتفعيلها ما أمكنه إلى ذلك سبيلا ، واستثمار الكفايات الممتدة أو المستعرضة التي تخدمها بعض المواد الأخرى ربحا للوقت ، والأنواع الخمسة المقصودة للكفايات الأساسية هي :
الكفايات التواصلية .
الكفايات المنهجية .
الكفايات الاستراتيجية .
الكفايات التكنولوجية .
الكفايات الثقافية .
كانت هذه بعض الأساليب الديداكتيكية المساعدة على التعلم الذاتي للمتعلم، وهناك لا محالة أساليب أخرى ممكنة التحقيق ، وبطبيعة الحال ، يبقى باب الاجتهاد والتجريب و التطبيق الميداني المنتج مفتوحا على مصراعية أمام المدرسين والمربين في هذا المجال .
هذه نماذج للاستئناس والتجريب الديداكتيكي فقط ، وهناك بطبيعة الحال نماذج كثيرة أخرى أثبتت جدواها يمكن الأخذ بها أيضا ، إذ المجال مفتوح على الاجتهادات ، ويبقى الهدف الأسمى من كل طريقة أو أسلوب تدريس هو الوصول بالمتعلم إلى تملك مختلف المهارات والتقنيات الضرورية ـ إلى جانب المعارف التي تبقى حاملا من الحوامل ـ التي تسعف المتعلم على التعلم الذاتي بعد مشواره الدراسي .
والله الموفق .

ورقة من إعداد :
ذ.التضمين الوفيق لمجلة المدرس
مفتش ممتاز للتعليم الثانوي
منسق مركزي
ماي 2010
Jun:06 Tuesday - 01 June 2010 ·

عن المدرس





آخر تعديل ابن خلدون يوم 2010-06-06 في 00:09.
    رد مع اقتباس