ملحوظة : سبق لي أن نشرت هذا النص تحت عنوان " الجدار الأرعن " ، غير أن الظروف القاسية التي يتعرض لها إخواننا المحاصرون في غزة ، وما لحق بقوافل الحرية التي حاولت فك هذا الحصار الجائر ، اقتضت تعديلات بسيطة وإضافة ، وتعديلا للعنوان ..
*****************************
غـــــــــــزة تحت الحصار
قرار يعانق السماء
يخرق فضاء الأرض طولا وعرضا
جدار ينجب فولاذا
ستار يحجب عورة "رفحْ"
أهو ذبح لإصرار "جميلة"
على رفض الموت عنوانا لتغريدة ؟
أم هو خنق لأنفاس طفلة
تعلي من شأن الجريدة والخبر
منفذا للحياة ..
هدما لأبراج البدخ المشيدة على جزر العُهْر ؟...
ما أشد خصوبة مُناك "جميلة" 1
وأنت تهبِشين اسْتدْرارًا لحليبٍ
لم تجد به أثداء أنفاق...
وأنت تتربصين بنشر قصاصة
لم تعلنها قنوات الأعارب والأعاجم
تأملين أن تكشفي سر من يغتال الأماني
وفضاعات بناة جدران الموت
أيها الحاملون لراية الأمل والحرية
تحلمون بفضح بشاعات مغتالي الأمل
بلا إصغاء لنداء دالية
أو ليمون أوحجرْ ..
ما أجمل الحلم وإن اغتيل فوق سفين الحرية !
ما أبهى عطر أمانيك "جميلة" 1
وما أقسى صمتك أيتها "الجُولان" الأسيرهْ!
ألم يبلغ أنين غزة شغاف قلبك ؟
أيتها الجولان غزة على المذبح
أيتها "المزارع"
أيتها المدن الأسيرة
أيتها الجزر
غزة أرملة
تبكي اليتيمة "رفح"
تنعى الفقيدة "رفح"
ألا أيتها الحناجر الصارخة
غزة تنادي
وهي بين رصاص الحواجز الجدران والغدر :
الكلام فعل وفاعل
والمفعول به غزة
مبتدأ لفعل ٍوإلا
فلا معنى للخبرْ ...
ألا أيتها السواعد المزمجرة انفعالا
غزة في حضن أمها القدس
صمت آذانها عن الصراخ
عن العويل
وأصدرت حكما بإسقاط كل الأقنعة
واحتضان الأدمغة التي
تبدع المحال حلولا
تذيب فولاذ كل جدار
لا مكان في قلبه
لقطرة دم تحمي الطفولة من كابوس حصار
يغتال أجنة الحب
وهن يرضعن أشجار الزيتون
حب الوطن ..
غزة تتوسل أدمغة ونفوسا أبية
تخرق طوقا يكثم أنفاس القطاع والرضع
طوقا يمعن في اغتيال البراءة ..
أيتها الطفولة المحاصرة
انسجمت دماء بأمواه
لا إذعانا لتهديد
بل إمعانا في
فك القيد الحصار ..
محمد الورزازي المحمدي كِرْكاس
***********************
هامش توضيحي -
1 - "جميلة"، هو اسم حقيقي لطفلة فلسطينية بترت ساقاها وساق أحد إخوتها واستشهد أفراد من أسرتها خلال العدوان الهمجي العنصري الصهيوني الأخيرعلى غزة الشموخ ، رغم الحصار ،واسمها الكامل هو : جميلة الهباش .