منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متوكل ابواسامة

أراد الليل الكئيب

أن يغتال وجداني
ويأسر عواطفي
يمزق مشاعري
ويلوث أشعاري
لأعيش
جثة بلا روح
وأتهاوى
في سراديب الضياع
بلا عنوان
ولا عنفوان
صرخت من أعماق الأعماق
وانتفضت
انتفاضة المشتاق
وقلت
لن أركع ماحييت
لك أيها الليل الكئيب
سأنسف كل الخطوب
وأناجي ذاتي
لعلها تتحرر
من جور القيود
وذل القعود
انتفضت أشعاري
واهتزت مشاعري
لتزف
رحيل الليل الكئيب
ومع الفجر الوضاح
تسمو الأرواح
ويتعالى
شدو البلبل الصداح

متوكل ابواسامة

رغم القدرة الخارقة لليل الكئيب ، والمتجلية في محاولته ممارسة جملة من أفعال البطش :
يغتال - يأسر - يمزق ويلوث ، فإن للذات الشاعرة وجدانا ومشاعر وعواطف تترجمها أشعارها .. كعنصر رادع لكل سلوكات الليل الكئيب تجاهها في أفق إسقاطها جثة هامدة في سراديب الضياع .. غير أن الذات الشاعرة انتفضت انتفاضة لم يصمد معها الليل بكآبته وخطوبه وقيوده وذله ، توِّجت بالتحولات التي يصورها الشاعر في المقطع التالي :

انتفضت أشعاري
واهتزت مشاعري
لتزف
رحيل الليل الكئيب
ومع الفجر الوضاح
تسمو الأرواح
ويتعالى
شدو البلبل الصداح
نص يرفع فيه المبدع متوكل أبو أسامة شعار : لا للاستسلام أمام كل ألوان كآبة الليل .. وللذات قدرة هائلة على التغلب على كل ألوان وأشكال الكآبة والخطوب مهما بلغت شراستها ..
استمتعت بقراءة النص والتجول في أرجاء
دلالاته ..