عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-28, 02:25 رقم المشاركة : 4
بوشتى المشروح
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية بوشتى المشروح

 

إحصائية العضو







بوشتى المشروح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عرض المبحث الرابع من الفصل الثاني.


تحية لكل الاخوات و الاخوة الذين يؤسسون لفعل تربوي سيسهم لا محالة في الارتقاء بالمهنة و التحفيز على الابداع و استشراف مستقبل طموح. و اعتذر عن عدم المشاركة منذ البداية نظرا لمجموعة من الالتزامات الفنية التي حالت دون الدخول الى المنتدى، و سأحاول كلما سنحت الفرصة ان ادلو بدلوي في هذا الموضوع المتميز .

النشاط هو فعل و الفعل يدل على حركة و الحركة دليل الحياة ، و بالتالي فكل الانشطة تدل على الحياة ، و لما كان فعل التربية و التدريس مرتبطين بالحياة ، فإن الحياة المدرسية هي نتاج مجموعة من الانشطة ، يمتزج فيها الصفي بالتربوي بالتعليمي فالمعرفي و الوجداني ثم الحسحركي ، لكن الملاحظ ان مفهوم الانشطة تم تقزيمه ليصبح كل نشاط خارج المقرر الدراسي ، حتى يتم تمييزه و استثناؤه من الحصص الكافية له. و الدليل على ذلك ان مثل هذه الانشطة التي نعنيها كانت تسمى بالترفيهية و تم احداث مكتب لها بالنيابات التعليمية سمي بمكتب الانشطة التكميلية ، ليتطور الى الانشطة الموازية ليصبح أخيرا مكتبا للأنشطة التربوية و الاجتماعية و الثقافية. و ذلك بعد ان فرض التطور الثقافي للمجتمع و للمدرسة ضرورة الاهتمام بمثل هذه الانشطة ، إذ لم تعد هذه الانشطة و سيلة لتفريغ الطاقة الزائدة للمتعلم ، او حصة تربوية تبرمج آخر الاسبوع للترفيه عنه ، بل تزايد الوعي بها من طرف القائمين على الشأن التعليمي ، حيث تم الاعتراف بالتربية الفنية و التربية البدنية و التشكيلية و الأسرية و الموسيقية و المسرحية ، و التكنولوجية .... كمواد دراسية تسهم في خلق شخصية متوازنة و تروم الى تحيق نموذج المواطن المأمول.

لكن بالمقابل نجد ان هذه المواد لازالت تسمى بمواد التفتح ، بل يتم تسميتها بالمواد الغير المعممة ، و هذا دليل على عدم تكافؤ الفرص بين المتعلمين في الاستفادة من هذا النوع التربوي .

إن الانشطة التربوية ، هي نتاج نظام تربوي منشود ، و بالتالي فهي مرآة المدرسة التي تعكس أهداف الدولة لتحقيق مشروعها المجتمعي ، و نستطيع القول ان هذه الأنشطة التربوية هي التي تعطي الانطباع و الحكم على ممارسيها بالتميز التربوي ، على اعتبار قلة ممارسيها ، و قلة الاطر المكونة و المكونة ، لذلك نجد شخصا داخل مؤسسة تعليمية يصفه الجميع بالنشيط ، و هو اعتراف و حكم ذاتي على غيره بالكسل و الخمول ، فهل صفة نشيط تدل على التميز ؟ تصعب الاجابة عن هذا السؤال المرتبط بأحكام القيمة ، نظرا لغياب دراسات و ابحاث موضوعية كفيلة بمقاربة موضوعية لمفهوم النشيط/ المتميز. لكن المؤكد ان كل ممارس لهذه الانشطة يروم التميز داخل وسطه ، عن وعي او دون قصد.

لقد ارتبطت كلمة انشطة بالتعاونية المدرسية و بالنوادي التربوية داخل المؤسسات التعليمية ، كإطار منظم و مؤطر لها ، و بالتالي فقد تنوعت الانشطة التربوية لتشمل كل المجالات التي تحتضنها التربية و العلوم ، نوادي(الدين الاسلامي، الاستماع ،المواطنة ، حقوق الانسان ، البيئة ، المسرح ، السينما ، الاذاعة المدرسية، المراسلة ، جمع الطوابع و النقود ، المجلة الحائطية و الورقية و الالكترونية ، الاعلاميات ، الرياضة ، التشكيل و الاعمال اليدوية ، التقنية و التكنولوجية ، المرأة و الاسرة ، الموسيقى و الرقص ، التضامن و التكافل ، الاداب بفنونه ، العلوم ....) و بالتالي فنظرة خاطفة على هذه النوادي تجعلنا ندرك صعوبة الاحاطة الشاملة بكل العناوين ، لانها مرتبطة بالحياة و بحاجيات رواد كل مؤسسة ، بل نجد داخل بعض المؤسسات تخصصات كثيرة في موضوع واحد ، فهناك مؤسسة تجعل من مشروعها هو الحفاظ على البيئة ، مما يجعل نواديها تتخصص في هذا الموضوع لتصبح : نادي الشجرة ، نادي الازهار ، نادي الصبار ، نادي الاعشاب الطبية ... او نجد نوادي كلها تصب في الاداب كنادي الشعر و نادي القصة و نادي الزجل .... او نوادي دينية كنادي علوم القرآن و نادي السيرة و نادي الاحاديث النبوية .....

و امام هذا التنوع يمكننا ان نلاحظ انه بإمكان اي شخص ان يمارس هذه الانشطة حسب امكانياته و مؤهلاته و استعداداته ، و بالتالي فصفة التميز و صفة النشيط (ة) تصبح متجاوزة عند ممارسة هذه الانشطة التربوية.

بقلم - بوشتى المشروح -

فاس في 28/05/2010 على الساعة 3و 20 فجرا

سأحاول تكملة الموضوع غذا ان شاء الله





    رد مع اقتباس