عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-20, 14:30 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

a9 تحرير الرياضيات من الاستغبائية التقناوية/بوجمع خرج


تحرير الرياضيات من الاستغبائية التقناوية



إلى المجلس الأعلى للتعليم بالمملكة المغربية
اعتقد أن تدريس الرياضيات منذ ألما قبل مدرسي إلى الثانوي إلى الجامعي يحتاج هندسيا إلى تكاملية تشكيلية لتوجيه التعلمات إلى عمليات الذكاءd’intelligence processus لتفادي الاستنساخ الصوري الذي قد يؤدي إلى الاعتماد على الحفظ أكثر من الفهم العميق والشامل. أقول التشكيل لأن رسم الأشياء- بعيدا عن التعبيرية الساذجة - هو بالضرورة ملاحظة و ترجمة العلاقات المنظمة للأشياء وفي ذلك تطبيقات تشكيلية- رياضياتية و رياضياتية- تشكيلية في الابتدائي من حيث توظيف عناصر الأشكال الهندسية أو الأشكال الهندسية المستوائية او الفضائية و كذلك في الإعدادي بالاشتغال على الجبري والهندسي في التحاكي والدالة في علم المنظور بل وحتى في الثانوي بالاشتغال على المبرهنات في هندسة المخروط وتجسيد هندسي للمتجهات في هندسة الفضاء... وذلك لأجل إكساب المتعلمين قدرات في الهندسة بما يليق وتنمية كفايات أعلى أو معقدة في منحى الإتقان علما أن هذا المفهوم (الإتقان) يحتاج إلى إعادة النظر في بيداغوحيا الإدماج كما جاءت بها مصوغة تكوين المدرسين بالمغرب . فأما عن التعليم ألما قبل مدرسي فثمة حديث لا زلت لم أحيطه تصورا ولكن عموما إن التشكيل في هذا المستوى يساعدنا على تشخيص مستوى النمو العقلي علاقة بنمو الدماغ بيولوجيا وكذلك الإدراكي والتصوري وهو ما يسمح بمراقبة الأطفال وتوجيههم تربوي وتنشيطيا.. وحاليا أفكر في اقتراح عملي للمربيين في بداية السنة القادمة.
ولكن طبعا هذا يتوقف على فهمنا للمواد التي ندرسها علاقة بالمفهوم الكفاياتي والإدماجي و ادواتية الموارد وكيفية توظيفها. وفي هذا السياق فإن الإنشاءات الهندسية التي يراد تحقيقها في الكفايات الأساس لدى المتعلم قد تدمج بشكل وظيفي إذا هي تجسدت في أعمال يشتغل بها وليس وفقط يشتغل عليها وذلك في تناوب بين التحليلي والتركيبي حتى تتم مخاطبة تفكيره في عمليات الذكاء.
إن هذا يستدعي استحضار فطرية الحساب لدى الإنسان - سأعود لها لاحقا - وربما مخلوقات أخرى تشبهه بمعنى أن الرياضيات ليست صعبة ولكننا نحن الذين نجعلها صعبة. لذلك فالأهم بالنسبة لي في هذه المداخلة هو الحث على النظر إلى المفاهيم الرياضياتية في النشأة بين العلوم الكونيتيفية والعلوم الثقافية والتي لا اقصدها في إعادة السرد الخبري ولكن لإعطاء ألما بين ذاتية حقها التاريخي في تطوير المفاهيم الرياضياتية وليس هذا أيضا للقبول المبدئي وفقط ولكن للتنفيذ الفعال خاصة وأننا عادة ما نتمسك بتحليل كونيتيفي متصل بأسس حركية الإدراك والتصور أو بتحليل الظواهر حيث تتجسد الأجسام. هكذا ديداكتيكيا وإدماجيا يمكن توقع انبثاق المفاهيم الرياضياتية عند المتعلمين من خلال ميكانيزمات كونيتيفية يفترض الاشتغال عليها لأنه أولا وان صحيح هناك فطرية حسابية إلا أنها لوحدها كميكانيزم غير كافية لتوليد مفاهيم حسابية لذلك وجب ربطها بآليات أخرى ثانيا هناك أنماط كونية للصورة تتم عن نظام كوني للعلاقات المكانية أو الفضائية تتحلل في صور الخطاطات ذات طبيعة جيستالتية هي في الآن نفسه إدراكية ومفاهيمية بحيث يصبح ممكنا استنتاجات لا تحتاج إلى المرور عبر الرمزي. ثالثا هناك ميكانيزمات مجازية في كونيتها كونيتيفيا - ليست وفقط مختصرة على الكلام- إنما هي فكر وتفكير.
وفي هذا السياق تأتي الاستعارة في الرياضيات كعمل مفاهيمي تربط بين مختلف المفاهيم وإن صحيح أن هذه المقاربة مشوبة بعيب انتقد به منظريها السيدان لكوف ونينييز لكن إذا الرياضيات تفسر المفاهيم بحيث كل تفسير يجدد معنى هذا المفهوم بإعادة بنائه كاملا فإن التشكيل يحث المتعلمين إدماجيا على الإحاطة ببناء المفهوم من زوايا متعددة.
لا أريد أن يفهم أني اتمم نظرية" لكوف" و"نينييز" ولكن أجد في التشكيل تجاوزا للنقص الحاصل لديهما بما يليق وتنمية الحدسية التي هي إحدى مسلمات الديكارتية والتي أكدها "ستانيسلاس ديهاين" في حديثه عن الحدسية في الرياضيات لدى الرضيع نظرا لوجود نورونات حسابية. وعلاقة بهذا التوجه تأتي الأدوات الهندسية التي بدورها تحتاج إلى ممارسات إدماجية وظيفيا منذ الما قبل مدرسي لدعم العموديات ... وطبعا في المستويات الأخرى بدل أن تبقى أداة محنطة ومنمطة على استعمال شكلي علما أن الهندسة لكلاسيكية اعتمدتها بشكل مؤسس. وبمسؤولية إمبيريقية أؤكد عل أن الاستعمال الوظائفي للأدوات الهندسية سيجعل المتعلمين قادرين على إدراك مبرهنات بيتاكور في الإعدادي بشكل إدماجي مفاهيمي وتحليلي وإجرائي... وعلى ذكر التجربة لقد سبق لي وأن صادفت التلاميذ في السنة الثامنة والتاسعة إعدادي بشكل معتاد لا يجيدون استعمال الأدوات الهندسية ولا يفهمون الفضاء هندسة يتم توجيههم إلى العلوم وقد طلب مني كم من أستاذ الرياضيات كيفية شرح مبسط للتلاميذ في شأن التغيرات الفضائية التي تطرأ على الأشكال علما أن هذه الإعاقة تسبب للمتعلمين استغبائية غير لائقة أو كما يقال باللسان الدارج "دمغية" التعامل مع العقلاني.
فإذا اعتبرنا الإدماجية بمفهومها العريض يمكن القول على أن الكفايات الهندسية تعني أيضا معرفة خارج عن المادة الرياضيايتية وطبعا لا اقصدها هنا في ما يصطلح عليه بالكفايات المستعرضة ولكن من حيث هي ترابطات معرفية تجعل المتعلم يرقى بالكفاية المكتسبة وينمي الموارد من خلال تطويره أدواتية الهندسة في معرفة الفعل في سياق ثقافة وطنه وموروثه الحضاري. وأذكر على سبيل المثال البيتاغوريات عند المصريين وعند البابيليين قبل بيتاغور واعتقد أن المعمار الأصيل المغربي كالقصبات... فيه نزر من ذلك الكثير.
ربما تبدو المسألة فيها انسياب رياضياتي على شاطئ التاريخ ولكن حينما نتجول في بلادنا بعين مارست الإدماجية الرياضياتية في التشكيل فإننا سندرك لماذا ثقافتنا العلمية وموروثنا المعماري والصناعي بقي محنطا في عقليات مستنسخة بقي أسيرا لثقافة تقليدية تنتزع الشباب من هويته وأصالته في غياب تلعيم رياضياتي متكامل أو لنقل تربويا مذمج.
* بوجمع خرج مؤطر بمركز تكوين المدرسين





    رد مع اقتباس