المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشدية جابرية
[center]
أخي الفاضل خالد السوسي، شكرا وما مقالي إلى مساهمة في التخطيط لمشروع عملي لمحاربة هذه الظاهرة.
طبيعة تعاملي مع المقال الأصلي الذي كتبته مشكورا هو تعامل مع إشكال حقيقي ينبغي له تخطيط ودراسة متأنية لا مجرد كتابة مقالات وردود لإعفاء العقل من مسؤولية ثقيلة جدا تجاه مجتمعنا.
لذلك كما قلت أخي في تعقيبك، مقالي كان محاولة لتفكيك بنيةالتفكير لدى المتبركين بالأولياء، ليس مجرد تفكيك من أجل التفكيك، أو من أجل الرد على مقالك، إنه تثمين لمقالك، ومساهمة متواضعة لكي يصير موضوعك موضوعنا مشروعا عمليا نقوم به بحكم موقعنا -جميعا- في منظومة الترية والتعليم، وبـحكم تواصلنا مع التلاميذ و مع أسرهم، إن مسؤليتنا مضاعفة أخي الفاضل، مضاعفة لأنها على مستويين:
أولهما: تبسيط مفاهيم الدين، ومفاهيم التوحيد للناس، تبسيط الخطاب الديني لأن مستويات الخطاب تختلف، ومرجعيات االمخاطب والمخاطب تختلف، إن أما أو جدة مسكينة لم تنل حظها من التعليم، لا تفهم خطابك حول التوحيد ومعرفة الله ومعرفة صفاته، لذلك نبسط المسائل رحمة بها ، وبمجتمعنا، رحمة بها كإنسان ، لأن العدو الأول هو الجهل، وليس الشخص الجاهل.
ثانيهما:نشر العلم الصحيح لكن قبل ذلك إفراغ العقل من التفكير المزيف، إن عقلا مشبعا بالخرافة لا يتسع للعقيدة الصحيحةإلا إذا أفرغناه من هذا الاعتقاد الزائف الذي يزاحم نور الحق.وهنا أعود لمسألة الاستدراج بالمنطق التي أشرت إليها سابقا:
لا نهاجم معتقدات هؤلاء وإنما نفرغها من المعنى الداخلي لها كي تتلاشى قيمتها في أذهانهم، أعطي مثالا على ذلك:
سؤال:
1/ماالذي يوجد داخل هذا الضريح؟
طبع نتوقع الاسم:
2/ هل فلان إنسان مثلنا؟
3/ هل هو ميت أم حي؟
آه ميت.
إذن لا يستطيع التحرك.
4/ كيف يمكنه تزويج فلانة؟
ستبدأ مسألة الحجة: لقد تزوجت بنت فلانة بعدما زارته.
5/ هل رأيته قام بتزويجها أو حضر عرسها؟ههه
طيب أنا أريد منه الآن 10 آلاف درهم؟ أريدها الآن لأن علي دينا؟
لحظات صمت أو حيرة أو ارتباك، دعاء غريب.إن الإحضار المادي للشئ في الحال مع سير الاسئلة منطقيا سيربك تفكير المتبركة أو المتبرك بولي، لا ننتظر اعترافا لأن طبيعة الكبير في السن الإصرار أحيانا، لكن بكل تأكيد ستحدث خلخلة بداخله، وإذا تخلخل ذلك اليقين بقدرة الولي، سهل فيما بعدها الانطلاق في بناء عقيدة صحيحة سليمة قائمة على التوحيد وعلى الاستسلام عن وعي و إيمان لله الواحد الأحد، بناء للعقيدة بأسلوب الرحمة والشفقة على خلق ضعاف قد تحبط أعمالهم بسبب الشرك، رحمة بالناس انطلاقا من سيرة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، واستحضارا لنفسه السمحة الكريمة المحبة لخلق الله.
لكن يبقى التساؤل:
من يفكر في النزول إلى الوسط الشعبي ليحاور الناس بالحكمة والموعظة الحسنة؟
من يتخلى عن قلمه النير ويتنازل ليبسط المفاهيم للناس؟
من يتعب عقله بالتفكير في تقنيات التواصل مع ناس لم ينالوا حظهم من العلم؟
هنا الإشكال.