عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-18, 01:31 رقم المشاركة : 1
mustapham
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية mustapham

 

إحصائية العضو








mustapham غير متواجد حالياً


وسام المراقب المتميز

افتراضي حكايات مثيرة لنجوم ومشاهير أجانب حصلوا على الجنسية المغربية




في الوقت الذي كان يبدو السعي إلى الحصول على الجنسية المغربية بالنسبة لبعض الأجانب ضربا من الحلم العصي على التحقق، كانت تمنح لأشخاص آخرين ، خاصة من الشخصيات

التي استقرت أسرها في المغرب منذ عقود و أصبح لها حضور وازن في البلد الذي تبناها، أو تلك التي حققت إنجازات لفائدة المغرب واستحقت أن تستفيد من تلك الجنسية. غير أن العديد من الذين اختاروا الجنسية المغربية، و الذين كان لهم باع طويل في المجالات التي اختصوا فيها، فعلوا ذلك بعد أن ملك عليهم البلد قلوبهم و أدركوا أن مصيرهم مرتبط بمصير ناسه، فتخلوا عن الامتيازات التي كان يمكن أن يستفيدوا منها لو أنهم حافظوا على جنسيتهم الأصلية.. أولئك تركوا أعمالا خالدة ساهمت في بناء البلد و إلهام الكثيرين سبل الوفاء و النجاح و التضحية في سبيل الوطن، فقد اعتبروا تلك الجنسية عربون محبة و اعترافا بأياديهم البيضاء على البلد الذي تبناهم فبادلوه الحب و الوفاء.

رغم أن الملك الراحل الحسن الثاني أوصى وزيره إدريس البصري بمنح «المهدي» فاريا، المدرب السابق للمنتخب الوطني المغربي، الجنسيةَ المغربية، فإن أمرَ هذه الجنسية ظل معلقا، بعد أن انتصبت عراقيل في وجه هذا «الامتياز»، الذي ظل الملك يقدمه للمدربين الذين ساهموا في تألق الرياضة المغربية في المحافل الدولية، وخاصة في كرة القدم. ومن أبرز العراقيل التي انتصبت أمام هذه «الهبة الملكية» كون فاريا متقاعدا من شركة برازيلية لاستغلال الحقول النفطية، ويتقاضى تعويضا ماليا، أصبح مهدَّدا بالتوقيف بعد «الحصول على جنسية بلد آخر».. في ظل هذا الوضع، اضطر المهدي إلى التشبث بجنسيته البرازيلية، إيمانا منه بمبدأ «قليلْ ومْداوم ولا كثيرْ ومْقطوعْ»..

حكاية فاريا مع الجنسية المغربية بدأت تكبر منذ أن تحول إلى صانع أمجاد الكرة المغربية، في مونديال المكسيك سنة 1986، حيث تم الاحتفاء به كما يُحتفَى بالأبطال القوميين، وكرس انتماءه وحبه للمغرب، بعد أن تزوج بسيدة مغربية رزق منها بولدين، وقبل أن يعقد قِرانه عليها اعتنق الديانة الإسلامية وتحول اسمه من «خوصي» إلى «المهدي»... يعتبر المهدي فاريا من المدربين الذين وقعوا على حضور متميز عبر تاريخ الكرة المغربية، في البداية مع فريق الجيش الملكي وبعدها مع المنتخب المغربي، ومع أندية أخرى كأولمبيك خريبكة وشباب المسيرة والمغرب التطواني، حيث كان مقرَّبا جدا من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي أصر على التعامل معه كمواطن مغربي يستحق الجنسية الفخرية. لعب الحسن الثاني دورا كبيرا في صنع شخصية المدرب فاريا، فهو الذي اختاره مدربا للجيش الملكي سنة 1983، بعد أن اشترط الملك أن يكون المدرب برازيليا، علما بأن المنافسة حول المنصب جمعت ثلاثة مدربين من «أرض البن والصامبا والكرة».. ويبدو أن الحسن الثاني قد أُعجب بالمسار المهني لـ«خوصي»، الذي أمضى ثلاث سنوات في قَطر تسهِّل اندماجه في محيط عربي إسلامي.

يقول فاريا في أحد حواراته السابقة مع «المساء» إنه رفض اعتناق الديانة الإسلامية في قطر، رغم أن أحد الأمراء هناك وعده بمبلغ مالي كبير مقابل اعتناق الدين الإسلامي: « أثناء استقراري بالمغرب، انتبهت إلى أن الدين يتم إدراكه بشكل مختلف وتتجسد داخله مظاهر تسامح الإسلام بكافة المعاني، ودون مال أو ضغط، اتخذت القرار الصائب في الوقت المناسب، بعد أن التقيت مغربية أصبحت في ما بعد زوجتي وأم أبنائي».

راهن الحسن الثاني، قيد حياته، على المدرب البرازيلي، وظل خطُّ التواصل بينهما مباشرا، حيث كان يرسل في طلبه ويناقش معه مجموعة من القضايا ذات الارتباط بالمنتخب الوطني ويحرص على مخاطبته باسم «المهدي»... يقول مصدر تقني عاش مع فاريا فترة طويلة على دكة البدلاء إن الحسن الثاني هو أول من اقترح تجنيس المدرب البرازيلي، أثناء حفل استقبال في قصر فرساي في باريس، أثناء عودة فريق الجيش من غينيا، متوَّجاً بكأس إفريقيا للأندية البطلة.. هناك وزع الملك قطع شوكولاطة على كل لاعب، وبعد أن هنأ الوفدَ على الإنجاز الأول من نوعه في تاريخ الكرة المغربية، قال لفاريا: «إنك مواطن فخري مغربي»، ودعاه إلى مكتبه ليسلمه مبلغا ماليا في ظرف، قال فاريا حينها إنه جاء بناء على ملتمَس للملك باقتناء منزل في ريو دي جانيرو.

لم تنقطع الصلة بين الرجلين، وظل هاجس الجنسية يخيم على اللقاءات التي كان أغلبها يتم في مسالك الغولف الملكي في «دار السلام» في الرباط، إذ كان السؤال المألوف للملك هو: «هل اندمجت في المجتمع المغربي بشكل نهائي؟».. في إشارة إلى اعتناقه الديانةَ الإسلامية وزواجه من مغربية وانخراطه في الطقوس الجديدة.

لم يقطع فاريا الصلة بالبرازيل، فله ابن هناك من زوجته الأولى ظل يتردد عليه، بعد أن ضاق به الحال والمآل، وأصبح زبونا دائما للأطباء، كما أنه يشعر بالغبن حين يستحضر درجة الجحود التي قوبل بها من طرف جامعة كرة القدم أو من طرف إدارة الجيش الملكي التي كانت ترصد له مبلغا هزيلا قدره 2000 درهم شهريا، وهو راتب مستفز يضمن به الاستمرار في الحياة، متجرِّعاً الآلام في صمت.

يقول أحد رفاق فاريا، وهو من المدربين الذين عاشوا معه الحلو والمر، لـ«المساء»: «ما الجدوى من جنسية مقرونة براتب لا يتجاوز سقف الحد الأدنى للأجور»؟!..

حسن البصري/المساء





التوقيع


هل جلست العصر مثلي ... بين جفنات العنب
و العناقيد تدلـــــــــــــت ... كثريات الذهب

    رد مع اقتباس