بسم الله الرحمان الرحيم فكرت كثيرا وأحببت أن يستفيد القراء من بحوث الطلبة الجامعيين ، فقمت بقراءة بعضها ونقحتها ولخصتها دون أن أمس جوهرهاوقيمتها ولبها والله المستعان . هذه قراءة في بحث الطالبة مريم صماد الذي يدور محتواه حول القيم الأخلاقية ، والتي من بينها التقوى والصدق والصبر والعدل وسنقتصر في المرحلة الأولى على الميزتين الأولتين . شاء الله سبحانه وتعالى أن يجعل من خاتمة رسالته السماوية على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، رسالة أخلاقية تجسد القيم المثلى للبشرية وتثبت هذا القيم من خلال المنهج القرآني الذي يمدها بخيوط التواصل بربها والذي يمدح نبيه صلى الله عليه وسلم من خلال كتابه العزيز ''وإنك لعلى خلق عظيم''.لأنه عليه الصلاة والسلام جاء مبلغا ومربيا وقدوة حسنة لجميع الخلق ، لكونه بلغ مستوى تربويا عاليا أهله لأداء رسالته وتأكد هذا من خلال قوله عليه السلام 'إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق'. والخلق عبارة عن هيئة للنفس راسخة يصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر ورؤية ومن الأخلاق النبيلة نجد التقوى وهي الفضيلة الذي يريدها القرآن الكريم أن نتحلى بها لكي نستطيع أن ننظم علاقتنا مع أنفسنا ,مع ربنا عز وجل والتقوى هي خير ذخيرة يذخرها المؤمن لنفسه وأولاده من بعده ، وخير ما يتزود به المسلم العاقل لأنها كنز عظيم وخلق نفيس وجوهر شريف وفوز كبير جمعت خير الدنيا والآخرة ''وتزودوا فإن خير الزاد التقوى'' البقرة 196. والفضيلة الثانية هي الصدقالذي يعتبرمقدمة لجميع أنواع الخير وهاد إلى ضروب البر، فهو الخلق الأساس الذي يعطي لكل قول أوعمل ظاهر أو باطن ، قيمته في ميزان الله سبحانه وتعالى ، بل هو المعنى الجامع للأخلاق والآداب التي دعا إليها القرآن العظيم ، ومن ثم فإن قيمة الصدق قيمة أخلاقية كبرى من قيم المنهج القرآني وفضيلة من الفضائل التي تهواها النفس الإنسانية ، إذ تعزز بأخلاقها إيمان المؤمن ، ومتى فقدت في المجتمعات بزغ مجتمع الكذب والكذب رذيلة مقيتة ، وأصل كل جلاء ، وسبب كل فساد ، وإنه ليهدي إلى الفجور ويسوق إلى التمرد على القوانين وهتك الحرمات ... وكما جاء في كتاب الصدق ص7 ''الصدق مع الله يثمر الإخلاص والورع والتوكل والخوف والرجاء ، إما الصدق مع النفس فثمرة الزهد والحياء والتولضع والإجتهاد ''. بقلم الأستاذمحمد محقق إلى اللقاء ونلتقي بحول الله في رحلة ثانية من قراءة في بحوث الطلبة الأعزاء