عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-17, 14:20 رقم المشاركة : 1
السعيد
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية السعيد

 

إحصائية العضو







السعيد غير متواجد حالياً


افتراضي الكرة الرودانية





لازالت الكرة الرودانية، بالرغم من مرور أزيد من ثلاثة قرون على اختراعها، محط اهتمام العديد من علماء الغرب في أبحاثهم و مقالاتهم العلمية داخل حرم الجامعة.
بالطبع ليس المقصود هنا كرة القدم، أو غيرها من كرات الألعاب الجماعية، إن كرتنا كرة خاصة لها من المواصفات العلمية و الوظيفية و التقنية ما يؤهلها لتتبوأ الدرجة العليا في مصاف الاختراعات التاريخية التي كان لها وقع خاص في تطور علم الفلك، إنها الكرة المنسوبة إلى العالم الرياضي الفلكي ابن سليمان الروداني، فمن هو هذا العالم الجليل؟ و ماهي هذه الكرة التي عرفت في المشرق، أيام كان الروداني مقيما بالمدينة المنورة، بالكرة الرودانية.
ابن سليمان الروداني:
هو محمد بن محمد بن سليمان الروداني العالم اللغوي الفقيه الفلكي، ولد بمدينة تارودانت جنوب المغرب سنة 1627 م، و تابع دراسته بدرعة و سجلماسة و مراكش، و أخذ عن علماء الجزائر و مصر و الشام، و مكث حينا من الدهر بمكة و المدينة و القسطنطينية عاصمة الخلافة العثمانية آنذاك، و توفي بدمشق سنة 1683 م
برع الروداني في علوم المنقولات و المعقولات و كان له فيهما صيت ذائع شهد به تلامذته و معاصروه، و منهم الرحالة الشهير أبو سالم العياشي الذي لازمه سنة كاملة بالمدينة المنورة.
له من الكتب:
· جمع الفوائد من جامع الأصول و مجمع الزوائد
· بهجة الطلاب في العمل بالأسطرلاب
الكرة الرودانية:
و هي كرة فلكية دقيقة يعرف بها التوقيت في سائر البلدان، و تغني عن كثير من الحسابات و الآلات الهندسية، و قد ألف الروداني رسالة يشرح فيها استعمال هذه الآلة سماها "الناقعة على الآلة الجامعة" جاء في مقدمتها:
"أما بعد فإن من فيض سنن الله التي لاتحصى، و إغداق أوابل مواهبه التي لا تستقصى، أن ألهمني لوضع آلة يستفيد بها إن شاء الله في علمي الهيئة و التوقيت من القاصرين أمثالي، و يجمع بها ما تفرق في جميع الآلات من أعمال الأيام و الليالي، ومن أحاط بها علما أغنته عن المجسطي في التعليل و البرهان، لأنه غيب و هي شهادة و ليس الخبر كالعيان".
و يرجع الفضل في نشر رسالة الروداني، بعد أن كانت مركونة في مكتبة الزاوية الحمزاوية، إلى الباحث الأستاذ شارل بيلا من جامعة السربون الذي عمل كذلك على إعادة تركيب الكرة الرودانية مستعينا بأساتذة مختصين و معتمدا على وصف الروداني لدقائقها و جزئياتها.
و مهما قيل عن الكرة الرودانية، فإنها تبقى مدينة لنا بالكثير، و تدعونا إلى نفض الغبار عنها لتستعيد عافيتها و حيويتها، و لتسترد مكانتها و دورها الريادي كرمز للعطاء العلمي، و لتظفر بجزء يسير من الاهتمام الذي نوليه لبقية الكرات إعلاميا و ماديا.
محمد سرتي – تارودانت





    رد مع اقتباس