عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-15, 01:18 رقم المشاركة : 35
oustad
هيئة التشريع سابقا
مراقب عام سابقا
إحصائية العضو







oustad غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الشرك في بلادنا حقيقة خطيرة مريرة


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشدية جابرية مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
كما قلت أعود للموضوع بالتفصيل
وسأبدؤه بصيغة أفضل من التي ضاعت:

ما هي فكرة التبرك بولي عند الناس؟
إنها شقان متلازمان:
* أولهما نفسي محض : يتعلق بحالة اليأس الشديد التي يوجد عليها الطالب للبركة: يأسه من حصول الشفاء، أو يأسه من حصول أمر ما بصفة عامة، ولن تجدي في هذه الحالة المواعظ لأن الشخص نفسيته منهارة لأقصى حد حتى ولو كان مثقفا واعيا، إنه يأس يشل مسألة التفكير، إنه بحث عن حل بأي ثمن، وهنا تكون للمعالجة النفسية أو السلوكية نفعها بموازاة مع النصح اللين المبني على الاستدراج بالمنطق*
وسأعود لهذه النقطة لاحقا.
2/ الشق الثاني:تغييب التساؤل الفطري لدى الإنسان، تساؤله تساؤلا عاديا من قبيل: لماذا هذا القول وليس هذا الآخر؟ ولماذا ستنفعني هذه الطريقة دون غيرها؟ كيف ينقذني إنسان ميت وهو لا يبدي حراكا؟ طبعا نتخيل الأسئلة باللغة الدراجة؟.ليست المشكلة في الأسئلة ذاتهاإنما في توارث عادة اللا تساؤل، وتقديس الأشخاص وأقوالهم أيا كانوا. تنضاف إليها طبعاالأمية المعرفية المحضة البسيطة عادة، وحتى تلك العالية وهو ما يركب جهلا على مستويين:
الجهل الذي يجعل كل فرد بسيط يضع هالة مجردة على الشخص تتوارث وتتضخم من أذن إلى أذن، وحين يتصادف الأمر مع أشخاص ذوي سمات شخصية تضخم الأمور* يصير الأمر حقيقة مطلقة ثابتة لن يغيرها قول داعية، أو موعظة فقيه ، لأن هؤلاء الأشخاص اقترن في مخيالهم البشري بالمقدس، وكأنه- بالنسبة لهم- أمر واجب حتمي- احتراما لولي الله. إن أصعب ما في هذا الأمر أن يقترن الديني بالبشري لدرجة القناعة لدى شخص لا يمتلك رصيدا كبير من لاأقول التدين وإنما الدين كمعلومات. مع أن الأمر في حقيقته أن هؤلاء الأشخاص موتى وأن الحقيقة المادية الباقية هي ما تبقى من عظام لا حول لها ولاقوة.
إن الولي في ذهن المتبرك هو
:الولي= بناء مصبوغ :يتوفر به المبيت أحيانا، إنه مريح أصلا لأنه مثل صالون أرضي مفروش، وهذاتأثير بصري+ قصص ومرويات مضخمة+ قدرات هائلة.
إنه- أي المتبرك - ينسى تماما رمزية الجسد المدفون في القبر.إنه أمام طاقة هائلة صورتها نفسه كحيلة دفاعية* للتخلص من اليأس النفسي.
إن هذه الفئة من الناس فئة معذورة لجهلها ولطبيعة تربيتها، وهشاشة نفسيتها في مواجهة المشاكل.
إن فكرة البشري" المقدس تستقي نبعها من غلاة الصوفية وهو الذي يحيلنا إلى الجهل "الواعي" أو علم الجهل كما يتنزل على فهمي اللحظة.
علم الجهل او التجاهل الواعي:
وهو الفئة التي درست الدين لكنها غالت كثيرا في تقديس المشايخ العلماء لدرجة أنها ألفت كتابات غريبة جدا، عن ذاك الذي صار نورا، وذاك الذي طار في الهواء وكلها أفكار مستقاة من فكر الروح، والحلول، والجوهر ، والفناء في ذات المحبوب.
إن هذاهو الإطار العام لعلم الجهل، علم يؤسس الوساطة بين الله والعبد و يشرعنها، والمؤسف أن كتبا كثيرة تتناوله و قد انتشرت مضامينها فانتقلت من روايات كتب إلى روايات ثقافة شعبية تمتزج بروايات النوم للأطفال ليشكل في المخيال الشعبي تناصا بين الديني والخرافي.
وبعد، ألا ترى معي اخي القارئ ،أنه بدون تفكيك لأسس البنية الخرافية في المعتقد الشعبي، سيكون عبثا محاولة محاربتها بخطب منبرية.
إن المسألة لمعالجتها تستدعي مقاربة شمولية، تقتضي مقاربة دينية واعية ومتكاملة مع المقاربة النفسية للموضوع لأنه لا يمكن فصل الديني عن النفسي ولا فصل النفسي عن الروحي، إن الروح المشبعة بالايمان تستند على دعائم نفس سليمة يقودها عقل مستنير بالتدبر في آيات الله الكونية، عقل لا يتجرد من السؤال ومساءلة كل موروث بشري كي لانقع في أي نوع من انواع الشرك ومظاهره المختلفة والتي تتجدد باستمرار بتجدد موضوع التقديس.
والمعنى هنا يحيل على الشرك الفكري:
*يتبع*
شلا زموري

تحليل فلسفي متميز.
نافذ و في الصّميم.
لا يسعني إلا التنويه بهذا المجهود الفريد.
مشاركتك تستثير التفكير الفلسفي، لي عودة إلى الموضوع، للمزيد من الإضافات.
مودتي.





التوقيع

هدية لسعيدة السعد، وفضيلة الفضل، ألف مبروك على الشفاء.
http://www.youtube.com/watch?v=g-i3X...eature=related

لِأَجْلِكِ الرُّشْدُ، شِعِرٌ جابِرُ *****عقْلٌ رَزانٌ، وفِكْرٌ عامِرُ.


صَدْعًا بِحَقٍّ، بِصَوْتٍ جاهِرُ *****صُبْحًا بِجِدٍّ، وَ ليْلًا ساهِرُ.

بِنْتُ الرّشيدِ ابنِ رُشْدَ سُلالةً*****أيْ، جودُ عِلْمٍ، حِجاجٌ باهِرُ.

~ La Femme est un homme amélioré ~
    رد مع اقتباس