عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-12, 18:36 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي لسان الحال : السكيزوفرينيا المدرسية


لسان الحال : السكيزوفرينيا المدرسية

المشهد الأول :حصل أحد التلاميذ على علامة جيدة في مادة التربية الإسلامية، و لكن في إحدى لحظات البوح العفوي بالخطايا ، أو كما يسمى " الكونفيسيون " ، أقر أنه قبل مدة أضاف شيئا من الحصى في كيس الزيتون الذي باعه لأحد التجار . و زاد بابتسامة واسعة علت فاه أن التاجر لم يفطن لحيلته. ثم و قف في مشهد درامي مؤثر و قضب حاجبيه و رفع سبابته إلى الأعلى ، و أردف أنه ما فعل فعل المطففين إلا لعسر الحال و رغبته في شراء هذا القميص ، و يده تشير غلى صدره .
المشهد الثاني :بعد كل عطلة تقريبا ، يجد الأساتذة جدران الأقسام الخارجية ملطخة بخربشات وقعتها أيادي التلاميذ ، و قد يحدث أن تأخد تلك الخربشات معاني نابية تخدش الحياء و تمس عرض الأساتذة و الأستاذات . و كلما زادت العطلة ألا و زادت معها مساحة الخربشات... أما من كان بينه و بين أستاذه ثأر قديم ، فالجدار ساحة الوغى و التشهير و تصفية الحساب.
المشهد الثالث :في فصل الربيع لا تكاد تخلو جيوب التلاميذ و محافظهم من ذلك المنجنيق اليدوي " الكاري " و ذخيرته ( الحصى ) . يحملونه أينما حلوا و ارتحلوا لأنهم ، حسب زعمهم، لا يدرون ما تحبل به اللحظات و الأوقات ، فالعصافير لا يضبطها وقت... عصافير صغيرة لا تسمن و لا تغني من جوع باتت ،بعبقرية من حول الحرف الروماني و الخيط المطاط إلى سلاح قاتل ، باتت في رعب دائم. Y
و يعلم الصيادون الصغار علم اليقين ضرورة الرفق بالحيوان ، و يحفظون عن ظهر قلب حديث المرأة و الهرة ، و لكنهم يبررون " مجازرهم " بأنهم يقدمون تلك العصافير للقطط المسكينة و كأن القطط تعوزها الأنياب أو المخالب لتبحث عن طعامها بنفسها .
المشهد الرابع :ليس من السهولة العثور في المدرسة على سارق القلم أو النقود ... إنكار جماعي ، و بكاء و قسم بأغلظ الأيمان. و لكي تحقق في مثل هذه القضايا تحتاج إلى ذكاء وحنكة شارلوك هولمز أوكولومبو ...
انفصام خطير تعاني منه المدرسة ، المعرفة حاضرة و القيمة غائبة، و الأصل أن المعارف و القيم وجهان لعملة واحدة. قد يهون الأمر إذا اعترف الإنسان بذنبه و أقر و لو في داخله بخطئه، و لكن الطامة هي التبجح بالأخطاء و محاولة إيجاد مبررات واهية تلتف على الشرع و القانون والأعراف. إن المدرسة نموذج مصغر للمجتمع الكبير بكل حركيته وتدافع قواه و تناقضاته ، و مشروعها الإصلاحي قوامه معادلة بسيطة و معقدة في نفس الآن : المعرفة = القيمة . ومتى تحققت هذه المعادلة صلحت البلاد و العباد ...


يونس حماد

نشر بتاريخ 11-05-2010

http://azilal-online.com/inf-ar/articles-action-show-id-1017.htm





    رد مع اقتباس