عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-12, 17:22 رقم المشاركة : 1
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي بيان مذهب أهل السنة في الاستواء


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد : فقد اطلعت أخيرا على ما نشر في مجلة البلاغ بعددها رقم 637 من إجابة الشيخ أحمد محمود دهلوب على السؤال الآتي : ( ما تفسير قول الله تعالى : اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وجاء في هذه الإجابة جملة نسبها إلى السلف وهي قوله : وقال السلف : استوى على العرش أي : استولى عليه وملكه كقولهم :
استوى بشر على العراق

من غير سيف أو دم مهراق

وحيث أن هذه النسبة إلى السلف غلط محض . أحببت التنبيه على ذلك لئلا يغتر من يراها فيظنها من قول العلماء المعتبرين ، والصواب : أن هذا التفسير هو تفسير الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم في نفي الصفات ، وتعطيل الباري سبحانه وتعالى عما وصف به نفسه من صفات الكمال .
وقد أنكر علماء السلف رحمهم الله مثل هذا التأويل وقالوا : القول في الاستواء كالقول في سائر الصفات ، وهو إثبات الجميع لله على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، قال الإمام مالك رحمه الله : ( الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) . .
وبما ذكرناه يتضح للقراء أن ما نسبه أحمد محمود دهلوب إلى السلف من تفسير الاستواء بالاستيلاء غلط كبير وكذب صريح لا يجوز الالتفات إليه ، بل كلام السلف الصالح في ذلك معلوم ومتواتر ، وهو ما أوضحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسير الاستواء بالعلو فوق العرش ، وأن الإيمان به واجب ، وأن كيفيته لا يعلمها إلا الله سبحانه ، وقد روي هذا المعنى عن أم سلمة أم المؤمنين ، وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رحمه الله ، وهو الحق الذي لا ريب فيه ، وهو قول أهل السنة والجماعة بلا ريب . وهكذا القول في باقي الصفات من السمع والبصر والرضى والغضب واليد والقدم والأصابع والكلام والإرادة وغير ذلك . كلها يقال فيها إنها معلومة من حيث اللغة العربية ، فالإيمان بها واجب والكيف مجهول لنا لا يعلمه إلا الله سبحانه ، مع الإيمان أن صفاته سبحانه كلها كاملة ، وأنه سبحانه لا يشبه شيئا من خلقه ، فليس علمه كعلمنا ، ولا يده كأيدينا ، ولا أصابعه كأصابعنا ، ولا رضاه كرضانا إلى غير ذلك ، كما قال سبحانه : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وقال تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ وقال تعالى : هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا والمعنى : أنه لا أحد يساميه سبحانه ، أي : يشابهه ، وقال عز وجل : فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ والآيات في هذا المعنى كثيرة ، والواجب على المؤمن التمسك بما أخبر الله به ورسوله ، ودرج عليه سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان ، والحذر من مقالات أهل البدع الذين أعرضوا عن الكتاب والسنة ، وحكَّموا أفكارهم وعقولهم فضلوا وأضلوا ، والله المسئول أن يحفظنا وجميع المسلمين من مضلات الفتن ، وأن يعيذنا وسائر المسلمين من نزغات الشيطان واتباع خطواته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
ابن باز
نشرت في مجلة البحوث الإسلامية العدد 8 ص 169 - 172 .





التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس