يشغل تمدرس الفتاة المغربية، في الآونة الراهنة، أهمية قصوى في مشروع تطوير المنظومة التربوية وتحقيق التنمية الشاملة. ويجد هذا الاهتمام مبرره في ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الرهانات الحالية التي تسعى إلى إقامة مجتمع ديموقراطي ينبني على المساواة، وتكافؤ الفرص، ويسعى إلى تحقيق التنمية البشرية الشاملة. ومن المؤكد أنه سوف يترتب عن هذا الأمر، الذي يعد جزءا من البرنامج الوطني للتنمية المستدامة والعادلة ومحاربة الفقر، نتائج إيجابية على المستويين الفردي والجماعي؛ إذ سوف يتيح تمدرس الفتاة تحقيق ما يلي: - التأثير الإيجابي على الشروط السوسيو اقتصادية للفتيات بوجه خاص، والمرأة بوجه عام، ومن ثم الإسهام في التنمية الاقتصادية العامة للبلاد. - اكتساب كفايات تساعد الفتيات على أن يصبحن، في المستقبل، مواطنات نشيطات، قادرات على المبادرة وأخذ القرارات التي تخص حياتهن ومستقبلهن. - تمرير قيم ومفاهيم إيجابية حول الصحة والنظافة والتغذية والتربية إلى محيطهن القريب والمباشر. - الإسهام في تحقيق مطامحالفتيات، وسعيهن إلى التفوق الدراسي، وإغناء محيطهن المباشر الذي غالبا ما يكون محيطا هشا. ويشكل مشروع ألف ALEF المرتبط بالدعم التربوي والنفسي الاجتماعي لفتيات دار الطالباتإطارا للعمليهدف إلى ضمان تحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين، خاصة إذا اعتبرنا أن هذه الفكرة تكمن في قلب السياسة التي أقرها "الميثاق الوطني للتربية والتكوين". ويتجسد الدافع والمحفز الأساسيان لهذا المشروع من خلال المعاينة التي تظهر أنه ينبغي بذل مجهود مضاعف لتمكين الفتاة القروية من ولوج التعليم، والانتقال إلى التعليم الثانوي الإعدادي، وضمان الاستمرار في الدراسة أطول وقت ممكن. ويعتبر الدور الذي يمكن أن تضطلع به دور الطالبات بدائل ناجعة لمواجهة صعوبات التمدرس، والحد من عوامل الهدر المدرسي، ومعالجة مشكلات التعثر والفشل الدراسي؛ فقد أصبح من المؤكد أن التدبير الجيد لفضاءات استقبال الفتيات سوف يسهم في نجاحهن، وسيمكنهن، لا محالة، من تقديم الدليل على أن هذا النجاح رهين بتوفير قدر من الجودة والرعاية والمساندة. إن رهانات هذا المشروع، الذي يسعى إلى إشاعة الدينامية في فضاءات الاستقبال المذكورة، تبرر الانكباب على إعداد دليل الدعم التربوي والنفسي الاجتماعي، والذي سوف تستفيد منه الفتيات القاطنات بدور الطالبات. وتتوخى هذه الدينامية أن تجعل من هذه الفضاءات رافعة حقيقية للتفتح التربوي والنفسي الاجتماعي للفتاة، وذلك بفضل تربية منفتحة على قيم المواطنة، والمساواة، والمبادرة، لأمر الذي يشكل لبنة من لبنات كسب رهان التفوق والنجاح.
|