اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشدية جابرية : لماذا يعكس الأطفال الأرقام؟ ما الذي يجعل متعلما يختار الوضعية المعكوسة عوض الوضعية الصحيحة؟ إن الدلالة العكسية للأسئلة ذاتها توحي بحلول: من" لماذا لا يكتب الأطفال الأرقام كتابة صحيحة؟" إلى" كيف أجعل المتعلم يكتب الأرقام كتابة صحيحة؟" إنه نفي للعبارات الأولى، نفي يفتح الذهن أمام تساؤلات أخرى، قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى لكنها عميقة عمق مدلولها الإشكالي: ما الذي يدور في ذهن التلميذ أثناء كاتبة الأرقام معكوسة؟ أي تداخل لديه يحيله على العكس؟ هنا تظهر مسألة الإلمام الشمولي بطبيعة الرياضيات وبطبيعة مكوناتها على المستوى العام وعلى مستوى المقرر التعليمي: التماثل المحوري. إن تقاطع الدروس يشكل كفايات عرضانية تشمل أكثر من درس وتجعل تقديم الدروس تقديما نسقيا يحيل بعضها على بعض، ودرس التماثل المحوري يمهد لعكس الأرقام، تماما كما تعكس كتابة الأرقام تداخلا في ذهن الطفل على هذا المستوى. يتبع شلا زموري أنوه بمستوى تحليل الموضوع، وأرجو عدم المبالغة في التقدير، لأنه عمل بسيط ومتواضع. ويمكن لأي ابستمولوجي مبتدأ أن يصل إلى نفس النتائج. ولو بطريقة مختلفة. إن طريقة عمل الدماغ، في نظريات التعلم، تقوم على اعتبار أن آليات الفهم والتحليل والتركيب، تقوم أساسا على على عكس بعض المراحل والعمليات. وحتى تلك المشكلات التي لم تجد لها طريقا إلى الحل، يحولها التفكير إلى اللاشعور المعرفي، حيث تبقى قيد الملاحظة النظرية، والدماغ يفكر فيها دائما ، ودون أن نشعر؛ قد تظهر أحيانا لتطفو على السطح، وسرعان ما تختفي وتتوارى إلى اللاشعور. وفجأة وذات يوم، نجد الطريق إلى الحل... إنه الحدس الرياضي. كان المشكل حاضرا باستمرار، في شكل سؤال: لماذا؟ وكيف؟ سؤالان يستحيل الفصل بينهما: متلازمان تلازم المشكل والحل. تماما كما نفعل حين نتساءل، لماذا يقرأ التلميذ الفتحة على أنها ضمة، ولا يميز بين الكسرة والسكون؟ لماذا؟ : سؤال أولي، كرد فعل استغراب أو دهشة، وأقصى ما يبلغ مداه: التشخيص. وما لم يتبلور إلى السؤال حول الكيف؟ والوصول إلى وصفة علاج، فإنه لا يكون عملا ابستمولوجيا. يبقى مجرد ملاحظات ومحاولات. مفهوم العكسية في هذا المثال مبني على مفهوم الشكل. والهدف منه القيام بما يشبه عملية : La réinitialisation des formes مفهوم استوحيته تماما من عالم البرمجة وأنظمة المعلوميات. وهي ما يشبه عملية إعادة ضبط معايير النظام. لكن ليس على حاسوب، بل على عملية إدراك الفضاء عند متعلم. إنه نوع من البرمجة، لكن ليس بالضرورة لغوية عصبية.هههههههه. خاليل بادي. مودتي.
