عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-09, 13:42 رقم المشاركة : 1
أشرف كانسي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أشرف كانسي

 

إحصائية العضو








أشرف كانسي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام الرتبة الأولى في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر يو

وسام المرتبة الاولى لصناعة النجاح عن ورشة التفوق ه

وسام المراقب المتميز

الوسام الذهبي

important السيدة مريم في القرآن الكريم


يعرض الخطاب الإلهي في القرآن الكريم السيدة البتول مريمعليهاالسلام بوصفها الأنثى المثال التي استحضرت قصتها لذاتها ولأمومتها؛ والتي تحمل اسما صريحاً في القرآن (علماً أن القرآن لم يسم بالاسم الصريح سوى الأنبياء وزيد بن حارثة –ضمن السياق القصصي- ومريم بنت عمران خاصة لها دون النساء وكرر ذكرها في الإسلام 34 مرة باسمها الصريح)، وهي بذلك ملكت فعل التسمية وقوتها. حتى قال فيها الله عز وجل: ( يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اْصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاْصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينْ ).

وبهذه الآية الكريمة يمكن اختصار مكان السيدةمريم عند المسلمين، ويمكن أن نقول أن صورة المرأة والأم يتم عرضها في القرآن عرضاً مركزاً من خلال شخصية مريمعليهاالسلام أكثر النساء هيبة لدى النبي والمتلقين للرسالة إذ سماها النبي عليه الصلاة والسلام بخير نساء العالمين.
تذكر "حُسن عبود" في كتابها " السيدةمريم في القرآن الكريم" أن القرآن أراد لمتلقيه أن ينظروا إلى مريم كحدث توصلي بين صاحب البلاغ والمجتمع المتلقي للرسالة، حيث تمثل قصة رحلة مريم وصراعها مع قومها، كقصص الأنبياء والرسل وصراعهم مع أقوامهم، مثالاً لصراع النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مع قومه.…وتلح عبود بالسؤال إذا كانت مريمعليهاالسلام صورة المرأة في القرآن فهل هي صورة قامعة أم محررة للمرأة المسلمة؟
ولا تغيب عن مريمعليهاالسلام سمة الخصوبة، وهي سمة أنثوية هامة، خاصة لدى المتلقين الأوائل للرسالة المحمدية ، بل إن مريم كانت تحمل بين أحشائها كلمة الله عيسى عليه السلام، ولذلك تحلت بقيمة مضافة إلى شخصيتها المميزة.
وحين روى القرآن قصتها في سورة مريم عرضها بين قصتي زكريا وإبراهيم ، الذي يشهد على صراعها ضد الخوف وألم الوضع واتهام القوم لها، الأمر الذي يدفع إلى التفكير بدورها، ومماثلته بدور التخلّص لصاحب البلاغ الذي يسعى لولادة مجتمع جديد.
وفي سورة آل عمران بدأت القصة بعرض مشهد دعاء «امرأة عمران»، أم مريم، ربها بأسلوب المناجاة الداخلية، يتبعه مشهد زيارة زكريا مريم في «المحراب»، ثم يلحق به مشهد بشارة الملك إلى مريم باصطفاء الله لها، بنشأتها ورعايتها، إلى أن ينتهي خطاب السرد القصصي بإعلان بشارة الملك لها «بكلمة من الله اسمها المسيح عيسى بن مريم»، الذي يعرف عن نفسه هذه المرة بالتعريف برسالته إلى بني إسرائيل وبقيامه بالمعجزات. وفي النهاية يتكلم الله مع عيسى مباشرة للإشارة إلى علاقته الخاصة به، وللإشارة إلى صراعه مع قومه.
وتتنوع الأصوات بين صوت السرد وأصوات المتحاورين والمناجين ربهم، حيث تناجي امرأة عمران ربها على شكل إلقاء خطبة، ويأتي ردّ الله على لسان السرد، لأن الله لا يكلم عبده إلا من وراء الحجاب أو من طريق رسول الله الأمين. كما تنادي الملائكة مريم باسمها "يا مريم!" ثلاث مرات، حيث تخبرها في الأولى باصطفاء الله لها على نساء العالمين، وتقول لها في الثانية بالاستغراق في الصلاة والقنوت والسجود، وتبشرها في المرّة الثالثة بالولد الذي لقب بـ "كلمة الله" وبالاسم "المسيح عيسى ابن مريم" وتعطى الشخصيات الأربع، امرأة عمران وزكريا ومريم وعيسى، فرصة التحاور بصوت "الأنا" المتكلمة وهو أسوب سردي اتبعه القرآن تكريماً لدور هذه الأسرة الكريمة والتي تمثل مريم لأحد أهم أفرادها.
والتميز عند مريمعليهاالسلام عن باقي نساء العالمين هو في التشابه بين تجربتها الروحية والدنيوية، وتجارب الأنبياء وهم أشرف خلق الله.
وإذا أردنا رسم التطابق بين تجربة النبي صلى الله عليه وسلم في حمله القرآن الكريم وتجربة مريم فسنجد تشابهاً كبيراً، من حيث يتم مريم ويتم الرسول، وكفالة مريم وكفالة الرسول، وتعبّد مريم في المحراب وتعبد الرسول في الغار، وسؤال مريم التعجبي للملك عن حملها وهي عذراء وسؤال محمد التعجبي للملك عن القراءة وهو أمّيّ.
وهذا ما يؤكد مقام مريم الرفيع في الرسالة الخاتمة ، وتشكيل صورة جديدة عن الصورة النمطية لحقوق المرأة في الإسلام ، والتأكيد على مساواتها في الحقوق والواجبات الدينية.





التوقيع




" أن تنتظر مجرد الثناء على فعلك التطوعي، فتلك بداية الحس الإنتهازي ''
محمد الحيحي

    رد مع اقتباس