- 8 - سورة الأنفال
قال نبي الخير و الرحمة رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم: من قرأ سورة الأنفال و " براءة " أي سورة التوبة..فأنا شفيع له يوم القيامة و شاهد أنه بريء من النفاق و أُعْطِيَ عشر حسنات بعدد كل منافق و منافقة..و كان العرش و حَملتُه يستغفرون له أيام حياته في الدنيا.
و قيل: سورتا الأنفال و التوبة سورة واحدة..كلتاهما نزلتا في القتال. و يجوز القول: كلتاهما نزلت في القتال.
و الأنفال: جمع نَفَل و هو الغنيمة و الهبة والزيادة..
و وردت هذه اللفظة مكررة في الآية الكريمة الـأولى من سورة الأنفال. يُقال: نَفَلَهُ ينفُله نَفْلاً: أي أعطاه نافلة أي زيادة عمّا له. و يأتي منه الفعل الرباعي " أنفَلتُ " متعديا و يأتي مشدّدا - بالتثقيل - متعديا أيضا نحو: أنفلتُ الرجلَ و نَفلتُه: بمعنى: وهبت له النّفَلَ و غيره: و هو عطيّة لا يراد الثواب منه. فالفعل الثلاثي و الرباعي - بالألف و التثقيل - يتعدّى إلى المفعول..أما الفعل المزيد " تَنَفَّلَ " فيأتي لازما نحو: تنفّلتُ على أصحابي: بمعنى: أخذت نَفَلاً عنهم أي زيادة على ما أخذوا.
قال لبيد: إنّ تقوى ربّنا خيرُ نَفَل: أي خيرُ غنيمة. و قوله تعالى مخاطبا رسوله الكريم محمداً صلى الله عليه و سلم بقوله: يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله و الرسول. أراد سبحانه: يسألونك عن حُكم الغنائم التي تُغْنم في الحروب؟ فقل لهم: إنّ أمرها عائد لله و رسوله يوزّعها الرسول حسب أمر الله.
و قد نزلت هذه الآية بعد اختلاف المسلمين في غنائم بدر: كيف تُقسم؟ و من يُقسّمُها؟
المصدر:
كتاب: ماذا قال الرسول الكريم
عن سور القرآن الكريم؟
مع شرح أسماء السّور.
إعداد:
بهجت عبد الواحد الشخيلي.