عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-03, 19:41 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

poeme قصة الأستاذ مرسيديس الحزينة


قصة الأستاذ مرسيديس الحزينة
العلم : 03 - 05 - 2010


اسمه عبد السلام جبيلو ولكن الجميع يعرفه بالأستاذ مرسيديس: فسيارته الألمانية السوداء التي تحمل حرف D (Deutchland ( جنبا لجنب مع حرف M (Maroc) والتي اشتراها من مهاجر مغربي فضل أن يعود بالطائرة إلى ألمانيا ،هي معروفة ومشهورة.
وهكذا،فإن حياة الأستاذ عبد السلام جبيلو موزعة بين أمرين: تدريس الفلسفة في الثانوية والاعتناء بسيارة المرسيديس.
بل هناك ما هو أغرب: إن كل دروس الأستاذ عبد السلام جبيلو تبتدئ وتنتهي بالإحالة على سيارة المرسيديس التي هي ? يؤكد الأستاذ عبد السلام جبيلو- مثل الفلسفة الألمانية تمثل «الصح والمعقول» مقابل «تبرهيش» الفرنسيين وسطحية النكليز وغرور الأمريكيين.
إن الفلسفة الألمانية ? يضيف الأستاذ عبد السلام جبيلو- هي الحق مجردا وسيارة المرسيديس هي الحقيقة عينية.ومن حق التلاميذ أن يسألوا ويناقشوا ولكن ويل لمن يسخر: فالأستاذ مرسيديس كان يغضب غضبة ألمانية نكراء ويروح يعنف التلميذ المذنب كأنه أتى ذنبا منكرا.
وكانت لازمة واحدة يرددها الأستاذ مرسيديس وهو يعنف التلميذ المسكين: اليونان
يا ولدي أحبوا الحكمة أما الألمان فهم قد جسدوها.ولما تكبر يا ولدي اشتر سيارة مرسيديس واركبها يفتح الله عليك وتفهم.
وذات صباح وقف التلاميذ أمام الفصل ينتظرون الأستاذ مرسيديس أكثر من ربع ساعة ولم يحضر.
وجاء الحارس العام مندهشا: إن الأستاذ مرسيديس هو مثال الدقة والضبط : لا دقيقة واحدة قبل الوقت ولا دقيقة واحدة بعده.
ومرت نصف ساعة ولم يحضر الأستاذ عبد السلام جبيلو.
صرف الحارس العام التلاميذ وأخبر المدير.
دهش المدير بدوره و قال: الألمان لا يتغيبون إلا لسبب قاهر جدا جدا (مبتسما) والأستاذ عبد السلام جبيلو ألماني بالحق والتحقيق (صمت) لابد أن أستفسر.
واستفسر المدير وصعق لما علمه: لقد حجز البوليس سيارة المرسيديس باعتبارها مسروقة ومزيفة وأخذوا الأستاذ عبد السلام جبيلو للتحقيق.
وعلق الحارس العام وإمارات أسى حقيقية بادية على وجهه: سيارة الأستاذ مرسيديس المرسيديس مسروقة ومزيفة؟ كل شيء إلا هذا.
وضرب المدير كفا بكف: لا حول ولا قوة إلا بالله.يعلم الله وحده حال الرجل المسكين الآن.
وعاد يستفسر فعلم بأن البوليس أطلق سراح الأستاذ عبد السلام جبيلو بعد ثبوت كونه مجرد مشتر لسيارة المرسيديس المسروقة والمزيفة، والرجل الآن هو في مكتبه بالبيت (ساد عليه) يرفض الكلام ورؤية أي كان.






    رد مع اقتباس