عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-03, 09:14 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

b7 مئات الأطفال يتسربون من المدارس لمطاردة لقمة العيش





من المجتمع : مئات الأطفال يتسربون من المدارس لمطاردة لقمة العيش

أنهم يعدون بالمئات قاصرون دون السن السابعة عشرة بازيلال، يعيشون بعيدا عن أية حقوق للطفل والاهتمام بها أو بيومه العالمي وغيره من الشعارات التي ترفع في عدة ندوات ولقاءات .

إذ يضطر اغلبهم ومنذ سن مبكرة إلى مغادرة المدرسة وتحمل مسؤوليات الكبار ، وأحيانا إعالة أسرهم بأكملها ، لتقذف بهم هذه المسؤولية في أحضان المقاهي والشوارع والمحطات والأسواق الأسبوعية سعيا وراء كسب لقمة العيش بمختلف الطرق التي تتاح لهم لمساعدة الأبوين وأفراد الأسرة الفقيرة على متطلبات الحياة القاسية في هذه المدينة المتخبطة وسط عتبة الفقر والبطالة والضياع ،لهذا يضطر الأطفال إلى ولوج عالم الشغل في سن مبكرة من خلال العمل في اوراش النجارة والحدادة وإصلاح السيارات وغيرها من الحرف ، وجر الكراريس لنقل بضائع المتسوقين في ظروف مزرية حيث يتعرضون للاهانة والسب والشتم مقابل درهمين ، وآخرون يلجاون إلى مسح الأحذية للجالسين في المقاهي ، وبعضهم يبدل مجهود فوق طاقتهم لجر عربات محملة بالبضائع والخضر وأمثالهم يعرضون أكياسا وسجائر ومياها للبيع ، بينما يلجا آخرون إلى تدبير كيفية الحصول على أنواع المخدرات لتنسيهم هم الدنيا الذي تجرعوه،لقد أصبحنا نصادف العديد منهم بكل الأسواق والمقاهي والشوارع وهم أفواج من الأطفال الذين يطاردون لقمة العيش بطرقهم الخاصة من خلال امتهان الحرف الممنوعة من طرف إعلان حقوق الطفل.

وتبدو مشاهدهم وهم يصطادون زبنائهم ويرغمونهم على مسح أحذيتهم أو شراء بضاعتهم آو تقديم خدماتهم ، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبل هذه الطفولة المحرومة والأوضاع المزرية التي يعيشها هؤلاء طوال ساعات اليوم والليل ،ولا ننسى بكل أسف وألم القاصرات اللاتي تدفعهن الأقدار ليصبحن خادمات ببيوت ، فيتلقين من السيدات مرارة العذاب اليقين ، منهن من يتحملن نار الكي من طرفهن ، وأخريات يحرمن من لقمة اليوم حتى يشبع أفراد أسرة منها ،فينتهين إلى حرف التسول ومد اليد للمارة ، وربما أكثر من ذالك....

وإذا كان هذا الواقع المزري قاسما مشتركا بين الجنسين وجل أطفال المدينة ،فالواقع المرير يظهر قلة أخرى من الأطفال تقضى عطلتها الصيفية في المستنقعات والوديان لتستفيد من حقها في السباحة والاستجمام إنها كارثة إنسانية من فعل المجتمع نفسه ....
كادت تنسى وتهمل من برامج الاحتفالات وشعارات حقوق الطفل قبل حقوق الإنسان ، وتبقى الكارثة وصمة عار يتحمل مسؤوليتها الجميع من أسرة ومدرسة ومجتمع .

بقلم : هشام احرار










    رد مع اقتباس