صــــــورة
صورة صامتة الروح،أمامي تمتدفي مساحات التكوين للأمس القريب، حيث كنت واقفا أخلع أحزاني وأدفن في أعماقي مناديل وداع قتيل وأعلقها على مدى أحلام تنثرها أنفاس جريحة وأتلاشى فيها.
متى تعودين يا صورة؟
لنستدعي من شريط الأيام وخيوطها مسافة للحكايا،ونهز شجرة الفرح ونبحر نحو اشتعالات الحروف
و الأرصفة المحتلة بالعشق الفاتن وبأسرار الانحلال والتوحد
وننهمر في أسر حرائق الخلق.
متى تعودين؟
لنندلق في انسيابية شلال الحياة
وتعيدين ليدي بعض ما ضاع من يدي..
متى تعودين سيدتي ؟
سيدة
قطر الندى
قطر الروح
متى؟
لنطلق النار على بعض الرماد ونفتح أبواب لغة الفوضى الخالقة لطيور تصنع فضاء غرفة
معجونة بغرابة الشعر وبجنون السفر على صهوة الجراح ،ونزرع الأمل في الريح والموج
ونغرس سيف الإنسانية في سقف نولد فيه من جديد
ونعلم أن الزمان ربما، قد خبأ لنا طائر فجر بين ثنايا الضلوع.
كنت وحيدا في عزلة الكلمات ونزلتُ أرض أنات روحك وأنت تسيرين في عمق درب موحش برنات غسق تدور في التعب
ويلف رؤياك ضوء نهار حالم ، فمسني جمر
جذور روحك ورأيت شعاع فرس بحرية
يأسرني بلغة النداء المداهم..
تقدمت سيدتي..
كنت الأسير وكنت الجاذبة
كنت الكف وكنت الآ صابع
يا شذى الروح
فيك تزهر الأغا ني وتستسلم الأنهارلمهب الاحتراق
والأصوات الحبلى بشموخ الحياة
لصورتك تنحني
فعودي سيدتي لتحترق في عواصف حضورك وحشتي وتمزقاتي على عتبات ليل الانتظار
عودي لتشتعل الكلمات ورودا في روحي
وجمر عصا فير عطشى لأول صباح في الحياة
عودي لأني تعودتك سيدتي
في لغتي المهاجرة جهة العمق
في ضوء جهة القلب.
سالم رزقي