عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-25, 22:35 رقم المشاركة : 1
مالك الصادق
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







مالك الصادق غير متواجد حالياً


افتراضي على هامش محنة طفل أكاديمية جورج واشنطن


منقول عن الحوار المتمدن

كتب: نادر عبد الأمير

الكل يعرف ربما الحملة المستعرة التي يشنها هذه الأيام أب غاضب على أكاديمية جورج واشنطن بالدار البيضاء، ملفقا لها تهمة التنصير، ومستغلا الحملة الحالية على التنصير بالمغرب.

أصل الحكاية أن أحد أطفال هذه المدرسة الأمريكية التي تضم 700 تلميذ، وتخرج منها لحد الآن 1500 تلميذ حازوا فيها على الباكالويا وهم يدرسون الآن في أرقى الجامعات. هذا الطفل تأثر ربما بأحد أصدقائه الأمريكيين بالمدرسة لدرجة أنه أصبح يعتبر نفسه مسيحيا.

لكن الأب عوض أن يأخذ بيد ابنه ويفتح حوارا حميما وجادا معه، سجل دعوى ضد المدرسة متهما إياها بزعزعة عقيدة ابنه، ولكي يعزز ملف الدعوى أخذه إلى طبيب نفساني، والأنكى من ذلك أنه وكل محاميا ذا ميول سياسية إسلامية قوية هو مصطفى الرميد. للمدرسة موقفها وحججها أن أيا من الأساتذة لم تكن له يد في إعجاب التلميذ بالديانة المسيحية ولهم الحجج الدامغة في ذلك. وستقول العدالة كلمتها في ذلك.

لكن الذي يوجع القلب حقا والذي لم ينتبه له أحد لحد الى الآن هو حالة الطفل،
ليس لأنه يبدي إعجابا مطلقا بالمسيحية كديانة، بل بسبب ما يعانيه حتما الآن من شعور بالمهانة لكون أبيه عرضه كمختل على طبيب نفساني وعلى الملأ بسبب نزوة عقائدية كان يمكن للأب أن يقاربها بالاستماع والفهم والحب ومقارعة حجة الإبن الصغير بالحجج التي تبين القيم السامية للإسلام. مسؤولية تقصير الأب في تربية ابنه واضحة للعيان. وأكيد أن كل أصدقاء وجيران وأهالي الطفل يعتبرون الطفل شخصا يعاني من خلل نفسي، وكلنا يعرف الصورة النمطية للخلل النفسي في المغرب! نقول لهذا الأب المفروض أنه أب شاب، ومن فئة راقية من المجتمع، متى كان التساؤل حول العقيدة سواء من طرف شخص راشد أو طفل مدعاة إلى زيارة أخصائي نفسي؟ إن رد الفعل المتخلف هذا مؤشر واضح لتنامي الشعور بالكراهية والرعب تجاه العقائد الأخرى، خصوصا المسيحية، والأمر يعتبر نازلة اجتماعية على المجتمع المدني الوقوف عندها وقفة تأمل عميق.

المسألة الأخرى هي أن الأب اختار موكلا ذا نزوع سياسي قوي وواضح. وهو المحامي الذي سيركب القضية مطية لصنع قضية تخدم حزبه في أفق الانتخابات القادمة. وكأني بالأب يقدم طفله قربانا سهلا ومهيضا لأسماك القرش. فهل لم يجد الأب غير هذا المحامي المثقل بأوفاق السياسة. أكيد أن للأب نية مبيتة، لكن ما ذنب الطفل الصغير؟ ذلك أن المحامي وجد في القضية مناسبة ذهبية للدفع تجاه صنع حدث كبير يحسب له في ميزان الانتخابات القادمة، ألا وهو إغلاق مدرسة رائدة لقيم الحداثة كأكاديمية جورج واشنطن، ومن تم تسجيل هدف في شبكة الخصوم الحزبيين، وهدف آخر في شبكة الحداثيين من مختلف مشاربهم. أعود وأقول ما ذنب وما شعورهذا الطفل الذي زج به أبوه كرأس رمح في بؤرة صراع مصالح سياسية حقير.

ربما ختاما، أتمنى لو تلتفت الجمعيات والهيئات التي تهتم بالطفولة إلى هذا الطفل وتتبنى حالته، وفوق كل شيء تستمع إليه، وإلا اغتصب الأب وأسماك القرش طفولته.






آخر تعديل مالك الصادق يوم 2010-05-06 في 21:40.
    رد مع اقتباس