عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-23, 19:50 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

a9 التلميذ الثانوي' قصة مجلة كانت حلما يراود أستاذ... وحولها التلاميذ إلى مشروعهم


التلميذ الثانوي' قصة مجلة كانت حلما يراود أستاذ... وحولها التلاميذ إلى مشروعهم
19-4-2010
مرة أخرى تأبى مجلة "التلميذ الثانوي" التي يشرف عليها الأستاذ محمد بنعلي، تمارس هوايتها المفضلة في حصد الجوائز على المستوى الوطني، وترجع عجلة التاريخ خمس سنوات إلى الوراء عندما حدثتنا وسائل الإعلام الوطنية عن شباب ببلدة أوفوس بإقليم الرشيدية، تمكنوا من إنجاز أفضل مجلة مدرسية بالمغرب بعد فوزها في المسابقة التي تنظمها الجمعية المغربية لمدرسي اللغة الفرنسية المعروفة اختصارا باسم (AMEF).
جاء في افتتاحية العدد رقم 13 من المجلة، وهو العدد الفائز بجائزة هذه السنة أن هذا المولود الإعلامي الذي بلغ سنته الثامنة، بدأ حلما في ذهن أستاذ، فجعله التلاميذ إلى مشروعهم، وحولوه بذلك إلى واقع. وفي تفسيره لذلك، يقول محمد بنعلي مدرس اللغة الفرنسية بالثانوية التأهيلية ابن طاهر بالرشيدية، ذي 35 سنة والقادم من فاس حيث النشأة والدراسة، يعود بنا إلى البدايات الأولى للاشتغال مع تلاميذته ببلدة أوفوس النائية عن المركز على مشاريع تربوية، التي كانت عبارة عن مجلة حائطية يبدع فيها التلاميذ، ويكتبون، ويبحثون، ويناقشون مختلف القضايا، ليتم تجميع المواد بعد ووضعها على سبورة النشر، يمتزج شعور الاعتزاز بإنجاز عمل ذي معنى، بالإحساس بعدم الرضى، عن سرعة فناء هذا العمل وعدم القدرة على الانتشاء بالنجاح بعدم بالعجز عن إظهاره خارج محيطه، وتمكين التلاميذ من قراءته بعيدا عن الحائط الذي يجمع تلك المواد،فكان الحلم الذي راود الأستاذ هو إمكانية جعل المجلة شيئا ملموسا يمكن لكل من شاء حمله معه والاحتفاظ به، لماذا لا تتحول المجلة من حائطية إلى مطبوعة، الإمكانات المتوفرة لم تكن تسمح إلا بحلول بسيطة لتحقيق نصف الحلم، وليس الحلم كله، الحل الذي التجأ إليه الكل آنذاك يكمن في تحويل العمل من الحائط إلى الورق، فكان التلاميذ يحررون مواضيعهم بأيديهم، وبعد مراجعتها وتصحيحها، تلصق على الورق. عمل بسيط، لكنه كان هو الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل التي لم تتوقف منذ ذاك الحين، كان ذلك سنة 2001.

أربع سنوات من الكد والعمل والتفكير في حلول تجعل الحلم أكثر واقعية، حققت ما يسميه الأستاذ بنعلي بالطفرة النوعية. ففي سنة 2005 تمكنت الثانوي من إصدار ثلاثة أعداد من مجلة التلميذ الثانوي التي تصدر باللغة الفرنسية، ولأنه نقل عدوى العمل الصحفي إلى زوجته التي تدرس بنفس المؤسسة اللغة الإنجليزية، فقد تم إصدار عددين باللغة الإنجليزية، إضافة إلى مجلة التلميذ الإعدادي اعتبارا لكون المؤسسة تأوي تلاميذ السلكين الثانوي الإعدادي والتأهيلي، دون أن ننسى إصدار مجلة التفكير الفلسفي. هذه السنة كذلك عرفت تتويج التلميذ الثانوي بجائزة أول مجلة مدرسية بالمغرب.




فكرة دخول المسابقة، لم تكن ضمن مخططات الأستاذ، وبالأحرى التتويج، فمحمد بنعلي اكتشف فجأة بعد مشاركته في نشاط بالمركز الفرنسي بمكناس وجود المسابقة بعد توزيع مطويات عن الجمعية المنظمة على المشاركين في النشاط، وهنا يتحدث الأستاذ بنعلي بألم عن إقصاء مدن الهامش من المعلومة، فلولا ذلك النشاط الذي حضره بمكناس، ما كان ليعلم شيئا عن المسابقة.

بعد العودة إلى مقر العمل، عرض الأمر على التلاميذ، وفي خضم النقاش، يقر أحدهم باستبعاد احتمال الفوز، لا لشيء إلا لأن أوفوس التي تعرف هذا العمل، ليست من مدن المركز، نفس التلميذ يرى رغم ذلك ضرورة المشاركة، وكان ما كان.
ولأن التتويج لم يكن هو الهدف، فقد استمر العمل بعد التتويج الأول، واحترمت المجلة تواريخ الصدور، بصراع مرير مع الزمن والعوائق، فالمجلة كما يقول بنعلي تصدر من التلميذ ولفائدة التلميذ، وفي المقابل التتويج لم يتوقف، فكانت الجائزة الثانية سنتي 2006 و2007، وفي العام الموالي صدر قرار من الجمعية المنظمة يمنع الأعمال المتوجة في الدورات السابقة من المشاركة في المسابقة الرسمية، وفي المقابل، تنافست على هامشها 12 مجلة، وكانت "التلميذ الثانوي" مرة أخرى في الموعد
المشاركة هذه السنة والفوز جاءا بطعم آخر، فالمانع من المشاركة الرسمية قد انتفى بمرور خمس سنوات على التتويج الأول، والأستاذ المشرف اشتغل في ظروف مغايرة، بعد انتقاله إلى العمل بثانوية ابن طاهر التأهيلية بمدينة الرشيدية، إلا أن التحدي الكبير الذي صادف الفريق هو عامل الزمن، فلأول مرة ينجز العمل خلال شهر واحد، بعد أن حصل تأخر في الإعلان عن المسابقة.
اشتغل التلاميذ بتأطير من أستاذهم طيلة شهر على إصدار العدد 13 من مجلتهم، وهم لا يعلمون أن رقم 13 عكس الرائج سيكون فأل خير عليهم وسيكون هو العمل المتوج وطنيا
اشتغل الفريق على محور المواطنة كما حددت ذلك الجهة المنظمة، فاعتبروا الزيارة الملكية لمدينتهم أعظم حدث في السنة لما حملته تلك الزيارة من إطلاق لمشاريع طموحة، ولم ينسوا تعزية ضحايا صومعة باب البردعاين بمكناس التي تزامن سقوطها مع اشتغالهم، أنجزا قصصا مصورة حول حقوق الفتاة، وأخرى عن واجبات المسؤول، أنجزوا تحقيقا عن ذوي الحاجات الخاصة في مدينتهم وآخر عن عمل الأطفال، ذكروا الجميع بمناسبة احتضان مدينتهم لمهرجان السينما الجامعية أن مدينتهم لا تتوفر على قاعة سينمائة، دون أن ينسوا أن يصبحوا صحفيين في منازلهم يحاورون آباءهم عن تدني مستوى التلاميذ في اللغة الفرنسية، داعين إياهم إلى أن يحدثوهم عن ظروف تعلمهم اللغة في الماضي، مع أخذ أرائهم عن الأسباب المؤدية إلى ما يعتبرونه تدنيا...

كل ذلك بتأطير ومساعدة من أستاذهم الذي يؤكد بالمناسبة أن مشاريعه التربوية مع التلاميذ، لا تقف عن حد إصدار المجلة، فقد اشتغل على المسرح والفيلم التربوي وكل ما يمكن من جعل التلميذ يحتك مع المادة المدرسة في وضعيات حياتية. ويتحدث الأستاذ بنعلي بفخر عن تلاميذ كانت هذه الأنشطة دافعا لهم في اختياراتهم العملية، يحدثنا بمزيد من الفخر عن أسماء لصحافيين مثلا يشتغلون في منابر وطنية، مرت من تجربته...

عبدالعالي عبدربي
http://www.tarbiya.ma/index.php?option=com_content&view=articlescolaire& Itemid=116&lang=fr





    رد مع اقتباس