عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-23, 14:33 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

b3 لا نجاح لبيداغوجية الإدماج إلا بإقرار نظام التخصصات/ الحسين وبا


لا نجاح لبيداغوجية الإدماج إلا بإقرار نظام التخصصات/ الحسين وبا
إذا كان غليلي قد وضع حدا لسلسلة من التكهنات و أكد أن الأرض تدور حول الشمس ،-- و عن هذا الدوران يسفر تعاقب الليل و النهار والفصول الأربعة أي تنتج تغيرات عميقة سواء على مستوى البشر أو الشجر- البيئة- أو العلوم وعلى رأسها علم التاريخ و الجغرافية و الطب و الهندسة و العمران و التعمير و التربية و التدريس- بطبيعة الحال— فإن الفاعلين التربويين يجزمون أن المدرسة الابتدائية هي التي لا يلمسها تغيير من مسرح هذه التحولات، سوى تبليط ساحاتها و تجبير جدرانها و تبديل طاولاتها و مكاتبها و أسماء مدرائها و مدرسيها و أعوانها و عناوين متعلميها إلى حلول حكومة التناوب، عندئذ تغير العمل بالكتاب المدرسي الواحد و صرنا أمام رزمانة من الكتب و المراجع التربوية أي أننا انتقلنا من تفق التدبير الفردي إلى رحاب العمل الجماعي المشترك، ورغم الجهود التي بذلت في هذا المضمار بغية النهوض بالمنظومة التربوية و تحقيق التنمية المستديمة لها القطاع، إلا أن عناصر أساسية تشكل بحق حجر زاوية عملية إصلاح نظامنا التعليمي لم يتم التطرق إليها كمسألة إقرار التخصص بالتعليم الابتدائي و توفير معيدون و حراس عامون على حسب حجم كل مؤسسة من حيث مساحتها وعدد التلاميذ المتمدرسون بها على سبيل المثال ، و بذلك ظل خطاب الإصلاح يراوح مكانه و يلامس النقط المألوفة. فلماذا يتم التفكير في تغيير البرامج و المناهج و في تطوير الإدارة التربوية و في تكوين الموارد البشرية و في خلق أشكال التتبع الفردي للمتعلم و لا يتم التفكير في الثقل الزمني- عدد ساعات العمل خلال الأسبوع- وكثرة المواد الدراسية؟ كيف نستسيغ التباينات و المفارقات الزمنية الصارخة بين أسلاك نظامنا التعليمي من الابتدائي إلى التعليم العالي؟

إلى متى نقبل في الألفية الثالثة بمدرس يدرس سيل من المحتويات الدراسية: المواد الدينية- القران الكريم و الحديث النبوي و الآداب الإسلامية و العقائد و العبادات و السيرة النبوية- و المواد اللغوية- ك القراءة و التراكيب و الصرف و التحويل و الإملاء و الشكل والتطبيقات الكتابية و الإنشاء والاجتماعيات- كالتاريخ و الجغرافية و التربية على المواطنة و مواد التفتح العلمي- كالنشاط العلمي و التربية التشكيلية؟

إن التحولات التي يشهدها العالم اليوم خاصة على المستوى العلمي و المعرفي، بات يفرض استراتيجيات التدريس بالتخصص تماما كما هو الحال بالسلك الإعدادي و الثانوي علما منا ،أن حلقة التعليم الابتدائي جزء لا يتجزأ من الإدارة المركزية و المنظومة التعليمية برمتها، خصوصا أن مدارسنا تتأهب غدا لاعتناق التدريس ببيداغوجيا الإدماج التي تنبني على الوضعيات المركبة- المشكلة- و التي لتحقيق أهدافها المتوخاة و لبلوغ كفاياتها الأساس يلزم المدرس بلعب ادوار محفزة وتشجيعية و باتباع خطوات عملية دقيقة بدءا بشبكة الاستثمار و مرورا بشبكة التحقق و انتهاء بشبكة التصحيح، إذ في غياب التخصصات نتساءل:

- كيف يمكن لمدرسينا أن يقيموا و يقوموا كل أنشطة المتعلمين بالمعايير الجديدة التي تستلزمها بيداغوجيا الإدماج؟

- و بالمقابل هل يستطيع متعلمونا أن يتعلموا الإدماج- بعد 6 مراحل دراسية- و يتمكنوا في النهاية من توظيف كل الموارد: الداخلية و الخارجية/ التي اكتسبوها حتى يتمكنوا من إيجاد الحلول الواقعية لكل ورطة تربوية وضعوا فيها و يظفروا في النهاية بالكفاية الأساس ؟

ذ: الحسن وبا
26-4-2010

عن المدرس





آخر تعديل ابن خلدون يوم 2010-04-23 في 14:35.
    رد مع اقتباس