عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-22, 19:16 رقم المشاركة : 16
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: الصلاة.....الصلاة...........الصلاة


الصلاة.. الصلاة.. الصلاة (8)
عبد الرحمن بنندى العتيبي


ذكرنا فيما سبق أسباب الخشوع في الصلاة، وفيما يلينضيف إليها أحد الأسباب المهمة لتحقيق الخشوع.

16ـ التفكر في الآيات التي يقرأها المصلي في صلاته، ويحاول معرفة تفسيرها وتدبر معانيها العظيمة، قال تعالى (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) [محمد ـ 24]، ومن ذلك معرفة تفسير سورة الفاتحة التي هي أعظم سورة في كتاب الله، وتعد قراءتها في الصلاة ركناً من أركان الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" [رواه البخاري ومسلم]، وينبغي الاطلاع على تفسير آيات القرآن وخاصة قصار السور التي تكثرقراءتها من قبل المصلين في صلواتهم.



تفسيرسورة الفاتحة

(الحمد لله): الشكر والثناء لله وحده فهو أهل لأن يحمد لما يتصف به من صفات الكمال جل وعلا، وهو أهل لأن يحمد لما أنعم به على المخلوقين من نعم كثيرة.

(ربالعالمين): الرب المالك المتصرف، (العالمين) جمع عالم وهو كل ما سوى الله.

(الرحمن الرحيم): فالله سبحانه وسعت رحمته كلشيء، (الرحمن): هو اسم من أسماء الله تعالى، قال تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَاتَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الإسراءـ 110]، وهو رحمن الدنيا والآخرة وقد عم جميع الخلق برحمته، (الرحيم): قيل بالمؤمنين خاصة.

(مالك يوم الدين): وتصح قراءتها (ملك يوم الدين) فهي قراءة ثابتة من ضمن القراءات السبع وهو سبحانه وبحمده له الملك الكامل والتصرف في خلقه وشؤونهم فهو (رب العالمين) وهو صاحب الملك الحقيقي، لأن ملك أهل الدنيا ملك ناقص وزائل، فالملك من الخلق في هذه الدنيا إما أن يموت فينقطع هو عن ملكه ويذهب عنه مرغما على تركه لغيره، أو يسلب منه ملكه وهو حي بخلع أو انقلاب وتسلط عليه من قبل الاخرين، فيرى الغبن وزوال ملكه وهو حي، أما الملك الحقيقي فهو لله رب العالمين، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟" [رواه البخاري ومسلم]،
وقوله (مالك يوم الدين) يوم الدين في الآخرة وهو اسم ليوم القيامة، قال ابن كثير رحمه الله: وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفيه عما عداه،وإنما أضيف إلى يوم الدين لأنه لا يدعي أحد هناك شيئا ولا يتكلم أحد إلا بإذنه. أهـ

(إياك نعبد): وحدك نقصدك بالعبادة حبا لك وتعظيما ورغبة ورهبة.

(وإياك نستعين): ونطلب منك وحدك العون على طاعتك وعلى التوفيق في جميع أمورنا.

(اهدنا الصراط المستقيم): ارشدنا ووفقنا إلى الإسلام علما بهوعملا، (الصراط) الطريق (المستقيم) الواضح الذي لا اعوجاج فيه وهو دين الإسلام.

(صراط الذين أنعمت عليهم): والذين أنعم الله عليهم هم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فهم أعلم الناس بربهم وقد هدوا إلىالحق، وإلى عبادة الله على الوجه الصحيح، وجاءوا بتوحيد الله ونبذ الشرك بالله وعبادة ما سواه، وممن انعم الله عليهم من سلك طريق الأنبياء من الصديقين والشهداء والصالحين.

(غير المغضوب عليهم): هم اليهود لأنهم علموا الحق ولم يعملوا به.

(ولا الضالين): وهم النصارى الذين كلفوا أنفسهم عبادة لم يشرعها الله وحملوا أنفسهم ما لايطيقون على جهل منهم، وضلوا الطريق فلم يعرفوا الحق وعملوا بخلافه.

وبعدقراءة الفاتحة يقول (آمين) وهي ليست آية من الفاتحة وإنما تقال اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه ثبت عنه أنه كان يقولها بعدالانتهاء من قراءة الفاتحة بعد (ولا الضالين)، ويقولها الإمام، والمأموم، والمنفرد، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "إذا قال أحدكم في الصلاة آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه" [رواه مسلم].

ومعنى (آمين) اللهم استجب، فهي جاءت بعد دعاء بطلب الهداية وأنيُجَنب الله الشخص طريق المغضوب عليهم والضالين فقول آمين بمعنى اللهم استجب هذا الدعاء.


ولو استشعر المصلي عظمة وقوفه في الصلاة للقيام بعبادة ربه، واستحضر معاني كلمات هذه السورة العظيمة، وأن الرب سبحانه وبحمده ينظر إليه وهو يصلي ويسمع قراءته لهذه السورة، وأن الله سيجيب دعاءه، فإن ذلك كله يعين على الخشوع في الصلاة،

ولنتأمل هذا الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "قال الله عزوجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل،فإذا قال: (الحمد لله رب العالمين) قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال الله: أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال: (مالك يوم الدين)، قال الله: مجدني عبدني، فإذا قال: (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ماسأل" [رواه مسلم].


ومما يدل على فضل سورة الفاتحة ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد بن المعلي رضي الله عنه قال: كنت أصلي في المسجدفدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال: "ألم يقل الله (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)"،ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن"، ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت: يا رسول الله ألم تقل: لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، قال:"الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني الذي أوتيته".

ومن فوائد هذا الحديث الشريف أنه يجب المبادرة إلى الاستجابة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم،وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم هو من أمر الله لقوله تعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 4ـ3]، وتكون الاستجابة في جميع شؤون الحياة، في العبادات والمعاملات وفي تحكيم شريعة الله في الناس والرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والعمل بهما في حياة المسلم، وبذلك يتحقق الإسلام الصحيح لمن يدعي أنه مسلم،لأن الإسلام هو استسلام لأمر الله وانقياد له، وتصديق هذا الانقياد يكون بالعمل،

ويدل الحديث على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته ما ينفعهم،وحسن أسلوبه صلى الله عليه وسلم في التعليم، فقد شد السامع وشوقه بقوله (ألا أعلمك أعظم سورة) فلم يلق بالمعلومة مباشرة، وإنما دعا المتلقي إلى التفكير والتفاعل مع ما يقال له، ودفعه إلى التساؤل في نفسه عن أفضل سورة، وهذه الطريقة تؤخذ من منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليمه للصحابة، ولواتجه إلى الأخذ بها أرباب طرق التدريس لوجدوا فيها قواعد في هذ الفن، وفي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل خير ورحمة ونفع للناس،

ويدلنا الحديث على حرص الصحابة على تعلم الخير والعمل به، فقد سأل الصحابي النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره ما أفضل سورة وهكذا ينبغي أن يكون أهل الإسلام في حرصهم على تعلم العلم النافع والعمل به، ولا ننسى الأجر المترتب على قراءة الفاتحة، ففي كل حرف من حروفها عشر حسنات فمن يقرأها يحصل على أكثر من ألف حسنة فنحمد الله على أن شرع قراءتها في كل ركعة حتى نحصل على مزيد من الأجر نثقل به الموازين في الآخرة فما أكبر فضل الله على عباده وما أوسع رحمته لهم.

نسأل الله ألا يحرمنا فضله وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.






التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

آخر تعديل aboukhaoula يوم 2010-04-22 في 20:02.
    رد مع اقتباس