عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-16, 14:36 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

a9 زمن الأخطاء التعليمية ذ: الحسين وبا


زمن الأخطاء التعليمية
ذ: الحسين وبا

لن نتطرق في هذا المقال إلى زمن الأخطاء للراحل محمد شكري بالرغم من تشابه و تقارب العناوين و بالرغم من أن الأخطاء محلها الصعوبات و الضبابية التي تلف بالشيء حيثما كانت طبيعته أو صفته.
لقد اعتقدت العديد من الأقلام المهتمة بحقل التربية و التعليم أن تطور التكنولوجيا و انتشار الشبكة العنكبوتية عبر أرجاء العالم،بالإضافة إلى لوحات الإشهار المزروعة هنا و هناك، فضلا عن اقتحام ظاهرة الهواتف المحمولة لبيوتنا سيسهل لا محالة إنماء عملية التحصيل العلمي لدى المتعلم ، إلا أن العكس هو الذي حصل بالضبط: حيث وجد المتعلم المغربي نفسه غارقا في بحر هذه التقنيات الالكترونية و المعرفية الجديدة، إذ عوضا أن تتدخل المدرسة و الآباء و المجتمع المدني لتنبيهه من خطورة الأمر و توجيهه توجيها تربويا حكيما يتماشى و مستواه العمري و قدراته المعرفية، اكتفت هذه الأطراف بالفرجة و الصمت لأن هذا الجديد- التطور التكنولوجي- ابتلع شعوب العالم الثالث كافة. إن التوجيه التربوي و حسن الاختيار الذي هو مضمون الرسالة التربوية هو المغيب في هذه الحلقة وهو مصدر كل الإشكالات التي تعيق السيرورة التعليمية و التعلمية لأبنائنا و بناتنا.
إنه المأزق الذي احتوى عقلية ووجدان المتعلم و جعله أكثر سلبية من أي وقت مضى،إذ إنه المأزق الذي احتوى عقلية ووجدان المتعلم و جعله أكثر سلبية من أي وقت مضى،إذ إذا كان متعلمو اليوم الأمس القريب لا يحسنون القراءة أو الكتابة فان متعلمي اليوم جمعوا بين المهارتين معا،وأصبحوا يعانون من فراغ مهول على مستوى الكتابة الإملائية و الإنشائية على سبيل المثال لا الحصر ،لأن كل ما يملكونه من شوق و جهد استثمروه أمام جهاز التلفاز أو جهاز العقل الالكتروني أو أمام محلات أو علب اللعب.... إنه عالم الآلة الجديدة و الحركة الساحرة التي فتنت عقول صغارنا و كبارنا، فودعنا بحلولها مسؤولياتنا و مواقفنا - عدم مراعاة الزمن- إهمال باقي الواجبات- صحيح أن هذه المخترعات لعبت دورا أساسيا في تقوية جانب الانفتاح و التواصل لدى المتعلم، لكنها بالمقابل ألهته عن واجباته الدراسية مما حذا بكل مكونات المنهاج الدراسي أو العملية التدريسية أن تصير قسما من معاناته اليومية؛ لأنه يجد صعوبات كبيرة في التكيف مع أنواعها و محتوياتها ومع زمانها و طرق تمريرها و لنأخذ مثال الحديث عن الآثار التاريخية ببعض المدن التاريخية كفاس و مراكش و الرباط مثلا دون أن يزور هذه الأماكن، فطريقة السرد الذي تقدم بها دروس الجغرافية و التاريخ بشكل خاصة طرح لدى المتعلم إشكالات الزمن و المكان كما تطرح لديه مشاكل تخيلها و نفس الصعوبات تواجهه في دروس التضاريس و المناخ و الأنهار والجهة و المشاهد الريفية و .......... فالمطلوب في هذا الباب هو إخراج هذه الدروس من طابعها السردي و التجريدي إلى حيز الزيارة و المشاهدة الميدانية عن طريق تهيئة مؤسساتنا التعليمية للنهوض بالخرجات و تنظيم الرحلات وهذا ما سيحقق لها نجاح- بالفعل- انفتاحها على محيطها الخارجي.
إن المتعة التي سيجدها المتعلم في خروجه عن رتابة القسم إلى مؤسسة جديدة عليه أو إلى أحضان الطبيعة أو المعمل أو إلى أي حوض هي البديل البيداغوجي المناسب لتغلب المدرسة على احتواء ضعف المتعلمين في اكتساب كفايات الأساس في معظم مكونات المنهاج الدراسي من جهة والوسيلة الفعالة لتخفيف تعامله مع الآلات الالكترونية الجديدة من جهة أخرى.
ونحن على أبواب الشروع في العمل ببيداغوجيا الإدماج- الموسم الدراسي المقبل- فهل ستظل مسألة التخصص لدى المدرسين بالمؤسسات الابتدائية بعيدة المنال ؟
ثم إلى أي حد ستظل الأنشطة المدرسية معزولة عن واقع المتعلم الجغرافي ، البيئي ، الثقافي ،الاجتماعي و الاقتصادي؟
ذ: الحسين وبا
Apr:11 Thursday - 15 April 2010
عن المدرس





    رد مع اقتباس