حَيـْــــــرَةُ الْقـَــــــــــــرْنِ 21 مهداة إلى ساحرة الحَرْف... : لطيفة المزاج حَيْرانُ .. بِلا تَوَجُّسٍ لبَّى نداء السائلين لِم الحَيرة تغزوك أمِنْ خطْب ؟ بنباهة الحكيم أصدر الحكم : يالَلرُّزْء أفواه حيَّرتْني همُّها الفُحْش والعِلْك والهُراء ! حيرتني عيون تَعْلو شطآنَها الدهشةُ ترمُق الفراغ سفنا لها في الأفق المسدود حيرتني عقول يتهدَّدها الصدأ ! حيرتني قلوب تََعمى عن الحق يتهددها التصحُّر وهي عن الخفقان جاثمهْ شباب دبَّ في أوصالهم الوهمُ شباب أحلامُهم كتابُ سراب ؛ فذاك يتوعد بانتقام وذاك يهدد بانتحار، وتلك تهفو للقاءٍ .. قبل جُنون الليل قبل يقظة عيونِ نهار غارقاتٍ في نهر الثمالة والشرود .. ذاك يفْترش الأرض أملا في اغترابٍ فلَمْ يهْتَد لا إلى ورق ولا إلى مداد .. وتلك تعانق جوازها موقَّعاً بقُبْلةٍ وتلك تعلو السماء بفتنة تغزو البحار وهي تميس بِفَخْر تصيح : أنا التأشيرة الساحرة أنا الفنانة الفاتنة أنا السحر بلا منازعْ .. سألوها عن علم الجبر فأحصت شطآن الخليج .. سألوها عن بيت شعرٍ فروت أسرار أبراج .. ذكروها بالأب الراعي فنفت أصلها بكل فروع الحِجاج .. حدثوها عن شِعاب الفن فحكت كل صنوف الغِناج .. فنادى مُنادٍ أيها القوم : أنتم في مسيس الحاجة لحِلاج وإلا فالعلاج .. أيتها الحَيْرة ألم تُشفقي لحال قوم سيّان لديهمُ القطن والحديد أيتها الحَيرة لن تسلمي من شرور قوم لا يميزون بين أمْ وأمٍّ وأمِّية وسِباب أيتها الحيرة ارحلي عن أرض يتساوى فيها الخير والخمر والعرس والحِدادُ أيتها الحَيْرة عليك بالحِيرَة أرضا وإلا نالك شظى الالتباس بين الخُضار والحِصار بين الحضيرة والحضارة بين العِتاب والعَتاد .. أيها الحائر احذر شِراك خائري العزم فالكتاب ، في عرفهم ، شعوذة والقراءة دجل والكتابة خُرافة يستوي فيها الخامل والجاهل والعقاد .. والأمومة ، في جيلهم ، عُهْرٌ والشذوذ حداثة وكل مرافعات النُّبْل بكاء على الطُّلول ليس لها مرادف في معاجم الحداثة والتجديد ... محمد الورزازي المحمدي كِرْكـاس