عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-14, 02:08 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

a9 ما جدوى المعاهد بمراكش إذا كانت دبلوماتها لا تؤهل للحصول على عمل


ما جدوى المعاهد بمراكش إذا كانت دبلوماتها لا تؤهل للحصول على عمل



المراكشية : عبد الله أونين



يلاحظ بسائر المؤسسات السياحية والمرافق التجارية والأبناك بمراكش أن حصة المراكشيين من مناصب الشغل والتوظيفات ضعيفة بشكل ملفت للانتباه.





فبالفنادق غالبا ما تعمد الشركات أو الأشخاص الذين يوكل إليهم تدبير المرافق من حراسة واستقبال وطبخ ،إلى استقدام يد عاملة ومستخدمين من خارج مراكش. فبفندق بمراكش عمد من عهد إليه بتسيير شؤون المطبخ إلى استقدام طاقمه من مدينة تبعد عن مراكش بما يزيد عن خمسمائة كيلومتر.



وتتخرج سنويا من معاهد التكنولوجيا التطبيقية بمراكش بمختلف اختصاصاتها أفواج عديدة تجد أمامها أبواب العطالة مفتوحة . الشيء الذي يفرض طرح السؤال عن الغاية من هذه المعاهد إذا كانت دبلوماتها لا تؤهل للحصول على عمل؟ والغريب في الأمر أن من يتم توظيفهم من قبل الجهات التي يوكل إليها أمر التوظيف ومن أصحاب المشاريع أنفسهم لا يتوفرون على تكوين يؤهلهم لشغل تلك المناصب .



ونسمع كلما تقدم صاحب مشروع مقاولاتي في سائر الميادين السياحية أو التجارية عن أرقام تثلج الصدر تخص عدد مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة ، لكن الواقع بعد افتتاح تلك المقاولات شيء آخر، ومما يترتب عن هذا النهج الذي تتغاضى أعين المسؤولين عن الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بمراكش عنه تسرب التذمر واليأس إلى العديد من الشباب سواء منهم خريجو معاهد التكوين أو الجامعيون . ويكفي ان نسوق ما حدث مؤخرا مع الشباب الذين طلب منهم الحضور لإجراء مقابلة توظيفية والذين وجدوا بان ما تبقى لهم من مناصب شغل لا تتعدى سلك الحمالين والمرتبين في الوقت الذي أنيط فيه غيرهم من مدن أخرى بشواهد اقل بوظائف عليا.



و مما يضيق باب التشغيل بهذه المدينة التي لا ينعم أبناؤها الذين يسهمون في رواج تلك المقاولات التجارية بما يستحقون ، الزبونية والوساطات فيكفي ان يكون لك سند لتحصل على عمل ويكفي أن يكون لوسيطك نفوذ فتنام قرير العين بالحصول على عمل .



ويتساءل المدبلمون المعطلون عن دور وكالة إنعاش التشغيل والكفاءات التي تزور المتكونين بمعاهدهم وتتسسلم منهم استمارات ليقف عملها عند هذا الحد. كما يتساءلون عن مدى تنسيق هذه (الأنابيك) مع الجهات المكونة والجهات المشغلة من اجل توفير وظائف لشباب المدينة أولا وعند افتقارهم للمؤهلات فلا بأس من فتح الأبواب على مصراعيها لمن هم أجدر وأقدر .



إن الاستمرار في تجاهل ما يفعله اليأس بشباب في مقتبل العمر قضى أكثر من عشرين سنة في الكد والتحصيل إلى ان حصل على شهادة جامعية أو مهنية ليصطدم في نهاية الأمر بما يجعله يحس بأن كده بخس ، إن الاستمرار في ذلك لا تفسره إلا حالات التذمر والارتماء في أحضان اليأس والتفكير في الاغتراب بعيدا عن حسابات الزبونية وما سواها، مما يجعل طوابير المنتظرين فرصة شغل بهذه المدينة تزيد طولا وعرضا في ظل استمرار المستثمرين بها في حب ما تجود عليهم به طبيعتها وعراقتها ومكانتها كقبلة سياحية وكمركز تجاري من أموال طائلة ، وعدم حبهم لتشغيل أبنائها لتحقيق ما يتغنى به من مواويل التنمية المستدامة







    رد مع اقتباس