عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-08, 15:17 رقم المشاركة : 1
محمد الورزازي المحمدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية محمد الورزازي المحمدي

 

إحصائية العضو








محمد الورزازي المحمدي غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الأول في المسابقة الأدبية

important ملامــــــــــــــح أزمـــــــــــــــــــة ..


ملامح أزمـــــــــــــــــــة ..

قالها وهو يتألم .. أرسلها عبارة زفرة طويلة نابعة من أعماق فؤاده : وجوههم ضاحكة مستبشرة .. أتُراهم فرحون فعلا ؟ عيونهم تكاد تنطق حروف السعادة بلا نقصان .. يلعبون ألعابا شتى .. يمارسون رياضة المشي وحمل الأثقال ستة أيام في الأسبوع طيلة السنة ، ما عدا الإجازات .. يافعون ، مراهقون ، أطفال في عمر الزهور .. يتحدثون في كل شيء وفي لا شيء ..
لماذا هم ضاحكون إذن ؟!
مر بالقرب من مجموعة منهم ، قريبا من إحدى المؤسسات .. قرر الاقتراب منهم أكثر .. يريد التأكد من تصرفاتهم التي فشل في فهمها داخل الفصل الدراسي ، ومن تصورات كثير من الناس عنهم .. يريد أن يفهم سبب خوف وانشغال الآباء والأمهات عليهم ومن تصرفاتهم ..
أرسل في اتجاهه زعيم المجموعة سهما : أنت .. إِيه .. أجئت لتعلمنا ما لم نتعلمه منك داخل السجن الدراسي ؟! لا تحاول .. لا توجعنا بنصائحك المريضة .. وأنهت التسديدَ شابة ٌ ، يبدو أنها من مفاتيح أسرار المجموعة : لا تنس أن مرورك من هنا يشكل استفزازا لنا وتدخلا سافرا في حياتنا الخاصة والحميمية جدا .. فلا تُعِد المحاولة وإلا ..
حرمها الزعيم من الاستمتاع ببقية التهديد .. لكنه لم يترددفي إتمام الجملة ، التي يجهل أغلب أعضاء المجموعة أهم مكوناتها ، وهم داخل الفصل : ..وإلا فالويل لك منا يامن اشتعل رأسه شيبا .. أفهمت الدرس ؟
" الحقيقة أنني استوعبت الدرس جيدا " قالها في نفسه ولم يبدها لهم .. فدخل متاهات مونولوك مسترسل : .. والحقيقة أن الشيب قد
خط فوديَّ لكن العظم لم يهن مني بعد .. وأستطيع ، إذا دعت الضرورة ، أن أدافع عن نفسي مستفيدا من تجربتي الجيدة في فني الحرب : " شوطوكان " و" الفولكونتاكت " اللذين مارستهما بإتقان ، ومن لياقتي البدنية العالية التي ظللت حريصا عليها بممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعيا ..
تذكر مقولته المفضلة التي تعد حافزه في عشقه للرياضة ورددها بصوت مسموع أثار انتباه بعض المارة قريبا من موقفه : العقل السليم في الجسم السليم .. فآثر آلا يستسلم لاستفزاز المجموعة المهاجمة ، لكنه لم يسلم من قلق
انتاب أوصاله : ما مصير جيل يعاني من الفراغ العاطفي .. من الخواء الروحي والثقافي والنفسي ..؟ جيل يعترف جهرا بأنه يعاني من اللاتوازن والفقر الفكري والجوع الثقافي ..؟
اختار له ركنا في إحدى المقاهي .. طلب من النادل فنجان قهوة .. فلم ينتبه متى وضعه أمامه .. لقد استغرق به التفكير في أدغال أسئلة محيرة :
- هل يمكن أن يُستأمن هؤلاء الأطفال والشباب على مستقبل الوطن ، وعلى مصير الأجيال القادمة ؟
- هل يمكن أن يساهموا ، مستقبلا ، في تربية ذوقية أو فنية أو طرقية أو جمالية ؟
- ما رصيدهم من القيم النبيلة ؟
- ما رصيدهم من القيم الكونية والحقوقية ؟
....
يومان بعد ذلك ، شكلت هذه الأسئلة أرضية لمداخلة له في ندوة بعنوان : أزمة التواصل بين الأجيال ، المعيقات والتحديات .. غير أن الفئة الأساس التي استهدفتها الندوة لم يحضر منها إلا عدد قليل .. سأل الأستاذ شابا فعالا أبدى اهتماما ملحوظا بموضوع الندوة عن سبب تغيب فئة الشباب ، فكان جوابه صادما :
صادف توقيت الندوة توقيت سهرة فنية بإحدى القاعات القريبة ..
غادر الأستاذ مقر الندوة وهو يردد : إنها ملامح أزمة مركبة خطيرة تلوح في الأفق...

محمد الورزازي المحمدي كِـرْكـاس






    رد مع اقتباس