الموضوع: الصدقة لا تموت
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-03, 11:59 رقم المشاركة : 2
aboukhaoula
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية aboukhaoula

 

إحصائية العضو









aboukhaoula غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في دورة HTML

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في مسابقة نتخلق بخلقه لنسعد بقر

وسام المركز الثاتي في  المسابقة االرمضانية الكبرى

وسام المراقب المتميز

افتراضي رد: الصدقة لا تموت


جزاك الله خيرا أختي الكريمة و أحسن إليك . و اسمحي لي أن أظيف بعض الأحاديث عن الصدقة مع شروحات للشيخ الألباني رحمه الله.

ــ أما بعد فإن الله أنزل في كتابه { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة } إلى آخر الآية { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد } إلى قوله : { هم الفائزون } تصدقوا قبل أن لا تصدقوا تصدق رجل من ديناره تصدق رجل من درهمه تصدق رجل من بره تصدق رجل من تمره من شعيره لا تحقرن شيئا من الصدقة و لو بشق تمرة . ‌
تخريج السيوطي
(م) عن جرير.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1354 في صحيح الجامع.‌

‌ هذا النص لم يتم تناوله بالشرح ( من الزوائد ) ـ
ــ إن الله تعالى يقبل الصدقة و يأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد . ‌
تخريج السيوطي
(ت) عن أبي هريرة.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1902 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( إن اللّه يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه ) كناية عن حسن قبولها لأن الشيء المرضي يتلقى باليمين عادة قال : ألم أك في يمنى يديك جعلتني * فلا تجعلني بعدها في شمالكا ذكره القاضي وقال غيره ذكر اليمين لأنها عرفاً لما عز والشمال لما هان واللّه تعالى منزه عن الجارحة وقيل المراد يمين الذي يدفع إليه الصدقة وأضيفت له تعالى لقصد الاختصاص أي أن الصدقة فيها للّه تعالى ( فيربيها لأحدكم ) يعني يضعف أجرها أي يزيد في كميته عينها فيكون أثقل في الميزان .
*** ( ه ) كما يربي أحدكم تمثيل لزيادة التفهيم ( مهره ) صغير الخيل وفي رواية فلوه بفتح الفاء وضم اللام وشدة الواو ويقال بكسر فسكون مخففاً وهو المهر وقيل كل عظيم من ذات حافر وفي رواية فصيله وذلك لأن دوام نظر اللّه إليها يكسوها نعت الكمال حتى ينتهي بالتضعيف إلى حال تقع المناسبة بينه وبين ما قدم نسبة ما بين المهر إلى الخيل وخصه بضرب المثل لأنه يزيد زيادة بينة ولأن الصدقة نتاج عمله ولأنه حينئذ يحتاج للتربية وصاحبه لا يزال يتعهده وإذا أحسن القيام به وأصلحه انتهى إلى حد الكمال وكذا عمل الآدمي سيما الصدفة التي يحاذيها الشيطان ويتشبث بها الهوى ويقتفيها الرياء فلا تكاد تخلص إلى اللّه إلا موسومة بنقائص لا يجبرها إلا نظر الرحمن فإذا تصدق العبد من كسب طيب مستعد للقبول فتح لها باب الرحمة فلا يزال نظر اللّه إليها يكسبها نعت الكمال ويوفيها حصة الثواب حتى تنتهي بالتضعيف إلى نصاب تقع المناسبة بينه وبين ما قدم من العمل وقوع المناسبة بين اللقمة كما أشار إليه بقوله ( حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد ) بضم الهمزة الجبل المعروف قال في الكشف : هذا مثل ضرب لكون أصغر صغير يصير بالتربية أكبر كبير اهـ . والقول بأنه يعظم ذاتها حقيقة ليثقل في الميزان غير سديد ألا ترى إلى خبر البطاقة التي فيها الشهادة حيث توضع في الميزان فتثقل على سائر الأعمال فلا حاجة في الرجحان إلى تعظيم الذوات وخص التربية بالصدقة وإن كان غيرها من العبادات يزيد أيضاً بقبوله رمزاً إلى أن الصدقة فرضاً كانت أو نفلاً أحوج إلى تربية اللّه وزيادة الثواب ومشقتها على النفوس بسبب الشح وحب المال ( تنبيه ) قال ابن اللبان نسبة الأيدي إليه تعالى استعارة لحقائق أنوار علوية يظهر عنها تصرفه وبطشه بدءاً وإعادة وتلك الأنوار متفاوتة في روح القرب وعلى حسب تفاوتها وسعة دوائرها تكون رتبة التخصيص لما ظهر عنها فنور الفضل باليمين ونور العدل باليد الأخرى وهو سبحانه منزه عن الجارحة .
*** ( ت عن أبي هريرة ) ورواه الطبراني عن عائشة قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح وقال الذهبي أخرجه الشيخان بمعناه . ‌

ــ صنائع المعروف تقي مصارع السوء و الصدقة خفيا تطفئ غضب الرب و صلة الرحم زيادة في العمر و كل معروف صدقة و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة و أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة ( و أول من يدخل الجنة أهل المعروف ) . ‌
تخريج السيوطي
(طس) عن أم سلمة.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3796 في صحيح الجامع وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 3494.‌

الشـــــرح :
‏ ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة خفياً ) في رواية وصدقة السر ( تطفئ غضب الرب ) والسر ما لم يطلع [ ص 207 ] عليه إلا الحق تعالى وذلك لأن إسراره دليل على إخلاصه لمشاهدة ربه وهي درجة الإحسان وفي القرآن { إن رحمة اللّه قريب من المحسنين } فبنور الإخلاص ورحمة الإحسان أطفأ نار الغضب ( وصلة الرحم ) بالتعهد والمراعاة والمواساة ونحو ذلك ( زيادة في العمر وكل معروف ) فعلته مع كبير أو صغير ( صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة وأول من يدخل الجنة ) يوم القيامة ( أهل المعروف ) قالوا : وهذا من جوامع الكلم قال الماوردي : وللمعروف شروط لا يتم إلا بها ولا يكمل إلا معها فمنها ستره عن إذاعته وإخفاؤه عن إشاعته قال بعض الحكماء : إذا اصطنعت المعروف فاستره وإذا اصطنع إليك فانشره لما جبلت عليه النفوس من إظهار ما أخفى وإعلان ما كتم ومن شروطه تصغيره عن أن تراه مستكبراً وتقليله عن أن يكون عنده مستكثراً لئلا يصير مذلاً بطراً أو مستطيلاً أشراً قال العباس : لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال تعجيله وتصغيره وستره ، ومنها مجانبة الامتنان به وترك الإعجاب بفعله لما فيه من إسقاط الشكر وإحباط الأجر ومنها أن لا يحتقر منه شيئاً وإن كان قليلاً نزراً إذا كان الكثير معوزاً وكنت عنه عاجزاً .
*** ( طس عن أم سلمة ) قال الهيثمي : فيه عبد اللّه بن الوليد ضعيف . ‌

ــ الصدقة على المسكين صدقة و هي على ذي الرحم اثنتان : صدقة و صلة . ‌
تخريج السيوطي
(حم ت ن هـ ك) عن سلمان بن عامر.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3858 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( الصدقة على المسكين ) الأجنبي ( صدقة ) فقط ( وهي على ذي الرحم اثنتان ) أي صدقتان اثنتان ( صدقة وصلة ) فهي عليه أفضل لاجتماع الشيئين ففيه حث على الصدقة على الأقارب وتقديمهم على الأباعد لكن هذا غالبي وقد يقتضي الحال العكس ولهذا قال ابن حجر : عقب الخبر لا يلزم من ذلك أن يكون هبة ذي الرحم أفضل مطلقاً لاحتمال كون المسكين محتاجاً ونفعه بذلك متعدياً والآخر بعكسه .
*** ( حم ت ن ه ك ) في الزكاة ( عن سلمان بن عامر ) الضبي حسنه الترمذي وصححه الحاكم وأقره الذهبي قال ابن حجر : وفي الباب أبو طلحة وأبو أمامة رواهما الطبراني . ‌

ــ فتنة الرجل في أهله و ماله و نفسه و ولده و جاره يكفرها الصيام و الصلاة و الصدقة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر . ‌
تخريج السيوطي
(ق ت هـ) عن حذيفة.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 4195 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( فتنة الرجل ) أي ضلاله ومعصيته أو ما يعرض له من الشر ويدخل عليه من المكروه ( في أهله ) مما يعرض له معهم من نحو همّ وحزن أو شغله بهم عن كثير من الخير وتفريطه فيما يلزمه من القيام بحقهم وتأديبهم وتعليمهم ( وماله ) بأن يأخذه من غير حله ويصرفه في غير حله ووجهه أو بأن يشغله لفرط محبته له عن كثير من الخيرات ( و ) فتنته في ( نفسه ) بالركون إلى شهواتها ونحو ذلك ( و ) فتنته في ( ولده ) بفرط محبته والشغل به عن المطلوبات الشرعية ( و ) في ( جاره ) بنحو حسد وفخر ومزاحمة في حق وإهمال في تعهد ونبه بالأربع على ما سواها ( يكفرها ) أي الفتنة المتصلة بما ذكر ( الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) لأن الحسنات يذهبن السيئات ونبه به على ما عداها فنبه بالصلاة والصوم على العبادة الفعلية وبالصدقة على المالية وبالأمر والنهي على القولية وهي أصول المكفرات والمراد الصغائر فقط لخبر الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر يحتمل أن يكون كل واحد من الصلاة وما بعدها يكفر المذكورات كلها لا كل واحد منهما وأن يكون من الكفر والشرك بأن تكفر الصلاة فتنة الأهل وهكذا إلخ وخص الرجل لأنه غالباً صاحب الحكم في داره وأهله وإلا فالنساء شقائق الرجال في الحكم .
*** ( ق ت ه عن حذيفة ) بن اليمان سببه أن عمر قال : أيكم يحفظ حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الفتنة فقال حذيفة : أنا أحفظه كما قال قال : إنك عليه لجريء فكيف قال قال : فتنة الرجل إلخ قال : ليس هذه أريد ولكني أريد التي تموج كموج البحر قال : قلت ليس عليك فيها بأس بينك وبينها باب مغلق قال فيكسر الباب أو يفتح قال : قلت لا بل يكسر قال : فإنه إذا كسر لم يغلق أبداً قال : قلت أجل فهبنا أن نسأله من الباب فقلنا لمسروق : سله فسأله فقال : عمر قال : قلنا يعلم عمر من يعني قال : نعم كما كان دون غد ليلته وذلك أني أحدثه حديثاً ليس بالأغاليط انتهى . @ [ ص 424 ] ‌

ــ ما يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانا . ‌
تخريج السيوطي
(حم ك) عن بريدة.

تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 5814 في صحيح الجامع.‌

الشـــــرح :
‏ ( ما يخرج رجل شيئاً من صدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطاناً ) لأن الصدقة على وجهها إنما يقصد بها ابتغاء مرضاة اللّه والشياطين بصدد منع الإنسان من نيل هذه الدرجة العظمى فلا يزالون يأبون في صده عن ذلك والنفس لهم على الإنسان ظهيرة لأن المال شقيق الروح فإذا بذله في سبيل اللّه فإنما يكون برغمهم جميعاً ولهذا كان ذلك أقوى دليلاً على استقامته وصدق نيته ونصوح طويته والظاهر أن ذكر السبعين للتكثير لا للتحديد كنظائره .
*** ( حم ك ) في الزكاة ( عن بريدة ) قال الحاكم : على شرطهما وأقره الذهبي عليه في التلخيص وقال في المهذب : قلت لم يخرجوه . ‌






التوقيع

إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر

    رد مع اقتباس