الموضوع: البصمات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-01, 17:18 رقم المشاركة : 1
بلابل السلام
بروفســــــــور
إحصائية العضو







بلابل السلام غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المرتبة الأولى في مسابقة القرآن الكريم والتجو

افتراضي البصمات


على غير العادة قررت في ذلك اليوم التوجه لمصلحة إدارية ، فمشوار اليوم لا بد فيه من الحضور الشخصي ، ولا تجوز فيه النيابة كما تعودت سابقا ، ألحت علي أختي قبلها أن نصطحب معنا
" الحاج "
سيساعدنا في قضاء غرضنا وسنرجع بسرعة ، لكني رفضت قائلة


" مَنا من الشعب "
أحببت أن ألتزم يما أقول دوما : لا للزبونية.. لا للمحسوبية .


وصلنا للمصلحة على الساعة الثانية عشر زوالا..أخذنا التذكرة وجلسنا ننتظر دورنا


كان رقمنا 145 وكان الرقم الذي وصل إليه العداد آنذاك 92


آه سننتظر مرور 52 شخصا ..ما باليد حيلة


أخذنا مكاننا ..الحمد لله أنهم أعدوا للجميع كراسي ..فالمصلحة حديثة العهد ، وتجهيزاتها على مستوى جيد


بدأت أرقب المشهد ..رجال ونساء ..اطفال وشيوخ .. لفت انتباهي امرأة عجوز لم يرحموا شيبتها ولا مرضها ، ويلزمها أن تأخذ بالسنة الإدارية فلا رأفة هنا إلا بمن جاء ومعه " الحاج "


كانت أختي ترقب المشهد وتلاحظ تأففي وهي تقول مؤنبة
" أنت اللي مبغيتيش نجييبو معانا الحاج .. وتسناي مع الشعب "


ابتسمت قليلا و لزمت برج المراقبة


مرارا وأنا أقول لاحول ولا قوة إلا بالله


النساء فقدن صوابهن ، لباس شبه عار من الصغيرات والكبيرات أمر يثير الاشمئزاز ، والملفت أنه حتى الرجال ماعادت تغريهم هذه المناظر ، أهو ورع ، أم إصابة بالتخمة من كثرة ما ألفوا هذه المناظر الشاذة.


المهم مرت الساعة الأولى والعداد يتقدم ببطء شديد ، لفت انتباهي وجود شاب في مقتبل العمر ألقي القبض عليه ، كان وجهه ممتقعا ، لسوء حظه أنه جاء ذاك اليوم ليجدد بطاقته الوطنية ، فاكتشف أن هناك بلاغا مقدما ضده منذ ثلاث سنوات فأمسكت به الأيدي " الأمينة " ريثما يعرض على الجهات المختصة.


في تلك الأثناء تناهى لمسامعنا صراخ ، وتعالت الأصوات أحد المواطنين في مشاداة كلامية مع أحد الموظفين ..هذا الأخير لم يتوان في استعمال سلطته بشطط كالعادة ،..


للأسف لا زالوا يتعاملون معنا وكأنهم السادة ، ونحن العبيد


" أجي أنت" .." نوض اللي موراه" .." بلاتي أنت "


طريقة استفزازية في المخاطبة أثارت حفيظتي .. إلى متى ستبقى إداراتنا بهذا الجفاء


وهذا الفراغ العاطفي في التخاطب ؟؟؟؟؟؟


المهم أن المسكين جنى على نفسه ، فقد أمسكت به الأيدي " الأمينة" حيث نزل ولم يصعد بعدها .


مرت ثلاث ساعات من الانتظار


أخيرا حان دورنا ..دفعنا الوثائق لقسم الاستقبال


ثم صعدنا للقسم الموالي


ثم نزلنا مجددا


لنصل أخيرا إلى آخر قسم


بصمت تلك البصمات اللعينة


التي أتعبت يومي وجعلتني أزداد كرها لمثل هذه المشاوير.





التوقيع


آخر تعديل بلابل السلام يوم 2010-04-01 في 17:22.
    رد مع اقتباس